توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشباب الوطني

  مصر اليوم -

الشباب الوطني

بقلم عمرو الشوبكي

لم أستخدم تعبير الشباب الوطنى أو الطاهر عقب ثورة يناير، حين كان البعض يجامل بعض شباب الثورة متصورا أنهم جماعة الحكم الجديدة، واعتبرت نفسى مع آخرين أن الثورة انتهى دورها الاحتجاجى فى 11 فبراير بتنحى مبارك، وأن المطلوب هو بناء بديل سياسى إصلاحى من داخل النظام وخارجه قادر على نقل البلاد للإمام والبدء فى عملية تحول ديمقراطى.

وقد عارضت كل ما سمى الفعاليات الثورية بعد الثورة، ولم أخضع لابتزاز جماعات المراهقة الثورية التى كانت أحد أهم المتآمرين على ثورة يناير، ورفضت فى برلمان 2011 العزل السياسى والمحاكمات الثورية وغيرهما من مفردات الثورات الشيوعية المنقرضة، والنظريات الفوضوية التى جلبها البعض من متاحف التاريخ، والتى لو تبناها أى نظام عقب ثورة يناير لكان أول ضحاياها هم هؤلاء الشباب.

ومع ذلك، فإنى هذه المرة أتضامن سياسيا وأخلاقيا وبشكل كامل مع الشباب الذى تظاهر فى 25 إبريل، رغم أنى لم أدعُ إلى التظاهر (مثلما فعل البعض وتركهم فى العراء) وأشعر بالعجز وقلة الحيلة أمام صرخات مئات الأسر، الذين فوجئوا بسجن فلذات أكبادهم، لأنهم كانوا وطنيين وقالوا إن تيران وصنافير مصريتان، أو أنهم مروا مصادفة بالقرب من أماكن التظاهر، فكان مصيرهم أيضا الاعتقال.

صحيح يمكن القول إن مشاكل مصر الحالية لن تحل بالتظاهر، وإن أزماتها ستتفاقم، ليس بسبب مظاهرات الشباب ولا معارضة قلة من السياسيين والكتاب، وإنما لأسباب متعلقة أساسا بأداء الحكم ومشكلات من داخل النظام وليس من خارجه.

والغريب أن الاحتجاجات والتظاهرات عرفتها مصر فى كل عهودها الجمهورية، وشهد عصر مبارك مئات التظاهرات والوقفات الاحتجاجية لمختلف الفئات الاجتماعية، ولم يسجن فيها أحد مثلما حدث مؤخرا مع شباب وطنى رفع علم بلاده ودافع عن حق مصر فى الجزيرتين، فى حين أن المؤيدين الذين حملوا علم السعودية (الشقيقة) وأعلن بعضهم أنهم على استعداد لإعطائها الهرم وأبوالهول و«أم الهول»، تقديرا لدعم خادم الحرمين لمصر، تركهم الأمن يجوبون شوارع القاهرة، ويقفون على سلالم نقابة الصحفيين دون أن يحاسبهم أحد بكلمة.

نعم.. خالف هؤلاء الشباب مثل المؤيدين (الذين لم ولن يحاسبهم أحد) قانون التظاهر المعيب (لابد من تعديل بعض مواده فورا)، ولكنهم يقينا تظاهروا من أجل قناعتهم بأن هذه الأرض هى أرضهم، وأنهم فى هذه السن المبكرة، ورغم تأثر كثير منهم بقيم العولمة وثقافة العالم الواحد وثورة الاتصالات اختاروا أن يكونوا محليين ووطنيين حتى النخاع ويدافعوا عن حق بلدهم فى هذه الأرض، ويرددوا ما قاله أجدادهم بأن الأرض هى العرض.

قد يكون بعضهم معارضا وأخذ موضوع الجزيرتين ذريعة لنقد النظام (وهو أمر وارد فى السياسة أن تستغل المعارضة أخطاء من فى الحكم)، إلا أن الغالبية العظمى من هؤلاء حركتهم فطرتهم الوطنية الخالصة التى أخرجها سوء إدارة الحكم لملف الجزيرتين.

أن يسجن عامين 50 شابا و5 سنوات لمائة وواحد آخرين (نأمل خيرا فى الاستئناف)، بسبب مظاهرة، أمر لم يحدث فى عهد عبدالناصر ولا السادات ولا مبارك، وهم فى الواقع دافعوا بوطنية ونبل عما تصوروه حقا لبلادهم، وتظاهروا بشكل سلمى، ولم يقتلوا ولم يخربوا مثلما يفعل غيرهم.

شباب مصر هو أملها، وهذا الشباب تظاهر لدوافع وطنية خالصة فشتمناه وخونّاه وسجناه، وإن الضغط بهذه الطريقة على شريحة مجتمعية ليست بالقليلة سيولد انفجارات كثيرة نحن فى غنى عنها.

تحية لهؤلاء الشباب ولأهلهم وذويهم. وفك الله أسرهم قريبا: «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون».

GMT 01:10 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

.. وبدأت الجزيرة

GMT 08:18 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أحوال العرب

GMT 00:00 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

منتدى دندرة

GMT 00:56 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

قمة بلا جمهور

GMT 00:13 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من أضاع الجولان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشباب الوطني الشباب الوطني



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon