توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حراس التخلف

  مصر اليوم -

حراس التخلف

بقلم : عمرو الشوبكي

لماذا هناك مجتمعات متخلفة وأخرى متقدمة؟ سؤال احتار العلماء والسياسيون فى الإجابة عنه، وإن تنوعت الآراء والأسباب، فهناك مَن قال إن المشكلة فى الجهل وانعدام الثقافة، وقسَّم الشعوب على ضوء أعراقها ودياناتها، فاعتبر أن هناك الثقافات «البيضاء الراقية»، وهناك الأعراق «السمراء المتخلفة»، وهناك مَن أوصل بوضوح تخلف بعض الشعوب إلى جيناتها الوراثية، فى حين حمّل البعض الآخر الاستعمار مسؤولية التخلف فى كل بلاد العالم الثالث نتيجة الاستغلال السياسى والنهب الاقتصادى، باعتباره هو مَن فرض التخلف على كل الشعوب التى احتلها.

ومع طى صفحة الاستعمار وتحرر شعوب العالم الثالث، انتقلت معادلة تفسير التخلف من الاستعمار إلى ثنائية النظام السياسى والشعب، واختلفت الآراء مرة أخرى، وحمّل البعض الشعب مسؤولية التخلف نتيجة الأمية والفقر والجهل، وحمّل البعض الآخر النظام القائم مسؤولية هذا التخلف باستبداده وسوء سياسته.

والحقيقة أن حراس التخلف خليط من المجتمع والنظم الحاكمة، فهناك من التجمعات والمؤسسات والقوى والأفراد مَن يحرصون كل الحرص على نشر التخلف والجهل، وليسوا كلهم من النظام الحاكم، ولا أجهزته المسيطرة (حتى لو تحملوا المسؤولية الكبرى فى بقاء التخلف)، إنما أيضا هو نتاج أفكار جاهلة وعشوائية سائدة.

حراس التخلف هم مَن أقالوا عقولهم وامتنعوا عن تشغيلها ومسحوها، وأطلقوا العنان لغرائزهم البدائية، وهؤلاء ليسوا بالضرورة ضحايا الفقر والجهل حين اعتبروا الكلام الفارغ نظريات سياسية عظيمة وترديد الخرافات إنقاذا لمصر من المؤامرات الدولية.

فى مصر عرفنا مؤيدين دافعوا عن عبدالناصر وتبنوا فكره الاشتراكى ورددوا كلامه فى العداء للاستعمار والدفاع عن خطاب التحرر الوطنى، وفى عهد السادات عرفنا مؤيدين يدافعون عن السلام مع إسرائيل من أجل تنمية مصر ورخائها، وفى عهد مبارك عرفنا أيضا مؤيدين للاستقرار ومستفيدين من طبقة رجال الأعمال وأعضاء فى الحزب الحاكم، ولم يشعر كثير من المعارضين بالإقصاء والتهميش على مدار أكثر من ربع قرن إلا عقب سيطرة شلة التوريث على مقاليد الأمور.

لقد عرفت مصر على مدار تاريخها مؤيدين ومبررين لأى سلطة، ولكنهم قالوا كلاما طبيعيا فيه مبررات منطقية كانت عادة محل خلاف، على عكس الآن حين وجدنا تراجعا مذهلا فى حجم المؤيدين الطبيعيين، الذين اعتدنا عليهم طوال تاريخ مصر المعاصر، لصالح صعود نماذج مسخ، من أصحاب العقول الممسوحة، تردد كلاما فارغا وأكاذيب مضحكة، حلّت مكان اللغة السياسية التى عرفناها اتفاقا واختلافا.

مازال حراس التخلف يصولون ويجولون على مواقع مشبوهة، ويكررون كلاما فارغا ومُخزِيا لا يقوله عاقل واحد فى أجهزة الحكم، لكن المؤسف أنه مسموح بترويجه مادام المتلقى هو الشعب، فهو «يدوب» عليه يسمع هذا الكلام، والمطلوب أن يغوص فيه ويتعارك من أجله، حتى لو كان مجرد هراء وأكاذيب، أما الأمور الجادة والمعلومات الجادة (سرية على الشعب طبعا) فهى تُترك لأهل الحكم يديرونها بمعرفتهم.

هل يمكن أن نقبل أن يردد البعض الرواية البلهاء بأننا أسرنا قائد الأسطول السادس الأمريكى، وينسى أو يتناسى أن بطولات الجيش المصرى فى حرب الاستنزاف وانتصار 73 وغيرهما لا تحتاج إلى هذا الكلام الفارغ، هل من المنطق أن تغزو عقول البعض رواية اكتشاف رجال القوات المسلحة 600 مليار دولار فى جبل الحلال بسيناء، وعن رجال المخابرات البريطانية الذين أُلقى القبض عليهم هناك، وكيف جاء وزير خارجيتهم للإفراج عنهم، وكذلك فعلت المستشارة الألمانية «ميركل»، أثناء زيارتها مصر، منذ عدة أشهر؟!

كما ردد حراس التخلف رواية أخرى تقول- عشية زيارة الرئيس السيسى الأخيرة للمملكة العربية السعودية- إن هناك صفقة إنقاذ حكم الملك سلمان فى السعودية، بعد اكتشاف الأجهزة المصرية مؤامرة دنيئة لقلب نظام الحكم هناك، وإن السعودية- لترضية مصر- قررت ضخ استثمارات بقيمة 27 مليار دولار، ومنحة 10 مليارات دولار، وبناء قاعدة عسكرية مصرية فى جزيرة الفرسان السعودية جنوب البحر الأحمر لحماية مدخل البحر الأحمر ومضيق باب المندب!!!.

هل يُعقل أن نجد هوجة فجائية على مواقع تتمسح فى الجيش والرئيس تتحدث عن كذبة أخرى تقول- فى عز التنسيق الأمنى بين مصر وحماس- إن الطائرات المصرية تضرب عمق غزة، وهو أمر لم يفعله إلا جيش آخر دولة احتلال فى العالم، أى إسرائيل، هل يعى هؤلاء حجم الجهل والتخلف ومشاعر الكراهية التى ينشرونها حين يضعون جيشا كبيرا مثل الجيش المصرى له تقاليده العريقة فى وضع المعتدى على الشعب الفلسطينى، الذى يعانى من المحتل الإسرائيلى والإرهاب التكفيرى، وهل بعد ذلك سيكون مطلوبا دك حى قاهرى أو صعيدى (أو جزيرة)، لأنه خرج منه إرهابى أو اثنان، وهو نفس منطق نظم الخراب التى دمرت أوطانا وشعوبا فى العالم العربى؟!

حراس التخلف فى بعض الأحيان موجَّهون، وفى أحيان أخرى مخيَّرون، إلا أنهم فى كل الأحوال مسؤولون عن بث الخرافة فى المجتمع وتعميق الكراهية، وبدلا من الحديث عن انتصارات كثيرة حقيقية فى تاريخنا المعاصر، نتحدث عن أوهام وأكاذيب غاب عنها أى كلام جاد ونقاش عام شفاف يمثل أحد شروط التقدم.

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراس التخلف حراس التخلف



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon