توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحية لمجلس الدولة

  مصر اليوم -

تحية لمجلس الدولة

بقلم : عمرو الشوبكي

نادرا ما تعترف مؤسسة من مؤسسات الدولة بأخطائها، خاصة إذا كانت مؤسسة كبرى أو سيادية، وكثيرا ما سمعنا عن جمل من نوع: حتى لا تفقد المؤسسة ثقة الناس فيها، أو تهتز معنويات العاملين بها، ونجد الكبر والمراوغة وعدم الاعتراف بالخطأ سمة عامة فى حال الحديث عن فساد أو سوء إدارة.

ولعل ما فعله مجلس الدولة عقب إلقاء رجال هيئة الرقابة الإدارية القبض على أحد موظفى المجلس كان محترما وشفافا ونزيها حين أعلن بشكل واضح ومباشر إنه لا يتستر على فساد ولا فاسدين.

وكان مجلس الدولة قد أعلن قبول استقالة المستشار وائل سعيد شلبى، أمين عام المجلس، والمتحدث الرسمى، على خلفية وجود شبهة تورطه فى قضية الرشوة المتهم فيها جمال اللبان مدير المشتريات والتوريدات بالمجلس، والذى ألقى القبض عليه وفقا لتحريات هيئة الرقابة الإدارية التى كشفت تورطه وآخرين فى ارتكاب جريمة تلقى رشوة من إحدى الشركات لإرساء عطاء عليها بالمخالفة للقانون.

وقرر المجلس، فى بيان له، اختيار المستشار فؤاد عبدالفتاح محمد عبدالرحيم، نائب رئيس مجلس الدولة، للاضطلاع بمهام أمين عام مجلس الدولة خلفًا لشلبى.

وقام المجلس بتشكيل لجنة برئاسة المستشار ياسر الكردينى، نائب رئيس مجلس الدولة، وعضوية ممثل عن وزارة المالية، وممثل عن الجهاز المركزى للمحاسبات، وبعض العاملين بإدارة التفتيش الإدارى بمجلس الدولة، لفحص كل المستندات الخاصة بجميع العقود التى أبرمها مجلس الدولة خلال السنوات الخمس الماضية، للوقوف على مدى مطابقتها للقانون، وأكد مجلس الدولة فى بيانه أنه لا يتستر على أى فساد أو فعل يشكل مخالفة للقانون مهما كان من ارتكبه.

ما جرى فى الحقيقة هو جانب مضيء من صورة ليست وردية تمر بها مصر، فالبعض لايزال يعتبر أن اكتشاف فساد فى مؤسسة هو فرصة لاصطيادها أو النيل منها، والحقيقة أنه لا توجد مؤسسة فى مصر وربما فى العالم ليس بها فساد ولكن مشكلتنا فى التستر على الفساد، أو محاسبة من يواجه الفساد بدلا من محاسبة الفاسدين، أو الكشف عن الفساد حسب الأهواء والحسبة السياسية، وإذا كرمنا الله بمؤسسة سيادية تواجه الفساد فعادة ما يكون بعيدا عن المؤسسات الحساسة والكبيرة، وإذا قامت بعملها وضبطت فسادا فى مؤسسة كبيرة وأحد حصون العدالة، فإن البعض يعتبرها فرصة لتصفية حسابات لا محل لها من الإعراب مع هذه المؤسسة، أى مجلس الدولة.

يحسب لمجلس الدولة أنه لم يتستر على مستشار حامت حوله شبهات فساد (سيحسمها القضاء) وطلب منه تقديم استقالته، وهو موقف مشرف لحراس العدالة فى مصر.

والمؤكد أن ما قام به مجلس الدولة يفتح الباب أمام كسر نظرية أن الكشف عن حالة فساد أو أكثر يمثل إهانة للمؤسسة التى يعمل فيها الفاسد، والحقيقة هى العكس تماما، فأى مؤسسة مهما علا شأنها فإن قوتها واحترام الناس لها متوقف على قدرتها على الاعتراف بأخطائها ومراجعتها، لا التستر عليها بالكبر أو الحجج الملتوية.

مصر تحتاج بجوار جهود الرقابة الإدارية فى محاربة الفساد إلى منظومة جديدة تحارب الفساد من داخل كل مؤسسة، ومعايير جديدة ومنضبطة فى اختيار الموظف العام وكيفية تصعيده، وحتى نصل إلى ذلك فجهود الرقابة الإدارية فى مواجهة الفساد مقدرة، وتعامل مجلس الدولة مع اتهام أحد مستشاريه بالتورط فى فساد تعامل محترم، فيه اعتراف بالخطأ، ورسالة نتمنى تعميمها على كل المؤسسات، سيادية وغير سيادية، كبيرة أو صغيرة.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية لمجلس الدولة تحية لمجلس الدولة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon