توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سقوط داعش

  مصر اليوم -

سقوط داعش

بقلم : عمرو الشوبكي

سقط آخر معاقل داعش فى مدينة البوكمال السورية المتاخمة للحدود العراقية، وفى قضاء القائم العراقى المتاخم للحدود السورية، عقب احتلالٍ استمر 3 سنوات على يد الجيشين العراقى والسورى والميليشيات الشيعية المتحالفة معهما، ممثلة أساسا فى الحشد الشعبى العراقى وحزب الله اللبنانى.

والحقيقة أن هذا السقوط يحتاج إلى قراءة متأنية فى أسباب فشل مشاريع التطرف السنية ونجاح نظيرتها الشيعية، حتى أصبحت سيطرة الأولى على أى مدينة سنية هى بداية النهاية لها عقب اكتشاف أهلها بعد فترة وجيزة بشاعة «حكمهم»، ويبدأون فى انتظار يوم تحريرها حتى لو على يد النظم الطائفية والاستبدادية التى وقفوا ضدها، لأنها بالتأكيد أقل سوءا وبكثير من الدواعش، على عكس ما جرى فى علاقة التنظيمات الطائفية الشيعية بحواضنها الاجتماعية والمذهبية، فقد حافظت فى المجمل على علاقة مقبولة بجماهيرها «الطائفية»، وظلت تحرص على نيل دعمها رغم كثير من الانتقادات. وعلينا أن نقارن مثلا علاقة حزب الله ببيئته الحاضنة فى الجنوب اللبنانى أو فى الضاحية الجنوبية، وبين علاقة الدواعش بجمهورهم السنى فى المناطق التى سيطروا عليها، وسنجد الفارق مفزعا وكبيرا بين الجانبين.

والحقيقة أن نكبة داعش على البلاد العربية والإسلامية كبيرة ومركبة، فالسؤال الذى علينا أن نطرحه: لماذا لم يخرج من الواقع السنى تنظيمات دينية طائفية ومتشددة، ولكنها قادرة على الأقل على كسب تعاطف بيئتها الحاضنة أى السنة؟

فقد خسرت هذه التنظيمات السنة والشيعة والمسيحيين وباقى أبناء الطوائف الأخرى، لأنها امتلكت فهمًا إجراميًّا للدين جعلها ترتكب مجازر فى كل مكان سيطرت عليه.

داعش ليس فقط عنوان فشل دينى، إنما أساسا عنوان فشل مجتمعى وسياسى وإنسانى، فعلينا تأمل أسباب وجود بيئة حاضنة جعلت كل هذا الإجرام يتركز فى تنظيم واحد، حرم الناس من فرحة الأعياد والحياة وأسس للكآبة والكراهية، وجعل كل معارض فى سوريا والعراق لنظام حكمه ينتظر اليوم الذى يحرره هذا النظام من قبضة داعش.

لماذا شهدنا على يد داعش هذا الإجرام والتوحش (كتاب داعش الشهير يحمل عنوان إدارة التوحش) من ذبح وقتل! ولماذا خرجت من البيئة السنية تنظيمات تكفيرية فشلت فى نيل رضا أغلب السنة على عكس تنظيمات الشيعة الطائفية التى نجحت فى أن تحافظ على دعم الشيعة لها؟!

إن ظهور داعش يرجع لأسباب كثيرة، منها ما هو «انحراف فقهى»، ومنها ما يتعلق باستبداد النظم الحاكمة والجرائم التى ارتكبتها، ومنها ما هو طائفى ومذهبى، ومنها ما يتعلق بالدعم الخارجى والأموال التى نزلت عليها من كل مكان، كل هذه العوامل مثلت أسباب ظهور وصعود هذا التنظيم، وفى نفس الوقت فإن نفس الناس التى تقبلت الدواعش فى البداية وتصورت أنهم سينقذونهم من استبداد نظمهم الحاكمة وطائفيتها، عادوا ولعبوا الدور الرئيسى فى إسقاطه وتحرير مدنهم من شروره وجرائمه.

صعود داعش كان بسبب بيئة حاضنة تصورت واهمة أنهم حل، وسقوطهم كان بسبب تخلى نفس البيئة الحاضنة عنهم.. صحيح هناك أسباب عسكرية وسياسية (التدخل الروسى مثلا فى سوريا) وراء هزيمة داعش، لكن سقوط التنظيم ودخولنا مرحلة «ما بعد التنظيم» كان أساسا بسبب تخلى الناس والحواضن الشعبية عنه.

GMT 00:38 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

حالة أيمن أبوشوشة!

GMT 07:31 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

لن تركع سريلانكا!

GMT 08:06 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

سريلانكا ومعركة المائة عام

GMT 05:07 2019 الإثنين ,04 آذار/ مارس

الإرهاب يجب أن يُهزم

GMT 06:39 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

«داعش» والعودة إلى المنفى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط داعش سقوط داعش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon