توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأساة بورسعيد

  مصر اليوم -

مأساة بورسعيد

عمرو الشوبكي

ما جرى فى بورسعيد هو مأساة حقيقية ليس فقط بسبب حجم الضحايا الذين سقطوا عقب إصدار حكم قضائى بإعدام 21 متهماً بقتل 72 مشجعاً أهلاوياً فى استاد بورسعيد، إنما بسبب فشل الحكومة والمعارضة فى التواصل مع أهل المدينة قبل النطق بالحكم، والاكتفاء بإدارة معركة شرسة على السلطة بعيدة عن إرادة الناس. المؤكد أن المصاب كبير، والضحايا هم شباب مثل الورد ذهبوا من أجل الرياضة، وقد يكون بعضهم هجر السياسة وفضَّل أن يرتاح قليلا من مظاهرات الميادين، لكنه فوجئ بالسياسة تحاصره حتى لو تركها إلى كرة القدم، فعرف أنه لابد أن يتم إصلاح وزارة الداخلية حتى يعود رجل الأمن لممارسة عمله بكفاءة وفى ظل القانون، وهو لن يتم إلا لو رفض المجتمع بشكل واضح مسلسل إهانة الشرطة، ووُضع آلاف من ضباطها الشرفاء موضع الاتهام. حكم المحكمة لم يكن مسيساً، ولكن توقيته - وهو ليس بيد السلطة القضائية - لم يكن مناسباً، والقضاء المحترم فى أى دولة فى العالم لا يجب أن يخضع لحسابات السياسة وأهوائها، إنما يحكم بما يمليه عليه ضميره والقانون، وحساب رد الفعل والتوقيت هو أمر يخص أولاً السلطة الحاكمة والقوى السياسية والشعبية، التى ثبت أنها حصلت على صفر كبير فى قدرتها على التواصل مع أهل بورسعيد منذ المجزرة وحتى النطق بالحكم. المؤكد أن أهل بورسعيد شعروا بألم كبير، فهم شعب معتز بنفسه وكرامته، وكثيرا ما كنت أقول لأصدقائى من أهل بورسعيد: كلكم زعماء وكلكم لا تخطئون، ولكن منذ الحادثة شعرت بغياب الزعامة، وعدم الرغبة فى الاعتذار عن خطأ لم ترتكبه المدينة إنما قله مأجورة، فهم اعتادوا أن يحتجوا على الحكم أو يشتبكوا مع جماهير الأهلى، لكنهم لم يقتلوا الناس، ففيهم كل الصفات المصرية من سماحة وطيبة وكرم. إن الرسالة التى كان يجب على الجميع إيصالها لأهل بورسعيد طوال العام الماضى، وفشلوا فيها شعبيا وسياسيا، هى ضرورة التمييز بين أهل المدينة الباسلة وحتى جمهور الكرة المتعصب، وبين من نفذوا تلك الجريمة، فهؤلاء لا يمثلون الباقين، وهؤلاء موجودون فى كل مجتمع من القاهرة حتى أسوان، والحكم عليهم لا يعنى استهداف المدينة كلها. المأساة الحقيقية والعبثية التى نعيش فيها أن هناك 21 متهما بجريمة قتل بشعة، وهناك قناعة لدى قاض مصرى شريف بأن هؤلاء هم الذين ارتكبوا تلك الجريمة مع سبق الإصرار والترصد، وأن هناك أدلة دامغة لا علاقة لها بحسابات السياسة هى التى دفعته لإصدار هذا الحكم القاسى، فى مقابل ذلك هناك 35 مواطنا بريئا من أى اتهام قُتلوا بسبب هؤلاء فى يومين، فهل ما جرى يمكن تفهمه أو تبريره تحت أى ظرف إلا فشل الجميع فى التواصل بأى صورة مع هؤلاء. لا يجب أن يتصور مواطن فى مصر أن هناك قاضيا يمكن أن يحكم على 21 شخصا بالإعدام دون أن تكون أمامه أدلة دامغة تدينهم، وقد ترى محكمة النقض أنها أدلة غير كافية فتنقض الحكم مثلما حدث فى بعض الحالات، وبدلا من أن ننتظر حكم النقض أصر بعضنا على استكمال مسلسل التدمير الذاتى وهدم كل مؤسسات الدولة، التى فى حال سقوطها ستسقط على رؤوس الجميع ما لم نفق قبل فوات الأوان. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة بورسعيد مأساة بورسعيد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon