توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقدُّم «الدولة العميقة»

  مصر اليوم -

تقدُّم «الدولة العميقة»

مصر اليوم

حين كتبت فى إبريل 2012 مقال «الدولة العميقة»، بكل ما أثاره من جدل وردود أفعال، اعتبر البعض أن السلاسة التى أقيل بها «طنطاوى» دليل على وجود «الدولة العبيطة» وليس «العميقة» كما سبق أن وصفناها. ودارت الأيام، وثبت للكثيرين أن هذه الدولة موجودة ومؤثرة فى الشأن العام، وبفضلها نجح الشعب فى تحقيق أهداف انتفاضة 30 يونيو بإقصاء حكم الإخوان. والحقيقة أن الدولة العميقة فى صورتها المصرية تتمثل أساساً فى المؤسسة العسكرية والشرطة والقضاء والخارجية والإعلام، وجزء من الجهاز الإدارى للدولة، الذى يبلغ تعداده أكثر من 6 ملايين عامل وموظف. والمؤكد أن هذه الدولة كانت مهددة بعد ثورة 25 يناير التى زلزلت كيانها لكنها لم تستطع أن تقدم قيادة سياسية قادرة على إصلاحها وليس الانتقام منها أو تفكيكها، فقد حلم بعض الثوار بتفكيكها دون أن يقدموا بديلاً سياسياً ومؤسسياً قادراً على تغييرها، وسعى إخوان الحكم إلى الانتقام منها بعد وصولهم للسلطة وفشلوا فشلاً ذريعاً. وقد كتبنا فى مقال الدولة العميقة: «إن خبرات النجاح فى العالم تقول لنا إن أى قوة أو جماعة راديكالية تأتى من خارج المنظومة السياسية السائدة لابد أن تتبنى خطاباً مطمئناً وإصلاحياً لهذه الدولة العميقة، ولا تبدو أنها ستسيطر أو ستحتكر الحياة السياسية، وأنها ستكتب الدستور والقوانين الأساسية، وتهيمن على جهاز الدولة»، وقد فعل الإخوان عكس ذلك، ودخلوا فى مواجهات هدفها ليس إصلاح الدولة إنما السيطرة عليها والتحكم فيها لصالح أجندة الجماعة لا الوطن. والمؤكد أن «الدولة العميقة» فى مصر ليست دولة أيديولوجية، فلا يمكن وصف الجيش المصرى مثل نظيره التركى بأنه حامى العلمانية، فهو جيش يشبه المجتمع فى محافظته وتدينه وأيضاً مدنيته، كما لم تعرف بيروقراطية هذه الدولة حتى فى عهد عبدالناصر أى توجهات عقائدية حين ساد الخطاب الاشتراكى وظهر تنظيم طليعة الاشتراكيين الذى اخترق بعض مؤسسات الدولة، فقد نجحت الأخيرة فى تحويل كثير من مفردات الخطاب الاشتراكى التحررى إلى خطاب بيروقراطى هادئ مفصل على مقاسها وتوجهاتها. إن «الدولة العميقة» منذ العهد الملكى والعهود الجمهورية لم تكن عقائدية إنما فيها من الوسطية المصرية الكثير، ولذا لم تنجح أى محاولة لصبغها بأيديولوجيا محددة، وتكرر الأمر مع الإخوان المسلمين، فرغم تدين الشعب المصرى ومعه مؤسسات الدولة إلا أنها لم تكن على استعداد لأن تقبل مشروعاً عقائدياً إخوانياً شمر سواعده ليعلن عن قرب لحظة التمكين ففشل فى إدارة الدولة وليس فقط إصلاحها. إن ما سبق أن سميناه من قبل «الدمج الآمن» للإخوان يستلزم الوصول المتدرج للسلطة ولا يعنى قلب المعادلات السياسية والقانونية بجرة قلم، وحين فعل الإخوان العكس تضامن الشعب مع الدولة العميقة فى مشهد ملحمى نادر لا يتكرر إلا فى مواجهة الغزوات الخارجية، ونجحوا معاً ويداً واحدة فى إسقاط حكم الإخوان. لن ينجح أى تيار سياسى جديد قادم من خارج المشهد الذى اعتادت عليه «الدولة العميقة» منذ عقود إلا إذا طمأن هذه الدولة، واعتبر أن إصلاحها أحد أهدافه ولكن بشكل متدرج غير انتقامى وغير إقصائى. عندها فقط يمكن أن نحقق الديمقراطية التى ستعنى أيضاً إعادة بناء «الدولة العميقة» على أسس جديدة شفافة وديمقراطية، وهذا هو تحدى المرحلة القادمة، فالمطلوب ليس هدم الدولة ولا الانتقام منها إنما إصلاحها وتطوير أدائها الذى سيعنى فى حال حدوثه انتقال مصر إلى مصاف الدول الديمقراطية المتقدمة. [email protected]  

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقدُّم «الدولة العميقة» تقدُّم «الدولة العميقة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon