توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب الشوارع

  مصر اليوم -

حرب الشوارع

عمرو الشوبكي

ما جرى فى المقطم، أمس الأول، هو جريمة مكتملة الأركان يتحمل وزرها كل من حوّل الصراع السياسى والحزبى إلى ضرب بالخرطوش، وسحل فى الشوارع، وحرق للسيارات العامة، وأكمنة خفية، للاعتداء على الخصوم السياسيين. البعض يعتبر أن سحل رجل مسن بطولة لأنه «إخوان»، والاعتداء على فتيات فى مقر «الحرية والعدالة» ليس جريمة، والبعض الآخر يتصور أن إطلاق رجاله فى الشوارع، لرصد المتظاهرين، والاعتداء عليهم، براعة لا تستحق العقاب الرادع، لأن الحرب خدعة، وهؤلاء أعداء الوطن وليسوا شركاءه. ما جرى أمام مكتب الإرشاد فى ضاحية المقطم من عنف وتخريب يتحمل مسؤوليته الجميع، وتتحمل السلطة البليدة مسؤوليته الأولى، وجماعة الإخوان المسلمين وكل من حرض على العنف من الجماعات الاحتجاجية يتحملون مسؤوليته الثانية، فكل من حمل «مولوتوف» وسلاحا أبيض و«خرطوش»، أمس الأول، مجرم فى حق هذا الوطن، وكل من قرر أن يتظاهر أمام مكتب الإرشاد بسلمية مواطن يستحق التحية، لأنه تحمل خطرين فى آن واحد: خطر اعتداء الإخوان والشرطة، وخطر البلطجية وحَمَلة المولوتوف من مدّعى النضال والثورية، فكان ضحية الطرفين. لا أفهم سببا واحدا يبرر نشر الإخوان رجالهم فى كل شوارع المقطم الفرعية، بحثا عن المتظاهرين، والاعتداء عليهم، والقيام بإشعال الموقف بدلا من تهدئته، والطبيعى أن يبقوا داخل مقرهم يدافعون عنه، إذا تعرض لاعتداء، لا أن يقوموا بدور الدولة التى غيّبوها، ويراقبوا تحركات المتظاهرين، ويقدموا تقريرا «أمنيا» عن خط سيرهم، ويشتبكوا معهم، دون أن يأتى فى ذهنهم أن من حق خصومهم التظاهر السلمى، وأنه ليس كل من صعد المقطم بلطجيا وفلولا ومسيحيا ـ كما روجت قناة 25 يناير بكل أسف ـ تماما مثلما كان يفعل نظام مبارك فى التعامل مع خصومه من «القلة المندسة». صحيح هناك من الطرف الآخر من يعتبر أن العنف غير الثورى والفوضى غير الخلاقة هما طريقه، لتحقيق هدفه فى إسقاط حكم الإخوان، بعد أن فشل فى تحقيقه عن طريق بناء مشروع سياسى بديل، ويتصور أن الجيش سيأتى، «ويلم الموضوع»، ويحكم بدل الإخوان، الذين يفترض أن يسلموا السلطة، التى حرموا منها سنوات، بكل سلاسة، للانقلاب الجديد، وهو رهان خاسر، لأن البلد إذا دخل فى دوامة الفوضى والعنف الكامل فلن يقوم مرة أخرى. للأسف الشديد، إن أداء «إخوان الحكم» كارثى، فهم يصرون على الاستمرار فى مسار الدولة الموازية، فهناك الشرطة، وهناك رجال الإخوان، وهناك الخارجية، وهناك مستشار الرئيس.. إلخ، وذلك حتى يتمكنوا من السيطرة على الدولة الوطنية، ويغيروا طبيعتها، واعتبروا أنه لا توجد مشكلة فى مصر، وأن هناك فقط مؤامرات المعارضة والدولة العميقة والعلمانيين والمسيحيين على حكم الإخوان، فقسموا المجتمع إلى قسمين: الجماعة وأنصارها فى ناحية، وكل مصر فى ناحية أخرى. إن من يراهن على أن الفوضى هى الحل عليه ألا ينسى أن الملمح الأبرز لنظام مبارك كان فوضويته، وعشوائية أدائه، وانعدام كفاءته، أكثر من استبداده وقمعه، وأن البعض الذى ينحرف بالثورة عن أهدافها، لكى تخلق مزيدا من الفوضى والعنف، ينسى أن هذا الطريق سيوصلنا للانهيار الكامل الذى سيغرق فيه الجميع، إخوانا ومعارضة. إن ما جرى، أمس الأول، فى محيط مقر الإخوان هو مشهد مروع، وعار علينا أن نقبله، وبكل أسف، سنشهد المزيد طالما أن «إخوان الحكم» يسيرون عكس الاتجاه، وغير مستعدين لمراجعة أخطائهم السياسية الجسيمة. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الشوارع حرب الشوارع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon