توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احذروا إرهاب الهواة

  مصر اليوم -

احذروا إرهاب الهواة

بقلم - عمرو الشوبكي

فى مصر هناك إرهاب «المحترفين»، الذين تربوا على عقيدة عنف وتكفير منحرفة، تبنتها تنظيمات عديدة آخرها تنظيم ولاية سيناء أو داعش، وهناك إرهاب «الهواة» الذى عرفناه منذ بدايات العقد الماضى فى ميدان عبد المنعم رياض والأزهر، وكان عبارة عن إرهاب مجموعة عائلية وخلايا منعزلة استهدفت السياح وحملوا بدايات أولى لإرهاب انتقامى.

ولم تستطع الدولة منذ ذلك الوقت (وقبلها) حسم معركة الإرهاب، لأنها لم تمتلك، خاصة فى السنوات الأخيرة، أى رؤية سياسية واجتماعية للتعامل مع تعقيدات ظاهرة الإرهاب والتمييز بين تنظيماتها وخلاياها وبين بيئتها الحاضنة، واكتفت فقط بالقراءة الأمنية الضيقة.

والحقيقة أن الخلط بين الإرهاب الدينى العقائدى (يمارسه عادة محترفون) وبين الإرهاب الانتقامى الثأرى (يمارسه عادة هواة) جعلنا غير قادرين على مواجهة الاثنين، لأن الأخير المتصاعد لا يحتاج إلى حلول عسكرية إلا فى مراحله الأخيرة، ولا حلول دينية تتعلق بإصلاح للخطاب الدينى، لأن دوافعه بالأساس اجتماعية وينطلق من روايات مظلومية سياسية يجب مواجهتها أساسا بإجراءات اقتصادية وسياسية.

إن معركة مصر ضد الإرهاب تستلزم تركيزا شديدا على العدو الحقيقى للبلاد وتجفيف المنابع التى تغذيه وتدعمه وقطع كل الشرايين المجتمعية التى يمكن أن تشكل بيئة حاضنة للإرهاب، أما الانشغال فى معارك مع المعارضة وشبابها وننسى أن توسيع دائرة الخصومة والملاحقات الأمنية لتشمل دوائر سياسية حتى لو وصفها البعض بالمعارضة المخطئة والمتجاوزة (ولكن ليس لهم علاقة بالإرهاب ولا التحريض عليه) سيعمق من مشاكلنا وسيزيد من حدة الانقسام المجتمعى وسيعطى نقطا مجانية للإرهاب وجماعات التطرف.

إرهاب الهواة والانتقام والتهميش شاهدناه فى عشرات الحوادث الإرهابية، فبداية من القنابل الهيكلية البدائية التى خلفت عشرات الضحايا وانتشرت طوال الفترة من 2014 وحتى 2016 ونحمد الله على تراجعها «»«»«»«»«»«»جزءا«»«»«»«» من هذه الظاهرة، كما شهدنا أيضا ظاهرة الإرهابيين الهواة الذين أطلقوا النار العام الماضى على أحد فنادق الغردقة واكتشفنا أن أحدهم «ألتراس» زملكاوى، وهل نسينا أن الإرهابى الذى اقتحم أحد فنادق العريش فى العام الأسبق وقتل قضاة وموظفين لم يكن له أيضا أى ماضٍ تكفيرى وتردد أنه ينتمى للتيارات المدنية الثورية.

هل نريد أن نحول شبابا معارضا إلى شباب إرهابى أو متواطئ مع الإرهاب بسبب المعارك الغلط وبسبب الضغوط والملاحقة الأمنية؟، معركتنا ضد الإرهاب لن تنجح إلا إذا أوقفنا الضغط على هؤلاء الشباب وواجهناهم أو احتويناهم بالسياسة، وميزنا فى نفس الوقت بين الجماعات التكفيرية الإرهابية التى ترفع السلاح فى وجه الشعب والدولة وتروع الأبرياء بناء على تفسيرات منحرفة للنصوص الدينية، وبين آخرين يمارسون إرهابا بناء على رواية مظلومية وانتقام أو تهميش اجتماعى ويلتحف لحظة قيامه بالعمل الإرهابى بشعارات دينية، لا بقبوله وتدليله (مواجهته ستكون بالقوة أيضا طالما حمل السلاح) إنما بمواجهة البيئة التى أفرزته لوقف انتقال مزيد من الناس نحو العنف.

لم تقض القوة الغاشمة على الإرهاب فى أى مكان فى العالم، صحيح أن القوة العاقلة مطلوبة لكن بالتوازى مع إجراءات سياسية واقتصادية عاجلة تستهدف البيئة الاجتماعية الحاضنة للإرهابيين وتشتبك مع الخطاب الانتقامى الذى يجند محبطين ومهمشين ويحولهم لإرهابيين حتى لو كانوا هواة.

 

 

 

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احذروا إرهاب الهواة احذروا إرهاب الهواة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon