توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الجمعة 28 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

المخلص الذي لن يأتي

  مصر اليوم -

المخلص الذي لن يأتي

عمرو الشوبكي

لايزال البعض ينتظر مخلصاً ينقذ مصر مما هى فيه، ولايزال البعض يتخيل أن هذا المخلص هو زعيم ملهم أو مؤسسة وطنية يحترمها أو جماعة دينية «تخاف ربنا»، ونادراً ما فكر فى دوره هو والواجبات المطلوبة منه، وربما التضحيات التى عليه كمواطن القيام بها حتى يتقدم هذا البلد. صحيح أن فى تاريخنا الوطنى مثل كل شعوب الأرض زعماء مخلصين وقادة ملهمين مثل محمد على، وأحمد عرابى وسعد زغلول ومصطفى النحاس وجمال عبدالناصر، أثروا فى الشعب وقادوه نحو التقدم بعد أن تركوا بصمة سياسية واجتماعية كانت نتاج عصرهم وسياقهم التاريخى. ومع تفاقم المشكلات فى مصر وغياب أى أفق لحلها وفقدان الثقة فى النخبة السياسية برمتها، عاد الكثيرون وبحثوا مرة أخرى عن حلم المستبد العادل أو المخلص القوى، وعادة ما كان الجيش فى الضمير الجمعى لعموم المصريين هو المكان الذى يخرج هؤلاء الناس، وربما صورة عبدالناصر وقبلها أحمد عرابى، ثم بعدها القادة العظام فى تاريخ الجيش المصرى، من عبدالمنعم رياض إلى محمد فوزى، ومن أحمد إسماعيل إلى الجمسى، ومن سعد الدين الشاذلى إلى أبوغزالة، وغيرهم الكثيرون مازالوا حاضرين فى وجدان المصريين، وتناسوا أن حسنى مبارك خرج من هذه المؤسسة ولم يكن لحكمه أى علاقة بقيمها وتقاليدها فى المهنية والانضباط، فقد كان نموذجاً لا يحتذى فى الفوضى والفساد والعشوائية وبسبب حكمه الطويل والبليد، الذى امتد 30 عاماً، تدفع مصر كل يوم ثمناً باهظاً من أزمات شعبها الاجتماعية والسياسية. فالمخلص المتخيل الذى يتمناه البعض لن يحل مشكلة واحدة فى مصر بمعزل عن المجتمع والمواطنين، والمخلص الذى قد يأتى فى المستقبل لن يكون فرداً ولا مؤسسة، إنما نتاج لتفاعل الاثنين، وضمانة نجاحه هى مشاركة المواطنين وإيجابيتهم، وليس انتظارهم أن يقوم بدلاً منهم بعمل كل شىء وهم فى بيوتهم قاعدون أو إلى حزب الكنبة عائدون. صحيح أن هناك حالة إحباط من السياسيين والعملية السياسية، وهناك استدعاء شعبى لصورة «العسكرى المخلص» أو الرجل القوى الذى سيخرج مصر مما هى فيه، وهى حالة موجودة فى الثقافة الجمعية لكثير من المصريين، الذين سئموا تناحر الأحزاب وخناقات السياسيين، وبدأوا فى البحث عن صورة «الرجل القوى»، فراهن قطاع منهم أولاً على الجماعة القوية، ثم خاب ظنهم فيها، فانتقلوا إلى الرهان على الجيش القوى، ونسوا جميعاً مواقعهم كمواطنين وفاعلين فى كل هذه الرهانات. نعم قد يعود الجيش للمشهد السياسى، ولكنه سيعود فى حالة الانهيار شبه الكامل للدولة وانقسام المجتمع بصورة تذكرنا بحروب الشوارع فى بلاد كثيرة «كانت غالبيتها الساحقة فى ظروف اقتصادية أفضل من مصر»، وليس كانقلاب ثورى كما فعل عبدالناصر، قد يعود الجيش كمؤسسة تنفذ ما خربه السياسيون وما فشل فيه الإخوان، ولكنه لن يكون قادراً على نقل البلاد نحو حكم ديمقراطى، ولن يكون مخلصاً لمجتمع ونخبة فشلا فى الحفاظ على ما أنجزاه فى 18 يوماً. على الشعب المصرى ألا ينتظر مخلصاً سيهبط عليه فجأة من السماء، وليعلم أن مصيره بيده، وأنه قد يعيش فى ظل دولة فاشلة يترحم فيها على دولة مبارك شبه الفاشلة، أو يعيش فى ظل دولة ديمقراطية تضمن له العدالة والكرامة. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخلص الذي لن يأتي المخلص الذي لن يأتي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon