توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإرهاب السياسى

  مصر اليوم -

الإرهاب السياسى

بقلم : عمرو الشوبكي

الإرهاب فى مصر كما فى بلاد كثيرة دوافعه متعددة، وغالبا ما يكون هناك عامل راجح يقف وراء العمليات الإرهابية دون إلغاء عوامل أخرى، ويقيناً هناك استراتيجية بديهية لمواجهة الإرهاب يرددها تقريبا الجميع، وتقول إن القوة المسلحة لن تحل بمفردها مشكلة الإرهاب، وإن الاستراتيجية الناجحة تعنى ضرورة امتلاك رؤية سياسية واجتماعية ودينية لتغيير البيئة الحاضنة التى تنتج الإرهاب أو تحميه أو تتواطأ معه.

والحقيقة أن معركة مصر ضد الإرهاب ليست فقط مع العصابات الإجرامية التى ترفع السلاح وتروع الأبرياء وتقتل رجال الجيش والشرطة وتستهدف المسيحيين لأسباب طائفية (لأنهم مسيحيون) وأسباب سياسية (تراهم مؤيدين للنظام القائم)، إنما مع البيئة الحاضنة التى جعلت شابا عمره 22 عاما يقدم على تفجير نفسه داخل الكنيسة البطرسية ويقتل 26 روحا بريئة داخلها.

إن رد الفعل التلقائى على هذه الجريمة كان هو المطالبة بتغليظ العقوبة وتعديل القوانين المكبلة وإعدام كل إرهابى (رغم أنه يفجر نفسه)، وتحويله لمحاكمات عسكرية، وغيرها من الشعارات التى لا علاقة لها بمشكلة الإرهاب فى مصر، وتناسينا الأسباب الاجتماعية والسياسية التى تقف وراء الإرهاب لأنها تعنى استحقاقات لا نرغب فى دفعها.

والحقيقة أن التحول الذى جرى فى مصر منذ 3 سنوات جعلها مستهدفة من خطاب سياسى مناهض قائم على المظلومية والانتقام والرفض الجذرى للنظام الجديد، وأصبح هناك دافع سياسى واجتماعى وطائفى يدفع شبابا صغيرا نحو الإرهاب، يضفى عليه فى النهاية مبررا دينيا للقتل أو قشرة دينية من مفردات داعشية منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى.

وهذا على عكس ما جرى مع التنظيمات الجهادية الكبرى فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، سواء كانت الجهاد أو الجماعة الإسلامية فى مصر، أو السلفية الجهادية فى المغرب أو تنظيم القاعدة قبل 11 سبتمبر، فيلاحظ أن عنصر الجهاد الذى حمل السلاح وقام بعملية اغتيال (لم تكن العمليات الانتحارية مستخدمة فى ذلك الوقت) كان يحتاج لسنوات طويلة (لا تقل فى حالات كثيرة عن 5 سنوات) من التربية العقائدية والدينية الصارمة التى تعطى له مبررا للقتل والإرهاب، على عكس ما يجرى الآن، فقد أصبح من الوارد أن نرى انتحاريا أو إرهابيا يقتل الناس بعد أسابيع قليلة من تجنيده، دون أن يقرأ كتابا واحدا لابن تيمية أو يسمع عن سيد إمام الشريف (واسمه الحركى دكتور فضل)، والذى يعد أحد أهم من صاغوا الإطار الفكرى للتنظيمات الجهادية فى مصر وخارجها، وكتب مجموعة من الكتب، أهمها «كتاب العمدة فى إعداد العدة» و«الجامع فى طلب العلم الشريف» و«الإرهاب من الإسلام ومن أنكر ذلك فقد كفر» واقتربت جميعا من ألفى صفحة.

من قاموا بكل العمليات الإرهابية فى أوربا وأمريكا لا علاقة لهم بالإرهاب العقائدى (إنما يستدعونه فى اللحظات الأخيرة لتبرير القتل).. ونفس الأمر تكرر جزئيا فى سوريا والعراق مع أعداد كبيرة من الانتحاريين الممولين أو المعبئين طائفيا وسياسيا ضد النظام الطائفى أيضا، فغالبيتهم كانوا نتاج خطاب مظلومية سياسية، وكراهية مذهبية، وطائفية تحتاج لقشرة دينية لتبرر دخولها الجنة.

والحقيقة أن هذا النوع من الإرهاب السياسى تزايد فى مصر فى الفترة الأخيرة بصورة مقلقة، حيث تقف رواية مظلومية سياسية وراء نوعية من العمليات الإرهابية تجرى فى الدلتا، ومرشحة للتزايد طالما تصورنا أننا سنقاوم الإرهاب فقط بالأمن، وفقط بإصلاح الخطاب الدينى، وننسى المدخل السياسى فى الاشتباك مع البيئة الحاضنة التى تفرز الإرهابيين (وليس بالضرورة الإرهابيين أنفسهم) وبناء دولة العدل والقانون.

المصدر : صجيفة المصري اليوم 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب السياسى الإرهاب السياسى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon