توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. وبعد الديمقراطية

  مصر اليوم -

 وبعد الديمقراطية

بقلم - عمرو الشوبكي

شاركت مؤخرا فى مؤتمر فى بيروت حول مسارات الثورات العربية، وشارك فيه مثقفون من كثير من البلاد العربية سواء تلك التى عرفت ثورات شعبية «مصر وتونس»، أو تلك التى شهدت حروباً أهلية «سوريا»، أو تلك التى عرفت إصلاحات من داخل النظام «المغرب والأردن»، بالإضافة لحضور لبنانى كبير.

وقد لفت نظرى مداخلة الأستاذ صلاح الدين الجورشى، وهو أحد المثقفين التونسيين، والذى كان عضوا سابقا فى حركة النهضة «ذات الميول الإسلامية» واستقال منذ فترة طويلة «أى قبل الثورة التونسية»، ولديه رؤية نقدية لكل الأطراف السياسية التونسية.

وقد أشار الرجل فى مداخلته إلى أن تونس تعرف نظاما ديمقراطيا أو يتحول نحو الديمقراطية، وبها حرية رأى وتعبير، والسلطة فيها تتفاوض مع القوى السياسية والاحتجاجية المختلفة وتصل معهم لحلول وسط ولا تسجنهم أو تعتبر من الأعداء والمتآمرين، وأنها تؤسس لدولة علمانية ذهبت بعيدا مقارنة بكل البلاد العربية الأخرى حين ساوت مؤخرا فى الإرث بين الرجل والمرأة وألغت أحكام الشريعة الإسلامية فى هذا المجال.

وعلق أحد الحاضرين «من تونس» بأن بلاده عرفت العام الماضى 10 آلاف إضراب ووقفة احتجاجية وتظاهرة، وكأن هذا يعد إنجازا، فى حين رأى المحاضر العكس، فقد قال إنه رغم مساحة الحرية الواسعة التى يتمتع بها الشعب التونسى، فإن الوضع شديد الحساسية، وإن النظام السياسى لم ينجح فى حل مشكلة التنمية والبطالة، وإن الأزمة فى تونس أكبر من الحكم والمعارضة، أى من نداء تونس (التيار الحاكم) ومن حركة النهضة، ومن الجبهة الشعبية اليسارية، ومن القوى الثورية، فهى أزمة منظومة كاملة تضم السلطة والمجتمع، لم تستطع بعد وضع يدها على وصفة للتقدم، رغم نجاحها فى إحداث تقدم ديمقراطى، بل يمكن اعتبار تونس هى تجربة النجاح الوحيدة فى تجارب الثورات العربية التى لم تنتكس أو تتحول إلى خراب ودمار.

ولعل معضلة تونس مثل بلاد كثيرة حدث فيها تحول ديمقراطى، ولكنها لم تتقدم اقتصاديا، وظلت مؤسساتها تعانى من أزمات كثيرة، صحيح أن الدول الاستبدادية فشلت فى الاثنين، أى الإصلاح السياسى والتقدم الاقتصادى، إلا أن هذا لا يعنى كما يتصور البعض أن الديمقراطية تمتلك بمفردها عصا سحرية لتقدم الدول.

إن تجارب التحول الديمقراطى فى أمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية وبعض دول آسيا وأفريقيا لم تحقق جميعها نفس التقدم، وبعضها فشل اقتصاديا وتعثر سياسيا، رغم أنها حافظت على إجراءات الديمقراطية من احترام لنتائج صندوق الانتخابات وتداول السلطة، إلا أن بعضها أسس لدول شبه فاشلة تعانى من مشاكل الفقر والجريمة والتخلف، ولكنها حافظت على الشكل الديمقراطى.

يقيناً، التجربة التونسية ليست تجربة فاشلة، وهى تمتلك مقومات النجاح إذا وعى أطراف الساحة التونسية أن الاحتجاج بمفرده لا يبنى وطنا، وإن البعض فى تونس ذكّرنى بأداء المدرسة الثورية فى مصر عقب ثورة يناير حين كانت لا ترى إلا الحصول على حق الاحتجاج والرفض، فى حين أنها لم تنجح فى بناء بديل حزبى ولا تقديم سياسات بديلة، وكأن المطلوب فقط هو ضمان حق الرفض والاحتجاج وليس الإنجاز والتقدم، وتلك أزمة بلاد كثيرة نجحت فى تحقيق انتقال ديمقراطى وفشلت فى تحقيق التقدم

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وبعد الديمقراطية  وبعد الديمقراطية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon