توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيام مغربية 2-3

  مصر اليوم -

أيام مغربية 23

عمرو الشوبكي

يذكرنى المغرب بما كتبته منذ حوالى 8 سنوات عن النموذج البريطانى حين وصفته بـ«بريق الهدوء»، فهو نموذج سياسى وحضارى مستقر، والملكية فيه ضاربة فى جذور التاريخ منذ قرون طويلة، وعرفت تراكما تاريخيا جعل البلد نموذجا للاستقرار فى المنطقة، لا تتوقع منه تغييرات فجائية أو ثورية، إنما هو دائما يُحدث تغييرات إصلاحية.

وقد بدأ المغرب فى إحداث إصلاحات حقيقية فى عهد الملك الحالى، محمد السادس، بتأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة، فى 7 يناير 2004، كأداة فعالة للبحث عن الحقيقة فى ملفات انتهاكات حقوق الإنسان وإنصاف الضحايا من خلال «جبر الضرر» ورد الاعتبار لهم. واعتبرت الدولة المغربية هذه الهيئة جهازا ذا اختصاصات غير قضائية فى مجال تسوية ملفات ماضى الانتهاكات لحقوق الإنسان، بحيث تقتصر مهمتها على البحث عن الحقيقة وتقييم الضرر.

وأعطت الحكومة المغربية الحق للهيئة لعمل جلسات استماع فى مختلف مدن المملكة، وأعطت فرصة للأشخاص ضحايا الانتهاكات للتعبير بصفة شخصية ومباشرة على شاشة التليفزيون عما تعرضوا له من تنكيل وتعذيب وإهدار للكرامة وما تعرض له ذووهم من أضرار جسيمة مادية ومعنوية.

والحقيقة أن تشكيل هيئة الإنصاف والمصالحة جاء فى عهد الملك الجديد، محمد السادس، نجل الملك السابق، الحسن الثانى، الذى ارتُكب فى عهده كثير من الانتهاكات، وهو يعنى قدرة النظام السياسى المغربى على إصلاح نفسه من داخله، ولو جزئيا، وبناء نموذج سياسى قابل للتطور.

والمفارقة أن المغرب الملكى المحافظ شكل هيئة الإنصاف والمصالحة، فى حين أن مصر الجمهورية التى شهدت ثورتين فى 5 أعوام لم تفتح ملف الماضى، ولو بمنطق جبر الضرر، فى مفارقة تبدو لافتة.

وتكررت فكرة المراجعة والإصلاح من داخل النظام، بعد تجارب الثورات العربية، فأقدم المغرب على وضع دستور جديد للبلاد، واستبق ما جرى بإصلاحات، ولو محسوبة من داخله، وأعطى مزيدا من الصلاحيات للبرلمان فى تشكيل الحكومة مقارنة بصلاحيات الملك السابقة، بل إن المفارقة أن انقسامات الأحزاب وخلافتها فيما بينها جعلت بعضها يطالب بتقليص الصلاحيات المعطاة للبرلمان فى اختيار الحكومة، خوفا من أن يسيطر حزب أو تيار منافس على البرلمان، فاختاروا إعطاء صلاحيات للملك، كان على استعداد للتنازل عنها، وفق المثل العربى: «مَلَكى أكثر من الملك».

يقينا المغرب بلد به مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة، وبه فقر وتفاوت طبقى، ويتشابه مع مصر فى ظروفه الاقتصادية، ولكن مع فارق رئيسى أنه تغير وتقدم للأمام فى السنوات العشر الأخيرة وبصورة ملحوظة، فأنفق على التعليم 6% من ناتجه القومى (مازلنا نحاول أن نصل إلى 4% وفق النص الدستورى)، كما تحول إلى بلد جاذب للاستثمار والصناعات المتوسطة والسياحة بصورة أكبر بكثير من مصر.

قد تكون إمكانيات مصر الكامنة أكبر من المغرب، وهو أمر بالمناسبة يسعد معظم المغاربة، فهو شعب لديه ثقة فى نفسه وفى تاريخه وليس لديه أى عقد فى التعامل مع مصر، كما أن وجود السلطة الملكية أو الوسيط المدنى، ولو فى صورته الملكية بين أجهزة الدولة وبين الشعب، جعل المغرب يقفز خطوات كبيرة للأمام، ويقدم نموذجا تتعايش فيه التيارات السياسية بصورة أكبر من أى بلد عربى آخر.. وهذا سيكون حديثنا الأخير غدا إن شاء الله.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام مغربية 23 أيام مغربية 23



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon