توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حاملة الطائرات جمال عبدالناصر

  مصر اليوم -

حاملة الطائرات جمال عبدالناصر

بقلم عمرو الشوبكي

أن تمتلك مصر حاملة طائرات بحجم «ميسترال» فذلك تعزيز لقدرات الجيش المصرى، وخطوة مهمة فى اتجاه تأكيد تنوع مصادر السلاح، فهى سفينة عملاقة قادرة على حمل طائرات ومدرعات وعربات خفيفة، وأيضاً قادرة على القتال والمناورة فى عرض البحر.

وقد أرسلت مصر إلى مدينة سان نازير فى غرب فرنسا 360 بحاراً بشكل متتابع للتدريب على العمل وقيادة السفينة، وهم بمثابة الطاقم الأساسى لها، وقد اشترينا السفينتين الفرنسيتين بعدما ألغت باريس فى أغسطس من العام الماضى عقداً مع موسكو على خلفية النزاع فى أوكرانيا. وذلك بقيمة حوالى 950 مليون يورو، مقابل 1.2 مليار يورو قيمة الصفقة السابقة بين فرنسا وروسيا، وتم تغيير كل أنظمة الاتصال الروسية التى كانت السفينتان مجهزتين بها، وتم تثبيت الأنظمة الجديدة المناسبة للبحرية المصرية.

وهى بذلك تعد صفقة رابحة بالمعنى المالى، ومفيدة من الناحية العسكرية والاستراتيجية، وهى فى النهاية أول حاملة طائرات من هذا النوع فى منطقة الشرق الأوسط، وتمثل إضافة عسكرية واستراتيجية مؤكدة للجيش المصرى.

والحقيقة أن هناك جانباً آخر غير الحسابات العسكرية، يتعلق بإطلاق اسم جمال عبدالناصر على حاملة الطائرات، وهو ما يمثل أول اعتراف رمزى رسمى بأهمية إطلاق اسم الزعيم جمال عبدالناصر على حاملة بهذا الحجم مثلما هو الحال فى فرنسا، حيث تحمل واحدة من كبريات حاملات الطائرات الفرنسية اسم الجنرال الراحل شارل ديجول، مؤسس الجمهورية الخامسة، وأحد كبار الزعماء الفرنسيين، ونفس الأمر فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أطلق اسم أيزنهاور وغيره من القادة على عديد من حاملات الطائرات الضخمة.

والحقيقة أن القضية هى أساساً رمزية، تتعلق بأسماء أشخاص صنعوا التحول الكبير فى بلادهم، أو أسسوا لنظم جديدة، فاستحقوا التكريم الرمزى مهما كانت أخطاؤهم، ومهما كانت درجة الاتفاق والاختلاف معهم.

ففى فرنسا مثلاً، مطارها الرئيسى هو مطار شارل ديجول، وفى الجزائر مطارها يحمل اسم هوارى بومدين، بطل التحرر الوطنى الجزائرى، وفى المغرب يحمل مطارها اسم محمد الخامس، قائد التحرر أيضاً من الاستعمار الفرنسى، ما عدا مصر التى استخسر حكامها السابقون إطلاق اسم جمال عبدالناصر على مطارها باعتباره بطل التحرر من الاستعمار، ومؤسس الجمهورية المصرية التى أنهت الملكية وأسست نظاماً جمهورياً جديداً.

تسمية حاملة الطائرات المصرية باسم جمال عبدالناصر هى عودة للبدهيات التى غابت، وهى لا تعنى بأى حال تبنى برنامج عبدالناصر السياسى والاقتصادى فى 2016، فهو- يقيناً- كان فى معظم جوانبه صالحاً فى الخمسينيات والستينيات، ولكن بالتأكيد ليس الآن.

إن الخلاف حول عبدالناصر أو السادات يجب ألا يكون مبرراً لشطبهما من تاريخ هذا البلد، وأن تمييز الأول لا يعنى انحيازاً أكثر لسياساته، ولا يحول دون إيمان قطاع كبير من المصريين بدور السادات وأهميته فى التاريخ المصرى المعاصر، إنما يعنى تذكير الناس بالقيم والمبادئ العليا بعيداً عن تفاصيل السياسات والأخطاء، لأن هذه المبادئ هى التى تصنع أيضاً التحولات الكبرى، وعبدالناصر بهذا المعنى كان رمزاً لهذه المبادئ التحررية، وكان أيضاً قائداً لتحول تاريخى مازلنا نعتز بأننا جزء منه (النظام الجمهورى) مهما كانت أخطاء الحكم، ومهما كانت إحباطات الكثيرين، فإن الجمهورية أصبحت معطى وأساساً للحكم بفضل عبدالناصر، وأن مهمة الناس تصويبها ودمج الديمقراطية ودولة القانون بين ثناياه.

فخور بحاملة الطائرات الجديدة وباسمها جمال عبدالناصر.

 

GMT 01:10 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

.. وبدأت الجزيرة

GMT 08:18 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أحوال العرب

GMT 00:00 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

منتدى دندرة

GMT 00:56 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

قمة بلا جمهور

GMT 00:13 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من أضاع الجولان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاملة الطائرات جمال عبدالناصر حاملة الطائرات جمال عبدالناصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon