توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جماعة أم طائفة

  مصر اليوم -

جماعة أم طائفة

مصر اليوم

مشكلة الجماعة مع الشعب المصرى لم تكن مجرد خلاف مع تيار حزبى أو سياسى وصل للسلطة وعارضه الناس، إنما مع جماعة سرية منغلقة على أعضائها ومنفصلة عن المجتمع والدولة معا. لقد أصرت جماعة الإخوان المسلمين، بعد وصولها للسلطة، أن تظل سرية، ورفضت أن تقنن وضعها وتصبح جماعة شرعية، وفق قوانين الدولة التى تحكمها، وهو ما عمق الصورة الذهنية التى لا تخلو أحيانا من مبالغة عن أنها أقرب لطائفة تحكم البلاد من وراء الستار، ولديها خطط شريرة لهدم الدولة والبقاء الأبدى فى السلطة. لقد أهدرت الجماعة الفرصة الثالثة، وهى فى الحكم هذه المرة لتطبع نفسها مع الدولة والمجتمع، بعد أن فشلت مرتين وهى فى المعارضة: الأولى فى نهاية العهد الملكى، والثانية فى عهد عبدالناصر، ودخلت فى مواجهات عنيفة مع السلطة القائمة حتى فى الفترة الليبرالية التى عرفت فيها الجماعة كيانا قانونيا ونشاطا اجتماعيا ودعويا واسعا، وأضاعت بذلك على مصر فرصا حقيقية لإنجاز تحول ديمقراطى، وتلك سابقة غير متكررة فى تاريخ الحركات السياسية، التى عادة ما تتعلم الكثير عند وصولها للسلطة، فى حين أن الجماعة سارت عكس الطريق الذى كان يجب أن تسير فيه بعد وصولها للسلطة، وأخذت البلد كله نحو الهاوية حين تعامل الناس معها باعتبارها جماعة وافدة أو طائفة أخرى حكمت البلاد. وقد نسى الإخوان، طوال عام من حكمهم، أنهم جماعة قادمة من خارج الدولة التى اعتادت أن تقدم من يحكمون البلاد، من عبدالناصر إلى مبارك وحتى سعد زغلول قائد ثورة 1919، ضد الاحتلال البريطانى، فقد شغل منصب وزير المعارف (التعليم) قبل قيادته الحركة الشعبية، وأن خبرات النجاح تقول لنا إن أى قوى أو جماعة راديكالية تأتى من خارج المنظومة السياسية السائدة لابد أن تتبنى خطاباً مطمئناً، وإصلاحياً لهذه المنظومة السياسية التى صاغت ملامحها فى مصر «الدولة العميقة»، ولا تبدو أنها ستسيطر أو ستحتكر الحياة السياسية، وأنها ستكتب الدستور والقوانين الأساسية بمفردها، وتعادى الشرطة والقضاء والجيش وتدخل فى معارك مفتوحة مع السلطة القضائية، ذات التقاليد العريقة، ليس بغرض إصلاحها، إنما بغرض الهيمنة عليها، خاصة بعد أن أعدت الجماعة وحلفاؤها قانونا للسلطة القضائية يقضى بعزل 3500 قاضٍ بعد تغيير سن الإحالة للتقاعد من 70 إلى 60 عاما. إن الغضب الشعبى الذى تزايد عقب وصول مرسى للسلطة وحتى عزله كان فى جانب رئيسى منه نتيجة الصورة الذهنية التى حملها كثير من الناس تجاه الجماعة التى يعيش أعضاؤها فى سرية ولديهم طقوسهم الخاصة، ولا يسمح لأحد بأن ينضم إليهم إلا بعد أن يمضى سنوات تحت الاختبار (لينتقل من أخ محب إلى أخ عامل)، ولا تعرف الدولة وأجهزتها الرقابية شيئا عن أموالها وميزانيتها حتى بدت كأنها طائفة منفصلة عن باقى المجتمع، وجعلت هناك حالة من التضامن الهائل بين الدولة والشعب فى مواجهة هذا الكيان الإخوانى المهيمن. لم تفهم الجماعة الأبعاد السيكويولوجية لهذا السقوط المدوى، وهى تحتاج إلى جيل جديد يراجع بشكل جراحى فكرها وتاريخها، وهو أمر لم تقم به منذ نشأتها عام 1928 وحتى الآن.  

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جماعة أم طائفة جماعة أم طائفة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon