توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نزيفنا الدامى

  مصر اليوم -

نزيفنا الدامى

بقلم : عمرو الشوبكي

لم يتوقف سقوط الشهداء، واستمر نزيف الدم فى سيناء حتى وصل إلى 10 شهداء فى يوم واحد، سقطوا وهم يواجهون عصابات الإرهاب والتكفير دفاعاً عن الوطن وكرامته.

صحيح أنهم أحياء عند ربهم يرزقون إلا أن ألم الفراق بات وجعاً فى وجدان المصريين وليس فقط للأهل والأصدقاء، فصور الشهيد المقدم يحيى حسن التى ملأت المواقع الصحفية وتذكرنا بأنه أب لأربعة أطفال أكبرهم عنده 9 سنوات وأصغرهم سنتان، وهناك الرائد أحمد مالك والجندى إسماعيل هباش وباقى الشهداء السبعة الذين سقطوا دفاعاً عنا.

نزيف الشهداء وسؤال سيناء من أصعب الأسئلة التى تواجهها مصر، فرغم الضربات الموجعة التى تلقتها العناصر التكفيرية والنجاحات العسكرية فى أكثر من منطقة داخل سيناء، إلا أن الإخفاقات مازالت كبيرة لأننا تركنا ملف الإرهاب مثل كل الملفات لحل وحيد هو الحل الأمنى، وقطعت قنوات الاتصال المجتمعية والسياسية مع أهالى سيناء وغابت المبادرات الأهلية حتى ترك المجتمع السيناوى فريسة للعناصر التكفيرية.

لماذا سيناء ولماذا الإرهاب هناك أكثر من باقى المدن المصرية؟ وهنا علينا أن نسأل السؤال الصعب: هل هناك بيئة حاضنة للإرهاب فى سيناء أكثر من غيرها نتيجة التهميش والمواجهات الأمنية التى تمتد منذ اعتداء طابا فى 2004؟ وهل هناك هوية ثقافية خاصة (فى إطار الوطنية المصرية الجامعة) لأهل سيناء تجاهلها المركز فى القاهرة فشعر كثير من أهلها أنهم منسيون وبعيدون عن القلب والعين.

إرهاب سيناء ليست مشكلته الأساسية فى 1500 عنصر مسلح منتشرين فى أرضها، إنما فى مليون إنسان يعيشون على تلك الأرض يشعر بعضهم بثأر مع الدولة والقوات الأمنية ويعانى البعض الثانى من صعوبات جمة من أجل التنقل والعلاج، والبعض الآخر تضرر فى رزقه ومصادر دخله ولم يجد من يعوضه.

وهناك قصص وحكايات كثيرة يرويها أهل سيناء المخلصون الصابرون عما تفعله عناصر «ولاية سيناء» حين يوقفون مواطناً لا يصنفونه كمتعاون مع الدولة والأمن (لأن الأخير يقتل فوراً دون حماية) إنما متعامل مع رجالها ولو تعامل سطحى وإنسانى (إرسال مياه أو حوار عابر) فيأخذونه معصوم العينين ويحققون معه ويحسنون معاملته ويبدأون فى تحريضه ضد الدولة والقوات الأمنية ويعددون أخطاء كثيرة تحدث ويبالغون فيها ويحولوننا إلى جرائم ومجازر يجب الثأر منها، ويطالبونه فى النهاية بألا يتعامل مع أحد من ممثلى الدولة عسكريا أو مدنيا، ويجرون له غسيل دماغ كاملاً ويفرجون عنه ليخرج ويقول إنهم أحسنوا معاملته وإنهم متدينون حقا، وهكذا تكرر الأمر مع عشرات الحالات حتى أصبحت سيناء من الأماكن النادرة فى العالم العربى التى تمثل بيئة حاضنة للعناصر التكفيرية.

الحلول الأمنية والقوانين الرادعة مطلوبة، ولا أحد يقول إنها ليست أساسية، فهى بالتأكيد ستوجع التنظيمات الإرهابية التى توجعنا، ولكنها لن تحل مشكلة البيئة الحاضنة للإرهاب، وأن معركة الدولة مع الإرهاب ليست فى مساحة الثأر والانتقام إنما فى تغيير طبيعة البيئة الحاضنة التى تفرز كل يوم إرهابيين جددا. هذا التحدى ليس أمنيا، إنما سياسى واجتماعى.

نعم جيشنا الوطنى قادر على قتل عشرات وربما مئات الإرهابيين ودك الأوكار والكهوف، ولكن البيئة الحاضنة ستفرخ مثلهم مئات آخرين، ولابد من البحث عن سياسات جديدة وتصحيح الأخطاء التى يدفع ثمنها أنبل من فى هذا الوطن.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

GMT 05:56 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

يعقوب الشارونى و«ليلة النار»

GMT 00:15 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

العرب لا يعرفون علم التفاوض (1)

GMT 04:23 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

إلا السودان تقريبًا!

GMT 07:27 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

هل يفهم شباب الجزائر حدود القوة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نزيفنا الدامى نزيفنا الدامى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon