توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا الشريعة؟

  مصر اليوم -

لماذا الشريعة

مصر اليوم

  حشدت التيارات الإسلامية، أمس الأول، مظاهرة سلمية أمام جامعة القاهرة، شارك فيها مئات الآلاف من الأنصار والمريدين، وهو حق مشروع لكل جماعة سياسية مصرية يجب ألا ينازعها فيه أحد بالاعتراض أو الإساءة. والمؤكد أن كثيراً من المراقبين قارنوا بين جمهور التحرير وجامعة القاهرة، وبين الجمهور المدنى والإسلامى، رغم أن كلاً منهما يمثل جانباً أصيلاً من مصر، فاعتبروا الأول فى معظمه هو جمهور المدينة الذى ينتمى إلى شرائح متعددة من الطبقة الوسطى والعاملة، والثانى ينتمى فى معظمه لجمهور الريف من طبقاته الدنيا وجزء من شرائحه الوسطى الدنيا. وقد تكون هذه القراءة «الانطباعية» صحيحة، وهو أمر لا ينفى وجود جماهير من كل الطبقات للتيار الإسلامى، رغم أنه خسر الجزء الأكبر من الطبقة الوسطى، خاصة «المدينية» منها، وبدت هناك علاقة بين شعار المليونية: «الشرعية والشريعة» وطبيعة الجمهور الذى أحضره من بسطاء السلفيين. فتصدير مشكلة الشريعة للمرة الثانية فى أقل من شهرين يعنى ببساطة أن الإخوان غير قادرين على حشد الناس عبر شعارات سياسية حقيقية تعكس المشكلات الموجودة فى الواقع، بما فيها ترديد مبررات الرئيس وراء إصدار الإعلان الدستورى، مثل «دعم الاستقرار» و«مواجهة الفلول»، وغيرهما من هذه الشعارات، وهى أمور واردة فى السياسة بصرف النظر عن صحتها من عدمها، أما استدعاء الشريعة فى غير موضوعها بعد أن ظلت مصانة فى قلوب المصريين، وموجودة فى المادة الثانية من الدستور، فهو يدل على فشل سياسى حقيقى. إن الإصرار على التظاهر من أجل مطلب وهمى لم يتجاهله الدستور، حين نص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، يدل على عجز سياسى كامل على حشد هذه الجماهير خلف قضية واحدة لا توظف فيها الشريعة لصالح أغراض سياسية وحزبية ضيقة. والحقيقة أن غير المطبق من الشريعة هو الجوانب التى تدافع عن الفقراء والمحتاجين، وتنصف المظلومين، والشريعة التى تحارب الفساد وتؤسس للديمقراطية والعدالة والمساواة، وهى كلها تحتاج إلى اجتهادات الناس وعرقهم، لا الهتاف من أجل معركة وهمية لا وجود لها على أرض الواقع. إن مصطنعى معركة الشريعة لم ينتجوا فكراً ثورياً كما فى إيران، إنما دافعوا حتى النهاية عن «أولى الأمر»، ورفضوا الخروج عليهم قبل أن يستبيحوا كل من فى مصر بعد الثورة، ولم يبنوا حزبا سياسياً حديثاً وديمقراطياً، كما فى تركيا «العدالة والتنمية»، الذى أنجز أهم إصلاحات سياسية واقتصادية منذ تأسيس الجمهورية التركية، ولا مشروعاً سياسياً انطلق من الإسلام الحضارى وحول بلداً مثل ماليزيا فى عشرين عاماً من التخلف إلى واحد من أهم اقتصاديات العالم، إنما مليونيات ترفع شعارات الشريعة وتكرس خطاب كراهية ضد آخر مخالف فى الرأى السياسى وليس عدواً للشريعة أو الدين. مليونية «الشرعية والشريعة» قدمت عنواناً خطأ لمشكلة غير موجودة، وكان أجدر بهؤلاء، كما فعل خصومهم السياسيون فى ميدان التحرير، أن يطرحوا عنواناً سياسياً: دفاعاً عن الرئيس أو الإعلان الدستورى أو الشرعية أو الاستقرار، أو أى عنوان آخر يختارونه، أما إضافة الشريعة إلى الشرعية فهو مدروس بعناية، لأنه قادر على جذب البسطاء من الناس إلى خطاب وهمى فشل الإسلاميون فى حسمه فى السياسة، فاستعانوا بالشريعة فى مواجهة منافسيهم، الذين اعتبروهم أعداء شرع الله، وهذا سيفرز نتائج فى غاية الخطورة. [email protected]   نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا الشريعة لماذا الشريعة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon