بقلم - عمرو الشوبكي
حوار عمرو موسى مع الزميلين عماد حسين وخالد أبوبكر من الحوارات السياسية المهمة، خاصة فى ظل تراجع النقاش العام والسياسى، لصالح كثير من الشعارات السطحية والهتافات والشتائم.
حديث «موسى» فى الشأن الداخلى كان مقتضباً، ولكنه واضح، فطالب بـ«الشمول السياسى» فى مواجهة مشكلاتنا الكبرى، وعلى رأسها سد النهضة، وأضاف أنه إذا تعامل أى حاكم عربى مع شعبه بمنطق القرن العشرين فسوف يواجه مصاعب من شباب القرن الحادى والعشرين، المتصل بعصره والمنفتح على العالم، وهى رسالة مهمة للجميع.
وقال إن مبارك تبنى فى آخر سنواته مقولة: «خلِّينا نتفرج»، فاخترقت إيران وتركيا العالم العربى، فى غيبة مصر، وأكد أنه لا تعارض بين أن تتواجد سياسياً واقتصادياً فى الخارج وبين استكمال التنمية فى الداخل، واعتبر أن غياب الحكم الرشيد أدى إلى نجاح مخطط نشر «الفوضى الخلاقة» فى مصر والعالم العربى.
كما تمسك بعروبة القدس كعاصمة لدولة فلسطين، كما انتقد هرولة بعض العرب نحو ترامب، ووصف تنسيق البعض مع الإسرائيليين وصفاً دقيقاً بأنه «صحبة طريق»، وأخيراً أعاد طرح مقترحه السابق حين كان أميناً لجامعة الدول العربية بإنشاء آلية حوار مع دول الجوار، وتحديداً تركيا وإيران.
وقد تكون هناك نقطتان بارزتان فى هذا الحوار علينا تأملهما جيداً فى مصر: الأولى هى فكرة الحوار مع المختلف فى التوجه مثلما طالب بضرورة الحوار مع إيران وتركيا، خاصة أن أوروبا- على سبيل المثال- تتحاور مع إيران، وتمسكت بالاتفاق النووى معها، رغم خلافهما الشديد فى قضايا كثيرة، ونفس الأمر ينسحب على علاقة الشد والجذب، التى تصل إلى حد الصراع بين تركيا والغرب، ومع ذلك لم ينقطع حبل الحوار بينهما.
أما النقطة الثانية فهى تتعلق بأهمية أن يكون هناك سياسى فى مصر والعالم العربى قادر على طرح أفكار للنقاش وليس بالضرورة من أجل الاتفاق، فما يذكره عمرو موسى فى حواراته وما سبق أن ذكره، فى كتابه المهم «كتابيه»، يدل كل يوم على حاجة المجتمع إلى فكرة النقاش العام، بمعنى أن يناقش الرأى العام أفكاراً وليس شتائم أو هتافات.
فالنقاش العام يعنى مناقشة هل فكرة الحوار مع تركيا وإيران صالحة ومفيدة أم لا «دون شتائم أو حملات تخوين»؟ ومناقشة أولويات بعض مشروعاتنا القومية الكبرى، ومناقشة سبل تطوير برنامج «تكافل وكرامة»، وتطوير الأحزاب، لا هندستها.
نعم، نفتقد الحوار والنقاش العام فى بلادنا حول خياراتنا السياسية والاقتصادية، وهو أحد مظاهر الاستقرار والتقدم، فشكراًَ لعمرو موسى على هذا الحوار لأنه ألقى الضوء على أهمية القضيتين، بصرف النظر عن الاتفاق والاختلاف معه.