توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتصار ليس فى الإعلام

  مصر اليوم -

الانتصار ليس فى الإعلام

بقلم : عمرو الشوبكي

اعتادت النظم السياسية المصرية أن تهتم بالإعلام، فكانت الصحافة هي الاهتمام الأول في عهدى عبدالناصر والسادات حين غابت الفضائيات، وكان للكلمة المكتوبة تأثير هائل على الناس وعلى النظم القائمة، وفى عهد مبارك تراجع جزئياً الاهتمام بالصحافة لصالح الاهتمام بالفضائيات، وفى عهد الرئيس السيسى أصبح الاهتمام بالإعلام المرئى، خاصة الفضائيات، هو أحد مشاغل النظام الأساسية، فقامت الدولة بتأسيس فضائيات تردد لأول مرة أنها تابعة لجهات سيادية، كما أصبح هناك تدخل غير مسبوق في برامج تليفزيونية وفى مضمون ما تقوله، وفى طبيعة الضيوف، على اعتبار أن تكرار نفس الرسالة الإعلامية، وتكريس ثقافة الإعلام الموحد أو الموجه سيخلق رأياً عاماً مؤيداً للحكم حتى لو كانت مؤشرات الواقع مختلفة عما يردد في الإعلام، فإن نظرية «التكرار يعلم الشطار» صارت هي المسيطرة على تفكير من يسيطرون على الإعلام.

يقيناً الفضائيات ونجومها صاروا ورقة رابحة ومؤثرة ولكنها تحقق نصراً زائفاً ولا تعنى الرسائل الفضائية التي تقول إن الواقع وردى، وإن الشعب كله يقف خلف القيادة، أن ذلك هو رأى الناس في الواقع، بل على العكس كثيراً ما تعمق «الرسائل الموجهة» أزمة الثقة بين الإعلام وغالبية الناس.

حين نتصور أن النجاح السياسى هو أن نقول في الإعلام كل يوم أننا انتصرنا، وأننا عظماء، وأن خصومنا إرهابيون وفشلة، وأننا قادرون على هزيمة الإرهاب لأننا ندينه كل يوم إعلامياً، فإن هذا الصراخ مهما علا فلن يعنى أننا انتصرنا عملياً في هذه المعارك.

إن ما يجرى في مصر على شاشة كثير من الفضائيات أمر غير متكرر في أي بلد آخر، ولم نره في بلادنا منذ عقود، فقد تحول النقاش السياسى إلى سجال بين إعلاميين، وتحول خلاف الأفكار والبرامج والرؤى، الذي هو علامة على تقدم أي أمة أو على الأقل رغبتها في التقدم إلى حملات للتخوين والشتائم والمزايدات الهابطة دون عرض لأى أفكار مهما كانت بساطتها.

إن القواعد المهنية التي تحكم عمل الإعلام غائبة عن مصر، ومازال قانون تنظيم الإعلام حبيس الأدراج منذ عامين، وللأسف لا يوجد نقاش عام حول قضايا تخص حاضر ومستقبل هذا البلد، إنما ثرثرة واتهامات وتخوين وجمل وشعارات كبيرة أقرب لهتافات النظم الشمولية المنقرضة، ولكن لا نقاش جاداً في الإعلام ولا في معظم الصحف حول قضايا وليس مجرد عرض للنميمة اليومية والسجالات والاتهامات المتبادلة.

لن تتقدم مصر خطوة واحدة للأمام إلا إذا تعود المجتمع وشرائحه الأكثر تعلماً على أن عنوان التقدم هو صراع بين أفكار وبدائل متعددة تقدم بشكل مبسط للرأى العام، وليس هيستيريا التحريض والسباب التي كرهت الناس في السياسة والمشاركة في الشأن العام.

إن مبالغات بعض الإعلاميين ومعاركهم الهوائية تذكرك بإعلام ما قبل يونيو 67، حين كان يهتف كل يوم بالانتصار وكان الواقع يجرى بعكس ما يقول.

الانتصارات لن تتحقق في الإعلام، وهزيمة الإخوان إعلامياً لا تعنى هزيمتهم في الشارع، ومواجهه التيارات السلفية وشتيمة الشباب الثورى في الفضائيات لا تعنى غيابهم عن أرض الواقع أو نهايتهم، ومواجهة كل الجماعات السياسية المناوئة أو المعارضة تتم بالسياسة طالما لم يحرضوا أو يمارسوا العنف، أما انتصارات الإعلام فهى زائفة فاحذروها.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتصار ليس فى الإعلام الانتصار ليس فى الإعلام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon