توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإسلاميون نخبة أيضاً

  مصر اليوم -

الإسلاميون نخبة أيضاً

عمرو الشوبكي

كثيرا ما يتحدث بعض الإسلاميين عن أن الصراع فى مصر بين «نخبة الفضائيات» المدنية وجماهير الشعب المصرى «الإسلامية»، وأن المشكلة فى وجود نخب سياسية لا علاقة لها بالواقع ولا الناس. والحقيقة أن هذا الحديث مغلوط بدرجة كبيرة، لأنه يتناسى أن الإسلاميين، وتحديدا الإخوان، أصبحوا «نخبة حاكمة» ولم يعودوا فى المعارضة كما كانوا من قبل، وأن عشرات منهم أصبحوا وزراء ومحافظين ومسؤولين كباراً فى أجهزة الدولة، وأن تصوير الأمر على أن المعارضة هى «النخبة» وأهل الحكم هم «بتوع الجماهير» فيه مغالطة وتزييف للحقائق. الإخوان يحكمون ويسيطرون الآن على مقاليد السلطة ولا يستمعون إلا لأنفسهم، ولا يتحاورون إلا مع حلفائهم، ثم يوهمون جانباً من جماهيرهم بأن نجوم الفضائيات هم منافسوهم من أبناء التيارات المدنية، ويتناسون أن لهم قناة فضائية ناطقة باسمهم، وأن أحد حلفائهم ـ وهو الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل ـ ظهر على الفضائيات الخاصة التى يشتمها العام الماضى 51 ساعة، فى حين ظهر البرادعى حوالى 12 ساعة فقط، كما أن الأمر يبدو غريبا وغير مسبوق أن يعتبر من فى الحكم معارضيهم هم النخبة، وأنهم ـ أى رجال السلطة ـ ليست لهم علاقة بالنخبة، لأنهم جالسون صباحا ومساء مع الجماهير. والحقيقة أن هذا التقسيم المغلوط يخفى انقساماً حقيقياً بين الريف والمدن، والفقراء والأغنياء، والمتعلمين والأميين، والذى يتعامل معه بعض قيادات التيار الليبرالى باستعلاء بالحديث مخطئا عن «جهل الشعب المصرى» وقلة وعيه، يقابله اعتزاز كثير من قيادات التيار الإسلامى بهذه الفروقات تحت حجة الدفاع عن الجماهير وإرادتها. والحقيقة أن المطلوب الحديث عن مشكلات الشعب المصرى والتحديات التى تقف أمام بناء نظام سياسى ديمقراطى، ومنها نسبة الأمية التى تصل إلى ثلث الشعب، وهى أحد جوانب تركة مبارك، وهناك خشية أن تريح النظام الجديد مادامت الأماكن الأكثر أمية وبعداً عن ثقافة الحضر هى التى صوَّتت له بكثافة. علينا أن نتوقف أمام هذا الفارق المذهل فى الاستفتاء الأخير على الدستور بين تصويت العاصمة وتصويت محافظتى بنى سويف والفيوم الأعلى نسبة أمية وبطالة وفق تقرير التنمية البشرية فسنجد أن القاهرة صوتت بـ«لا» بنسبة 57٪ فى حين أن بنى سويف والفيوم، ومرسى مطروح صوتت بـ«نعم» بحوالى 90٪، وهو فارق هائل لا يمكن أن نجده فى أى مجتمع صحى وطبيعى بين الريف والمدن، وبين العاصمة والأطراف، وبين الشمال والجنوب. هذه الفروقات لا يجب تجاهلها لأنها مؤشر على أن المجتمع المصرى مازال يعانى انقسامات غير صحية، وينبغى ألا نكون مثل النعامة، التى تدفن رأسها فى الرمال وتتجاهل أسبابه. هذه هى الفروقات التى يجب أن نعمل على مواجهتها دون أن نتغنى بعبقرية الشعب المصرى، ولا أن نتهكم عليه ونعايره بفقره ونسبة أميته المرتفعة، إنما يجب أن تكون نقطة الانطلاق هى أن فى مصر مشكلات اجتماعية وسياسية عميقة يجب مواجهتها بسياسات بديلة وجديدة، وليس بالحديث المغلوط بأن الانقسام فى مصر بين نخبة مدنية وجماهير إسلامية. الحقيقة أن هناك تياراً يحكم ويعيش حياة نخبوية بامتياز بعد طول معارضة وعناء، وهناك معارضة، بعضها نخبوى وبعضها بين الناس سواء كانت إسلامية أو مدنية، وعلى الجميع أن يعترف بأن مشكلات مصر ليست فى التقسيمات المزيفة إنما فى الانقسامات الحقيقية بين فقراء وأثرياء وحضر وريف وغيرها الكثير. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلاميون نخبة أيضاً الإسلاميون نخبة أيضاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon