توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الديمقراطية البعيدة

  مصر اليوم -

الديمقراطية البعيدة

عمرو الشوبكي

البعض يتصور أن نجاحه هو فى إفشال الإخوان، والبعض يتمنى أن يغمض عينه ويفتحها ويجد مصر بلا ليبراليين أو يساريين، وبلا مسيحيين أو مسلمين، ويتوهم أن انتصاره فى استبعاد الآخرين وليس منافستهم فى الاستحقاقات الانتخابية المعروفة: برلمان ورئاسة و«دستور». والحقيقة أن طريقة تعامل البعض مع المظاهرات الرافضة للإعلان الدستورى وللدستور طوال هذا الشهر دلت على أننا لم نتقدم كثيرا نحو الإيمان بالديمقراطية، فالهجوم الذى تعرض له المتظاهرون لمجرد أنهم تظاهروا ضد الإخوان قد أكد أننا لم نؤمن بعد بحق التظاهر السلمى، فمهما كانت قسوة الشعارات المرفوعة فإن النظر إلى المعارضين باعتبارهم من «الخوارج» ويستحقون الشتيمة ـ وإن أمكن الضرب ـ يدل على وجود ضعف شديد فى الثقافة الديمقراطية والقدرة على قبول الآخر واحترامه. إن الصراع الدائر الآن حول الدستور ليس لديه علاقة تذكر بالشريعة ولا المادة الثانية، وليس كله حول مواد الدستور إنما كان أكثر منه حول العقل الذى أنتج هذا الدستور، ويهدد البلاد بخطر بناء حكم سلطوى ونظام سياسى فاشل، ليس بسبب مظاهرات التحرير والاتحادية، ولا بسبب وجود معارضين لحكم الإخوان فى جبهة الإنقاذ وخارجها، إنما بسبب تركه مبارك أولاً وأداء من فى الحكم ثانيا. إن شيطنة الخصوم وعدم تقبل من فى الحكم بأن هناك معارضة تهدف وتخطط للوصول إلى السلطة، واعتبار هذا الهدف فى حد ذاته يثير الغرابة ويستدعى الشتيمة والاتهام بالعمالة وتنفيذ أجندات خارجية أمر لا يستقيم مع أبسط قواعد الديمقراطية. إن المظاهرات التى خرجت فى مواجهة الإعلان الدستورى أدت إلى إسقاطه دون أن تؤدى إلى إزالة آثاره، ولكنها أعطت رسالة أن هناك قضايا مثل خروج الحاكم عن قواعد الديمقراطية يجب مواجهتها بالشارع، ولكن هناك قضايا أخرى يجب مواجهتها بالعمل السياسى والبديل الحزبى والمؤسسى. قد تكون مظاهرات مواجهة الإعلان الدستورى قبل الاستفتاء على الدستور بداية لتحرك حقيقى للقوى المدنية نحو بناء مشروع سياسى بديل قادر على منافسة الإخوان، لأن القادم سيكون أصعب بكثير مما نحن فيه الآن، ولأن مصر مقبلة على مشكلات اقتصادية كبيرة فى ظل فشل حكومى فى التعامل معها، كما أن إدارة الملف الخارجى مازالت تحكمها اللغة المزدوجة: واحدة محلية للمصريين وفيها يعبئ الإخوان جمهورهم ضد إسرائيل والصهيونية، والثانية للتصدير ويحرص فيها الرئيس وجماعته وعشيرته على كسب ود الصديق الأمريكى لأقصى درجة ممكنة وتحييد إسرائيل. المخرج من الأزمة السياسية الحالية يجب ألا يكون تلفيقيا، عن طريق دعوات رئاسية للحوار الوطنى لإبراء الذمة ولا طائل منها، فالتصويت بنعم فى الدستور رغم الانتهاكات الكثيرة التى صاحبت عملية التصويت سيفتح الباب أمام عمل سياسى للمعارضة يقوم على تقديم البديل، وهذا ما افتقدته طوال الفترة الماضية. بالتأكيد المشكلة أكبر عند الإخوان من الآخرين لأنهم يحكمون ويصرون على ألا يكونوا ديمقراطيين، إلا أنه من المؤكد أن مشكلات من فى المعارضة كثيرة أيضا ويجب أن تتحرك فى الفترة المقبلة بذراعين: ذراع الاحتجاج السلمى فى الشارع، وذراع بناء بديل سياسى، وكلاهما من شروط تحقيق الديمقراطية البعيدة. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"  

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديمقراطية البعيدة الديمقراطية البعيدة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon