توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانقلابات الناعمة

  مصر اليوم -

الانقلابات الناعمة

عمرو الشوبكي

جرى صك هذا التعبير فى نهايات الألفية الثالثة، حين عرفت بعض البلاد نمطاً جديداً من التدخل العسكرى عرف باسم «الانقلاب الناعم» يقوم فيه الجيش بالضغط على السلطة السياسية، إما بغرض إخراجها من الحكم، أو تغيير توجهاتها، وهو أمر يختلف عما شهده العالم فى بدايات القرن الماضى من تدخلات خشنة وسافرة للجيش يطيح فيها بالسلطة القائمة، ويتولى هو حكم البلاد بشكل مباشر. وقد عرفت مصر انقلاباً عسكرياً ثورياً فى يوليو 1952 أطاح فيه الجيش بالسلطة الملكية القائمة، وأسس نظاماً جمهورياً جديداً بقيادة جمال عبدالناصر. وقد تدخل الجيش فى ذلك الوقت نتيجة فشل النخبة السياسية المدنية، وعقب اختراق التنظيمات السياسية له، وظل يلعب أدواراً خارج مساحته المهنية والاحترافية، وكان ذلك أحد أسباب هزيمة 67، فى حين أن الجيش المهنى المحترم الذى أعاد عبدالناصر بناءه بعد 67 هو الذى جلب نصر أكتوبر، وحمى ثورة 25 يناير، ولم يُخْترَق من التنظيمات والأحزاب السياسية، وحافظ على تماسكه وانضباطه، رغم استهدافه من قوى داخلية وخارجية كثيرة. والسؤال: ألا يمثل بيان القوات المسلحة، أمس الأول، عودة للجيش إلى المشهد السياسى، وهو ما يعد انتقاصاً من دوره المهنى والقتالى؟ الإجابة الأمينة: نعم، إلا أن عودته لن تكون انقلابية، ومن غير المتوقع أن تنحاز لطرف سياسى فى مواجهة آخر، رغم التحذيرات التى وجهها البيان لكل الأطراف بما فيها مؤسسة الرئاسة التى تعاملت معها كطرف مسؤول عن الأزمة وليس كقائد أعلى للقوات المسلحة. إن مهمة الجيش، كوسيط بين الأطراف السياسية، صعبة، وليست سهلة، نظراً لقيود كثيرة مفروضة على حركته داخلية وخارجية، كما أن نهاية عصر الانقلابات المباشرة تجعله عاجزاً عن امتلاك أدوات الصراع والمواجهة السياسية، كما جرى فى العقود الماضية. ولذا، فإن بيان الجيش، أمس الأول، فسره البعض بأنه انقلاب ناعم أو انقلاب «ما بعد حداثى»، وفق التعبير الذى استخدم عقب تدخل الجيش التركى عام 1997 ضد حكومة أربكان، وأجبره على الاستقالة، حين تحرك كجماعة ضغط، وأجبر الحكومة المنتخبة على الاستقالة، بعد أن اعتبرها الجيش تهدد النظام العلمانى الذى قامت عليه الجمهورية التركية. ورغم أن الحكومة التركية لم تواجَه بتحركات شعبية دفعت الجيش للتدخل فإنها دخلت فى خصومة سافرة مع الدولة ومع التيارات العلمانية أخافت قطاعاً واسعاً من المجتمع ومؤسسات الدولة، ففشلت، بعد عامين من وجودها فى الحكم، ( 1995: 1997). ويعتبر هذا التدخل الناعم على خلاف تدخلات الجيش التركى السابقة، التى أُعدِم فى أحدها رئيس وزراء أعاد الأذان باللغة العربية، واعتُقِل فى الثانية، (1980)، ما يقرب من ربع مليون تركى، بعد أن شهدت البلاد مواجهات أهلية، طوال السبعينيات، راح ضحيتها 40 ألف تركى. أما الحالة المصرية فإن تحرك الجيش لم يأت لأسباب عقائدية تتعلق بموقف سياسى علمانى من الرئاسة «الإسلامية»، كما جرى فى تركيا، إنما جاء عقب مظاهرات غير مسبوقة شهدتها مصر يوم الأحد، وتجاهلتها مؤسسة الرئاسة، ووصفها بعض قادة الجماعة بأنها مظاهرات بلطجة أو بضعة آلاف من المحتجين. لن يكون مطروحاً على الجيش أن ينقلب على السلطة السياسية، كما يتصور البعض، إنما هو مرشح أن يضغط على الجميع، لتحقيق مطالب الغالبية الساحقة من المصريين الذين عبروا عنها، منذ الأحد الماضى، فى مختلف المدن المصرية. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانقلابات الناعمة الانقلابات الناعمة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon