توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نهاية إرهاب المرجعيات

  مصر اليوم -

نهاية إرهاب المرجعيات

بقلم : عمرو الشوبكي

هذا عنوان نشره الكاتب السعودى يوسف الدينى، فى صحيفة الشرق الأوسط، الأسبوع الماضى، فى مقال تحت عنوان «عمر عبدالرحمن نهاية إرهاب المرجعيات».

ورغم أننى سبق أن كتبت، منذ عدة سنوات، حول نفس القضية، ووصفت التحولات التى أصابت الجماعات المتشددة بأنها انتقلت من عنف النص إلى عنف السياق، فتعبير «نهاية إرهاب المرجعيات» له أيضا دلالة لافتة، ويسير فى نفس الاتجاه.

والحقيقة أن النقاش العربى والعالمى (للباحثين والخبراء المصريين دور مهم فى تشكيله، بعيدا عن الكلام الدعائى والصريخ الفارغ)، حول قضية التعامل مع الجماعات المتشددة والعنيفة، لم يخرج عن مدرستين كبيرتين: إحداهما ترى أن المحدد الرئيسى هو النصوص الدينية والتفسيرات الفقهية المنحرفة التى تحض على الكراهية ورفض الآخر، وتفتح الباب أمام الإرهاب. والثانى يرى أن الدافع الرئيسى هو السياق السياسى والاجتماعى المحيط الذى يدفع أشخاصاً لا علاقة لهم بالدين إلى ممارسة الإرهاب.

والحقيقة أن النقاش حول من المسؤول عن الإرهاب: النص الدينى، أم السياق الاجتماعى والسياسى المحيط- هو نقاش ارتبط بالتحولات التى أصابت التيارات المتطرفة فى نصف القرن الأخير، فدوافع الإرهاب طوال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضى كانت النص الدينى، أو بالأحرى التفسير المنحرف للنص الدينى، فقد امتلكت الجماعات الجهادية مرجعية فكرية وعقائدية متكاملة تدور حول مفهوم الحاكمية لله، واعتبرت النظم القائمة هى نظم جاهلية لا تطبق أحكام الله، ولذا وجب تكفيرها وإسقاطها بالعنف، وأن مدخل أى عضو للانضمام إلى التنظيمات الجهادية الكبرى كانت تبدأ بالإيمان بمرجعية عقائدية متكاملة تستند إلى تفسير خاص للنص الإسلامى يدفع العنصر، بعد سنوات من الانخراط فى هذه التنظيمات إلى ممارسة العنف والإرهاب فى مواجهة ما كان يعتبره «النظم الكافرة» والمجتمع الجاهلى.

وقد تغير الأمر مع بدايات العقد الماضى، حين تراجع دور النص الدينى كمحدد أساسى فى عملية التجنيد لتنظيمات القاعدة ثم داعش، صحيح أنه ظل حاضرا كمبرر للقتل أو الانتحار، ولكن من يصنع الكراهية والإرهاب وتكفير المخالف لم يعد أساسا تفسيرا منحرفا للنص الدينى، يقضى التكفيرى سنوات لدراسته، مثلما فعل جهاديون القرن الماضى، إنما هو واقع طائفى فى العراق، أشعر قطاعا واسعا من السنة بالاضطهاد والتهميش، أو مظالم سياسية وطائفية وجرائم حرب، ارتكبها النظام فى سوريا، فدفعت جزءا من السنة للانضمام لداعش أو جبهة النصرة أو التواطؤ معهما، ونفس الأمر ينطبق على دواعش أوروبا الذين كانوا ضحايا سياق مجتمعى عانوا فيه التهميش والعنصرية والفشل الدراسى والمهنى.

ولذا لم يخرج شريط داعش ولا تهديداتهم للأقباط فى مصر عن هذه الموجة، فقد ركزوا على رواية سياسية تعاملوا فيها مع الأقباط، باعتبارهم ذراعا للنظام الحاكم وامتدادا لحكم السيسى، وأن استهدافهم سيتم باعتبارهم مشاركين فى القتل وبغرض إيذاء النظام الحاكم.

يقينا هى رواية مزورة، ولا علاقة لها بالواقع، فالأقباط ليسوا جماعة حاكمة، وهم أقلية دينية تعانى من نفس مشاكل المسلمين الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى التمييز الدينى.

للأسف، البعض يصر على أن يناقش قضية داعش، مثلما كان يناقش قضية تنظيم الجهاد أو الجماعة الإسلامية، فهذا إرهاب المرجعيات الذى انتهى. أما الآن، فنحن نشهد إرهابا انتقاميا من نوع جديد، مواجهته للمرة الألف ستكون مع البيئة الحاضنة التى أفرزته (ومستمرة بكثافة أكثر فى فرزه)، وليس أساسا مع عناصره التى تحمل السلاح.

علينا أن نسأل أنفسنا: من المسؤول عن تحول مشاعر أغلب الناس فى سيناء تجاه الدولة؟ وما طبيعة الأخطاء التى حدثت طوال السنوات الثلاثة الماضية، وجعلت الشهداء يسقطون كل يوم من مدنيين أقباط ومسلمين ورجال شرطة وجيش؟

نحن لا نعالج إلا بالأمن، ولذا فلا علاج.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية إرهاب المرجعيات نهاية إرهاب المرجعيات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon