توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إرهاب «حسم»

  مصر اليوم -

إرهاب «حسم»

بقلم : عمرو الشوبكي

لم تعلن أى جهة حتى الآن مسؤوليتها عن العملية الإرهابية التى راح ضحيتها 8 شهداء من رجال الشرطة فى الوادى الجديد ليستمر مسلسل القتل والإرهاب فى القاهرة والدلتا كما فى سيناء حتى لو اختلفت الوتيرة وطبيعة العمليات.

والحقيقة أن التقرير الذى بثته قناة سكاى نيوز عربية يوم الجمعة الماضى عن حركة سواعد مصر (حسم) وحمل اسم الإصدار المرئى الأول دفعنى للاطلاع على موقعها واختبار ما سبق أن أشرت إليه مرات عديدة من تنوع روافد العنف والتحول النوعى فى طبيعة العمليات الإرهابية والتحذير من دخول رافد جديد لساحة العنف والإرهاب لا يعتمد أساساً على الجانب الفقهى والعقائدى إنما على الانتقام السياسى وعلى مقولات ثأرية من النظام القائم يغلفها فى النهاية بغطاء ومبرر دينى.

والحقيقة أن حركة حسم تضم بالأساس عناصر شبابية إخوانية قررت حمل السلاح وممارسة العنف والإرهاب واعتبرت النظام القائم عدواً واحتلالاً، وأصدرت 9 بيانات سمتها بالبيانات العسكرية (ولم تستخدم وصف غزوة كما تفعل داعش فى عملياتها الإرهابية) وهى كلها وصف لعمليات إرهابية جرت خارج سيناء وآخرها عملية كمين الهرم، ومن الوارد بشدة أن تكون وراء العملية الإرهابية الأخيرة فى الوادى الجديد.

والحقيقة أن إرهاب كل من حسم وداعش يتشابه فى الحرص الشديد على الجانب الإعلامى والتسويقى، وعنصر الإبهار والتخويف حاضر بقوة فى دعاية التنظيمين، حتى أصبحنا أمام تنظيمات تحركها بالأساس سياسة دعائية وإعلامية أكثر منها رسالة عقائدية.

والحقيقة أن هناك أهمية كبرى لفتح نقاش عام علمى وسياسى حول «الإرهاب الجديد» فى مصر حتى لا يترك البعض لهتافات بعض الإعلاميين أو صراخ بعض السياسيين التى تتحدث كل يوم عما هو بديهى بأن الإرهاب بشع وأن الإرهابيين مجرمون يستحقون القصاص، فى حين أن المطلوب هو معرفة لماذا لم نهزم الإرهاب فى الوادى أو فى سيناء؟ ولماذا لم تتراجع وتيرته؟ وما هى دوافعه؟ وما هى طبيعة البيئة الحاضنة التى تفرز الإرهابيين؟

والحقيقة أن تجربة حسم هى تجربة حديثة ارتبطت بالظرف الحالى واستغلت حالة الفراغ السياسى وحدوث مظالم سياسية وأمنية فى طرح خطاب مظلومية متكامل يحمل كراهية وثأرا وتحريضا ضد النظام القائم ولا يستند فى بياناته على أساس فقهى ظاهر، فحتى أدبيات سيد قطب الإخوانية التى فتحت الباب واسعا أمام مدارس التكفير المختلفة غير موجودة فى أدبيات الحركة، ولا يوجد بها من الأصل قسم شرعى للفتاوى إنما هى حركة فعل وإرهاب مباشر.

حركة حسم على خلاف داعش لديها بعد سياسى (وهنا الخطورة) فتعمل على استقطاب الناس واستمالتهم لها حتى لو لم ينضموا للتنظيم، فقد حرصت مثلا على أن تخاطب الناس الذين قضوا غرقا فى رشيد بأبيات شعر وتذكير الناس بمظالم النظام ومسؤوليته عن غرقهم، وكرروا نفس الأمر مع شهداء الكاتدرائية حين حملوا النظام مسؤولية سقوطهم.

إن أخطر ما فى إرهاب حسم أنه يسعى للحصول على ظهير شعبى من أناس لا يؤيدون العنف ويرفضونه ولا يؤيدون «الإخوان» ويرفضونها، ومع ذلك حرصوا على مد الجسور ولو دعائياً مع حاضنة اجتماعية محايدة لكى تعتبر أن خلاص المحبطين منها هو العنف والإرهاب.

وقد استغلت «حسم» مسألة أنها لم تسيطر على أى أرض مثل الدواعش فى سوريا والعراق وأحيانا بعض الأحياء فى سيناء مصر (ليلا) فقتلوا وذبحوا (حتى طالت أياديهم الآثمة شيخا صوفيا فى العريش مؤخرا) حتى تمنى الناس يوم الخلاص منهم، فى حين بقيت حسم مجرد فكرة وبريق دعائى وصور ومفردات ثأرية قادرة على الجذب وتجنيد الشباب المحبط.

إرهاب حسم إرهاب تنظيمات مسلحة سرية لا تراها على الأرض وتباغت هدفها خلسة وتجندهم أيضا خلسة، وتمتلك خطابا حريصا على تحييد الناس ولا يستبعد المواطنين من مفرداته وخططه ودعايته.

خطاب حسم سياسى وانتقامى ليس فيه بعد فقهى ودينى إلا من حيث الشكل وإبراء الذمة.. آية قرآنية فى المتن أو فى المقدمة والخاتمة، أما المضمون فكله عبارة عن مفردات سياسية تبرر الإرهاب والثأر وتبث الكراهية والانتقام.

إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست فقط مع من يرفع السلاح ويروع الأبرياء ويقتل رجال الجيش والشرطة ويستهدف المسيحيين لأسباب طائفية (لأنهم مسيحيون) وأسباب سياسية (تراهم مؤيدين للنظام القائم) إنما مع البيئة الحاضنة ومع الخطاب الدعائى والسياسى الذى يستقطب كل يوم شبابا يحمل السلاح ويمارس العنف والإرهاب.

إن التحول الذى جرى فى مصر منذ 3 سنوات جعلها مستهدفة من خطاب سياسى مناهض قائم على المظلومية والانتقام والرفض الجذرى للنظام الجديد، وإن هذا النوع من الإرهاب السياسى تزايد فى الفترة الأخيرة بصورة مقلقة، حيث تقف رواية مظلومية سياسية وراء نوعية من العمليات الإرهابية تجرى فى الدلتا ومرشحة للتزايد طالما تصورنا أننا سنقاوم الإرهاب فقط بالأمن وفقط بإصلاح الخطاب الدينى، وننسى المعالجة السياسية والاجتماعية بمواجهة كل صور المظالم وتحقيق العدل والعدالة وهى كلها مفاتيح رئيسية قادرة على الاشتباك مع البيئة الحاضنة التى تصنع الإرهابيين.

إرهاب حسم خطر وقادر على الإيذاء فى القاهرة والدلتا والمناطق السياحية والمطلوب سياسة جديدة تستهدف جمهورهم وتختلف عن السياسة الأمنية التى تستهدف عناصرهم التنظيمية.

GMT 06:39 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

«داعش»: انتهى أو سيعود

GMT 00:22 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

الدواعش إلى أين؟

GMT 01:17 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

صحافة قاعدة

GMT 01:43 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

تسقط هذه الفكرة!

GMT 02:27 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب «حسم» إرهاب «حسم»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon