توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرارات ترامب

  مصر اليوم -

قرارات ترامب

بقلم : عمرو الشوبكي

أثار قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بوقف دخول مواطنى 7 دول، ست منها عربية: العراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا والسودان، وواحدة إسلامية هى إيران، إلى الولايات المتحدة احتجاجات واسعة داخل أمريكا وخارجها.

ومن المعروف أن هناك 86 ألف شخص من رعايا هذه الدول دخلوا أمريكا العام الماضى، من بينهم 52 ألفا حصلوا على إقامة دائمة، كما أن هناك عائلات وأسرا خاصة من العراق تعاونت مع الولايات المتحدة أثناء غزوها للعراق، ومع ذلك لم تستطع دخول الولايات المتحدة الأمريكية بسبب قرار ترامب الأخير.

والحقيقة أن ترامب جاء محملا بتصور سياسى بسيط وسطحى (مثل كل رموز التطرف) اعتبر أن مشاكل أمريكا ترجع أساسا للمهاجرين وخص بالذكر المسلمين، على اعتبار أنهم مسؤولون عن الإرهاب الذى يشهده العالم «المتحضر» (وفق تعبيره)، وفى القلب منه الولايات المتحدة، وأعلن أنه سيطبق سياسة عالمية لتدمير «الإرهاب الإسلامى» تعتمد على منع هجرة المسلمين لأمريكا.

والحقيقة أن قرارات ترامب لا تعكس فقط حجم كراهيته للأجانب، وفى القلب منهم العرب والمسلمون، فهناك تيار واسع فى الغرب يكرههم عقب انتشار الإرهاب وربطه بالمسلمين، إنما فى كونه حاملا لرؤية سطحية ومتطرفة قادرة على إيذاء ليس فقط العالم العربى، وفى القلب منه مصر، إنما أيضا أمريكا ومعها العالم أجمع، لأنه يضرب قيمة أساسية من القيم التى قامت عليها أمريكا باعتبارها من الأصل بلد مهاجرين وفكرة الثقافة الموروثة الضاربة فى عمق التاريخ التى يتحدث عنها العرب والأوربيون بعيدة عن المجتمع والنظام الأمريكى. فالمواطنة تُكتسب بمجرد إيمان الشخص بالقيم والقوانين الأمريكية دون أن يُنظر بالضرورة لأصله وعرقه.

إن رد الفعل على قرار ترامب بمنع دخول مهاجرى الدول السبع كان قويا، سواء من مؤسسات الدولة أو من الرأى العام، ومرشح للتفاقم، فالبعض اعترض ليس حبا فى الأجانب ولا فى المسلمين، إنما دفاعا عما سمى «القيم الأمريكية» فى الديمقراطية واحترام القانون واستقبال المهاجرين.

إن السلطة القضائية المستقلة، والسلطة التشريعية المنتخبة ديمقراطيا، والإعلام الحر أو شبه الحر، وضغوط الشارع والرأى العام هى كلها عناصر تساعد على إعادة صياغة تجربة أى حزب سياسى متشدد أو رئيس متطرف مثل ترامب بشكل جديد، وتعدل فيها لتصبح داخل إطار القيم العامة للمجتمع، وتجبره على احترام مبادئ الدستور والقانون، وفى حال فشل هذه المؤسسات فى تحقيق ذلك بشكل سلمى وديمقراطى نصبح أمام بلد منقسم سياسيا ومجتمعيا، ومهدد فى سلمه الأهلى حتى لو كان بحجم أمريكا.

قرارات ترامب الأخيرة واجهتها السلطة القضائية والإعلام والرأى العام وأجبرته على التراجع جزئيا فى مسألتين: الأولى أنه سمح بدخول حاملى بطاقات الإقامة الدائمة من البلدان السبع لأمريكا بعد مراجعة سفارات الولايات المتحدة فى بلادهم لإضافة إجراء أمنى جديد، والثانية أنه صرح بأن «الحظر لا يستهدف المسلمين ولا يتعلق بأى ديانة إنما هو إجراء احترازى لحماية أمن وحدود البلاد».

على المهللين لترامب ألا يفرحوا كثيرا بالطبعة الأمريكية من الإخوان (رغم العداء المعلن بين الجانبين)، لأن العالم كله بشماله وجنوبه دفع ثمنا باهظا لمن تصوروا أنهم ليسوا مجرد رؤساء إنما مدافعون عن صحيح الدين أو عن تفوق الرجل الأبيض، فكلهم كانوا وبالا على بلادهم وعلى الإنسانية.

مشروع ترامب سيضرنا ضررا جسيما، وعلينا ألا نبقى كثيرا أسرى عقدة هيلارى كلينتون وإدارتها الفاشلة، ويجب أن نضع أنفسنا فى مكانة مختلفة عن أى خطاب متطرف مهما كان مصدره.

المصدر: المصري اليوم

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 01:15 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

جبران باسيل: خصوصيّات ومقارنات

GMT 00:39 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مصر.. وليبيا والسودان

GMT 00:31 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

«الكراكن» الإيراني... معركة المعارك

GMT 05:56 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

الفرصة الثالثة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرارات ترامب قرارات ترامب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon