توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصة «ستاربكس»

  مصر اليوم -

قصة «ستاربكس»

بقلم - عمرو الشوبكي

تم توقيف رجلين أمريكيين من أصول أفريقية داخل المقهى الأمريكى الشهير «ستاربكس»، عقب إبلاغ إدارة المقهى الشرطة لأنهما جلسا بسلام دون أن يطلبا شيئاً، فاشتبهت الإدارة فيهما بسبب لون بشرتهما وليس بسبب أى جرم أو خطأ ارتكباه.

يقيناً لم يتعرض الرجلان لشتائم عنصرية ولم يُهِنْهما أحد من العاملين فى المحل، إنما تصرفوا على ضوء ما فى عقلهم الباطن من أن هذين الشخصين بما أنهما من أصول أفريقية ولم يطلبا أى «مشاريب»، فمن الوارد أن يكونا مجرمين أو يخططان لعمل إجرامى، وأنهما لو كانا رجلين أبيضين وفعلا نفس التصرف لاكتفوا بتنبيههما بضرورة طلب مشروب ولَما أبلغوا الشرطة.

ولأن الشرطة لها تاريخ حافل فى التمييز العنصرى، فقد ألقت القبض على الرجلين، واصطحبتهما إلى قسم الشرطة، حيث أُخلى سبيلهما فى وقت لاحق.

ورغم أن أمريكا شهدت حوادث تمييز عنصرى على يد رجال الشرطة وصلت إلى قتل وتعذيب بشر بسبب لون بشرتهم، فإن هذه الحادثة اعتُبرت تمييزاً عنصرياً بسبب قرار إبلاغ الشرطة، حتى لو لم تؤدِّ إلى اعتداء على الرجلين الأسودين.

واللافت فى هذه الواقعة هو رد فعل إدارة المقهى، والذى مثّل رسالة للعالم فى الشرق والغرب، فسواء كنتَ من رواد هذا المقهى أم لا، مقاطعاً للمنتجات الأمريكية أو مستهلكاً لها، فإن ما فعلته إدارة «ستاربكس» مثّل رسالة للجميع، فلم تكتفِ بتقديم اعتذار لروادها، وهو أمر عادى فى المؤسسات العالمية الكبرى، إنما قررت إغلاق 8 آلاف فرع داخل أمريكا، ليوم كامل، والقيام بعمل دورة لموظفيها، البالغ عددهم حوالى 180 ألف موظف، على مدار اليوم، فى كيفية محاربة العنصرية، وعدم تنميط الناس بسبب أصولهم العرقية ولونهم ودينهم.

لم تقم إدارة «ستاربكس» بدعوة مواطن أمريكى أسود وآخر أبيض لكى يقبلا بعضهما فى أفرع المقهى، ويؤكدا تلاحم «عنصرى الأمة»، ويغنيا أغانى وطنية عن قوة أمريكا وجيشها ووحدة شعبها، إنما اعترفت بأن هناك مشكلة أياً كان حجمها، وأعادت تأهيل العاملين لمواجهتها دون خداع للنفس بإخفاء الواقع بشعارات رنانة.

تقوم المؤسسات الحديثة والنظم المتقدمة على فكرة رئيسية تنطلق من مسألة إعادة التأهيل، وتعتبر أنه لا توجد مجتمعات غير قابلة للتعلم والتطور، وترفض النظرة الساكنة التى تحكم على مجتمعات بعينها بالجهل والتخلف لأسباب جينية أو تجريم أفراد على أساس عرقى أو دينى.

فكرة إعادة التأهيل والتعلم ومراجعة الأخطاء أساس النظم المتقدمة، فلا يوجد شعب يعيش واقعاً متخلفاً لأسباب عرقية أو تاريخية، إنما نتيجة واقع سياسى واجتماعى، وإن نجاح أى مؤسسة اقتصادياً أو سياسياً يأتى من اعترافها بالأخطاء والانطلاق من أن مَن يعملون بها ليسوا ملائكة أو شياطين، إنما هم بشر يصيبون ويخطئون، وأنه لو وُجد بينهم عنصرى يكره السود أو المسلمين أو المسيحيين فهو مضطر لاحترامهم، لأن قواعد العمل الصارمة فى مؤسسته تفرض عليه التعامل بمهنية واحترام.

رسالة «ستاربكس» هى رسالة مؤسسة تتعلم من الأخطاء، وتعتبر التأهيل والمهنية وتصحيح الأخطاء هو طريق النجاح والتقدم.


نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة «ستاربكس» قصة «ستاربكس»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon