توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حجة المؤامرة

  مصر اليوم -

حجة المؤامرة

بقلم : عمرو الشوبكي

إذا انتقلت المؤامرة من السرية إلى العلن فتصبح صراعا، وطالما كل ما نتحدث عنه فى مصر من مؤامرات هى أمور معلنة، فنحن إذن لسنا أمام مؤامرة، إنما خطط معلنة لتحقيق مصالح دول بعينها، أى أنها نمط من الصراع الدولى مطلوب منك الاستعداد له ومواجهته، إما بخطط دفاعية أو هجومية تبعا لقوتك، ولكن الحديث عن المؤامرة باعتبارها خططا خفية لا نعرف عنها شيئا هو حجة دائمة لإخفاء الإخفاقات وسوء الأداء، وهو أمر لن يدفعنا خطوة واحدة للأمام.

والحقيقة أن العالم العربى من المناطق القليلة فى العالم التى مازالت توظف نظرية المؤامرة من أجل تكريس واقعها المتردى، وعدم مواجهة مشاكلها الحقيقية، فتكون المؤامرة هى سبب المصائب لا طريق حلها.

والحقيقة أن العالم يتآمر فى أحيان كثيرة من أجل الدفاع عن مصالحه، وإذا اعتبرنا المؤامرة فى العصر الحديث هى خطط سرية للدول من أجل تحقيق مصالحها، فعلينا ألا ننسى أن هذه الدول تحقق فى أحيان كثيرة مصالحها بسياسات معلنة وواضحة، يبثها جانب من إعلامنا كل يوم لإخافة الناس وعدم مناقشة مشاكلنا الحقيقية.

التسليم بنظرية المؤامرة على أنها قوة خارقة لا نعرف عنها شيئا ولا نستطيع أن نواجهها أمر يكرس ثقافة الاستسلام أمام مواجهة تحديات الخارج والداخل معا، فلو اهتممنا بمشكلاتنا الثقافية والسياسية والاقتصادية، وعرفنا أين هى العيوب والمثالب، وأين نقاط التباين التى لا تحتاج إلى مؤامرة لأنها تمثل تعارضا طبيعيا فى الرؤى والمصالح، سواء بين الاتجاهات السياسية المختلفة داخل الوطن أو بين الدول المختلفة معنا خارجه (بعضها يبث سمومه علنا عبر قناة الجزيرة وغيرها).

فالقوى السياسية المدنية المعارضة التى ترفض العنف ممارسة أو تحريضا يجب التوقف على وصفها بالمتآمرة، فلو وضعنا إطارا قانونيا ينظم حركتها ويسمح لها بالتواجد والتعبير عن نفسها داخل الوطن والتمثيل فى البرلمان والمجالس المحلية (المؤجلة) لتغير جانب من خطابها وأصبح أكثر إصلاحية، والشباب المعارضون السلميون الذين لايزالون رهن الحبس ليسوا أيضا متآمرين، إنما وصفهم بالتآمر وبالخطر على البلاد يعنى أننا لا نمتلك خطابا سياسيا متماسكا قادرا على دحض خطابهم المعارض (المعلن) بمفرداته الثورية المعروفة، ومع ذلك هناك إصرار على مواجهتهم بالأمن فقط وفق نظرية المؤامرة.

والحقيقة أن أخطر ما تشهده مصر الآن هو تلك العودة البليدة لنظرية المؤامرة فى التعامل مع قضايا الخلاف الداخلى بدلا من مناقشتها والاشتباك معها، حتى وصل الأمر بالبعض إلى اعتبار نقد المشروعات الكبيرة كالعاصمة الإدارية أو إصلاح المليون فدان (ولو كأولوية اقتصادية) مؤامرة، أو رفض التخبط فى بعض توجهات السياسة الخارجية المصرية مؤامرة، أو المطالبة بتفعيل دولة القانون والتوقف عن إطلاق البلطجية والحملات الإعلامية ضد كل مخالف أو مستقل فى الرأى، حتى وصل الأمر إلى إهدار كامل لأحكام القضاء، على أنه أيضا مؤامرة على البلد، وأن أى حديث عن انتهاكات أو أخطاء أو خطايا يرتكبها بعض رجال الشرطة هو أيضا مؤامرة تستهدف البلد وتعرقل حربه ضد الإرهاب، فى حين أن العكس هو الصحيح، فبدون اعتراف بالأخطاء والثغرات الأمنية وغير الأمنية لن ينجح البلد فى حربه على الإرهاب وسيستمر سقوط الشهداء فى داخل سيناء وخارجها، لأننا نصر على عدم مناقشة سوء الأداء تحت حجة المؤامرة على مصر.

المصدر : جريدة المصري اليوم

GMT 05:56 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

يعقوب الشارونى و«ليلة النار»

GMT 00:15 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

العرب لا يعرفون علم التفاوض (1)

GMT 04:23 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

إلا السودان تقريبًا!

GMT 07:27 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

هل يفهم شباب الجزائر حدود القوة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حجة المؤامرة حجة المؤامرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon