توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمريكا حليفة أم عدوة؟

  مصر اليوم -

أمريكا حليفة أم عدوة

بقلم : عمرو الشوبكي

لم يستطع الكثيرون أن يصوغوا توصيفا دقيقا لطبيعة علاقة مصر بأمريكا؟ هل هو تحالف أم عداء أم حياد؟ ولم يفهم البعض الآخر ادعاء النضال ضد أمريكا، فى الوقت الذى لا تواجه مصر فيه أمريكا فى أى ساحة سياسية أو اقتصادية، ففى الأولى نحن نعيش عصر ما بعد الأيديولوجيات، فلم تعد مصر الاشتراكية التحررية تواجه أمريكا الرأسمالية الاستعمارية، وأصبحت السياسة تعنى للبعض: سمك لبن تمر هندى، حتى أصبح نظامنا السياسى خليطا من السلفية والاشتراكية والليبرالية، أما فى الاقتصاد فأمريكا هى الداعم الغربى الأول لمصر على مدار 40 عاما، وهى البلد الوحيد الذى يعطى لمصر معونة لم ترفضها مصر، حتى لو هاجمها الإعلام أحيانا، رغم أنها لا تتجاوز 2% من قيمة دخلنا القومى.

والحقيقة أن الإطار (Frame) المستخدم فى تحليل العلاقات المصرية الأمريكية قاصر، ويتعمد استدعاء شعارات لا علاقة لها بجوهر تلك العلاقة وأزماتها، فلم يعد متسقا مع توجهاتنا الحالية استدعاء خطاب التحرر الوطنى، الذى قاده عبدالناصر فى مواجهة أمريكا حين كان الرجل يواجه المشروعات الاستعمارية فى المنطقة، ومثّل دعم أمريكا الفَجّ لإسرائيل طوال الستينيات سببا فى احتلالها الأراضى العربية، وحجر عثرة أمام أى انتصار مصرى كامل على إسرائيل.

أما الآن فنحن نعيش عصر السلام مع إسرائيل منذ 40 عاما، وأصبحنا لا نواجه أمريكا فى أى ساحة سياسية واقتصادية، خاصة عقب وصول ترامب للسلطة وشيوع نظرية الكيمياء التى ربطت علاقته بالرئيس السيسى. إذن أين المشكلة فى علاقات البلدين؟ المشكلة فى الحقيقة لا تتعلق بسيادة مصر ولا كرامتها- اللتين يجب أن تكونا مصونتين فى أى علاقة مع أى دولة كبرى أو صغرى- إنما تتعلق أساسا بالأداء المصرى وحسن تدبير الأمور وكيف يمكن التعامل مع العالم الخارجى، فعمليا مصر- رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة- فإنها يمكن أن تستغنى دون أضرار تُذكر عن المعونة الاقتصادية الأمريكية، ولكنها تحتاج خطابا جديدا للتعامل مع أمريكا وباقى دول العالم، يتجاوز حالة التخبط والسطحية ونظريات المؤامرة البلهاء فى إدارة علاقتنا بالعالم الخارجى، بما فى ذلك من تغيير واقعنا الداخلى واحترام مبادئ دولة القانون لصالح المصريين وليس أمريكا.

إن هناك ثمنا للتحالف مع ترامب، كما أن هناك ثمنا لأى تحالف مع الديمقراطيين فى حال عادوا للسلطة مرة أخرى، (وهو متوقع فى الانتخابات القادمة)، وعلينا أن نُصدر كلاما عاقلا، وأن نقول كلاما سياسيا، حتى لا تتحول بعض برامجنا وتصريحات بعض مسؤولينا إلى مثار سخرية دول العالم، ونتوقف عن اعتبار أن العالم يتآمر علينا من روسيا إلى أمريكا، ومن أوروبا إلى الصين (اعتبر تقرير صحفى مصرى مؤخرا أن اختيار ناقلة روسية محيطا متجمدا لتبحر فيه بدلا من قناة السويس مخطط لضرب اقتصاد مصر).

المطلوب ليس استمرار التحالف القائم على المعونة الأمريكية لأن أسبابه سقطت منذ ثورة يناير، ولا مطلوب فتح صفحة عداء مع أمريكا لأن نموذجنا السياسى ليس هو النموذج الإيرانى ولا الكورى الشمالى ولا حتى الفنزويلى، إنما المطلوب إدارة علاقة قائمة على المصالح المشتركة والاعتماد المتبادل بين البلدين، نؤسس فيها لقيم الشفافية والكفاءة والوضوح، وهى قيم فقدناها فى الداخل، فضَرّتنا فى الخارج.

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا حليفة أم عدوة أمريكا حليفة أم عدوة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon