توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرئيس والخطاب الحقوقى

  مصر اليوم -

الرئيس والخطاب الحقوقى

بقلم : عمرو الشوبكي

أثار حديث السيسى فى باريس عن قضايا حقوق الإنسان اعتراضات كثيرة فى الأوساط الحقوقية، حين أكد على أن حقوق الإنسان لا تتعلق فقط بالحقوق السياسية إنما أيضا بحقوق السكن والتعليم، وأشار إلى حقوق 3 ملايين مواطن من العاملين فى مجال السياحة تضرروا من الإرهاب، وأضاف: لماذا لا تتحدثون عن حقوق ضحايا الإرهاب من رجال الشرطة والجيش؟.

خلاصة رؤية الرئيس فى هذا المجال أن الحقوق السياسية فى بلد مثل مصر أقل أهمية من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما أعطى ضوءا أخضر للأجهزة الأمنية لممارسة انتهاكات كثيرة تحت غطاء أن الأولوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية رغم تعثرهما.

ومع ذلك فإن خطاب السيسى فى فرنسا نجح فى أن يحد من تأثير الخطاب الحقوقى لدى الرأى العام الغربى، وجاء على «هوى» قطاع واسع من الرأى العام الأوروبى والفرنسى، فتركيزه على الإرهاب وضحاياه، وعلى منطقتنا المضطربة يختزل انتهاكات حقوق الإنسان فى الإرهابيين وأنصارهم من الإخوان والجماعات المتطرفة، وهى تعنى بالنسبة للجمهور الأوروبى استدعاء لمعادلة يعيشها كثير من المجتمعات الغربية، ولم يربحها الخطاب الحقوقى، وتقوم على وجود عناصر إرهابية متطرفة تواجه بالأمن والسلاح، وبيئة حاضنة تضم المئات وربما الآلاف تغذى الإرهاب وتعرضت لتجاوزات أمنية قوبلت باعتراضات حقوقية، ولكنها لم تؤثر فى الرأى العام، الذى قبل فى أغلبه أى قيود على المسلمين المتشددين فكريا حتى لو لم يمارسوا العنف أو يحرضوا عليه، وحتى لو جاءت هذه القيود على حساب مبادئ حقوق الإنسان.

لقد نجح السيسى فى أن يقدم الواقع المصرى على أنه عبارة عن إرهابيين إسلاميين اضطروا الدولة لفرض قيود أو ممارسة تجاوزات مع من يتعاطفون معهم، وهى بمعنى ما إحدى معادلات الواقع الفرنسى الكارة للإسلاميين إجمالا، سواء كانوا ممارسين للعنف أو ممارسين لشعائرهم الدينية.

لقد ساعدت تحيزات كثير من الحقوقيين فى إنجاح رسالة السيسى للرأى العالم الغربى، فقد دافعوا بشراسة عن أسماء بعينها لديها حضور على الساحة العالمية وتجاهل أسماء أخرى مثلما يفعل الإخوان حين دافعوا عن أعضاء الجماعة ونسوا باقى الشعب.

ولأن معضلة مصر وأزمتها لا يمكن اختزالها فقط فى إرهابيين وجماعات متطرفة (أشار الرئيس بشكل واضح للإخوان دون أن يسميهم) تؤيدهم وتروج لهم، إنما فى حجم المظالم والتجاوزات بحق أبرياء أو بحق شباب التيارات المدنية المعارضة، أو فى إغلاق المجال السياسى، فمثلا حين يكون أمين تنظيم الحزب الاجتماعى الديمقراطى فى مصر معتقل منذ 3 أشهر، فهل هذا له علاقة بأى معركة ضد الإرهاب؟ بالتأكيد لا وبالتأكيد أيضا هو ليس من ضمن أولويات الجماعات الحقوقية الحديث عنه مثل مئات غيره لأنه خارج «الجيتو الحقوقى» وهو أمر ترجمته فى فرنسا تعنى اعتقال الرئيس الفرنسى ماكرون أحد قادة الحزب الاشتراكى تحت حجة الحرب على الإرهاب وظروف البلد المضطربة، وهو أمر مستحيل حدوثه أو قبوله، مهما كانت قسوة هذه الحرب.

لقد نجح السيسى فى تحييد أى تأثير يذكر للخطاب الحقوقى، واستثمر الواقع الغربى وخوفه من التطرف والمتطرفين، لصالح رسالة اختزلت مشاكلنا فى جماعات إرهابية تمارس العنف وأخرى تدعمها فتقبلتها معظم النخب السياسية الغربية والفرنسية.

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس والخطاب الحقوقى الرئيس والخطاب الحقوقى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon