توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المناخ التشاؤمي ثانياً

  مصر اليوم -

المناخ التشاؤمي ثانياً

بقلم عمرو الشوبكي

بدأت فى كتابة مقال «المناخ التشاؤمى» مساء أمس الأول، حتى اكتشفت أن الزميل الأستاذ حمدى رزق قد نشر مقاله حاملاً بالضبط نفس العنوان الذى اخترته، ولأن قضية المقال فى عنوانه، فقد احتفظت به بعد إضافة كلمة «ثانياً».

والحقيقة أن استخدام هذا التعبير من قبل وزارة الداخلية فى البيان الذى أصدرته منذ عدة أيام يعكس أزمة كبيرة فى الصياغة والمضمون، خاصة أن الوزارة اعتقلت خلية إخوانية غير شرعية تضم 12 شخصا، وعرضت اعترافات لهم على شاشة التليفزيون وهم يعلنون أنهم ينتمون لخلية أزمة إخوانية، هدفها بث البلبلة وإثارة أزمات داخل المجتمع المصرى.

وحتى هنا يبدو الأمر طبيعيا، فقد سبق للداخلية أن اعتقلت خلايا إخوانية كثيرة وجهت لها اتهامات حقيقية وملموسة على ضوء تحريات أجهزتها الأمنية، وهى اتهامات كثيرا ما أكدها القضاء المصرى فى أحكام إدانة كثيرة، ولكنها هذه المرة ابتكرت تعبيرا فى غاية الغرابة، حين اتهمت هذا العدد الهزيل من العناصر الإخوانية بخلق مناخ تشاؤمى داخل البلاد، وهى بذلك تعطى قوة خارقة للإخوان لا يمتلكونها، فرغم تآمرهم وكراهيتهم للدولة وشماتتهم هم وذيولهم فى أى مصيبة تصيب الشعب المصرى، إلا أنه لا يمكن تحميل خلية مسؤولية ما سمى المناخ التشاؤمى فى مصر.

بالطبع يمكن أن تتورط عناصر الإخوان فى التحريض على العنف أو التخريب أو الإرهاب، ولكن ما معنى كلمة المناخ التشاؤمى؟! وهل يمكن أن يصاب بلد يبلغ عدد سكانه 90 مليون نسمة بالتشاؤم بسبب خلية من 12 شخصاً مهما كانت قدرتهم؟!

تشاؤم الناس أو تفاؤلهم هو نتاج سياسات الدولة، فمن قبل أن يموت بحرا هو شخص فاقد الأمل، لا تعليم ولا عمل ولا حلم، وهؤلاء يعيشون واقعا مريرا لا يجب كل مرة أن نبحث عن شماعة تبرره، مرة الإخوان، ومرة المؤامرة الكونية، ومرة جهل الشعب، بدلا من أن نعترف بعمق الأزمة وبخطأ كثير من السياسات وغياب الترتيب السليم للأولويات.

لا أحد يستطيع أن يخلق مناخا تشاؤميا بدون «حيثيات تشاؤمية»، فالتحدى الذى يجب مواجهته هو مشاكلنا الواقعية، من غياب العدالة ودولة القانون، وسوء الأوضاع الاقتصادية، وتعطل مسار التحول الديمقراطى، والتواطؤ مع البلطجة، والاستباحة ورعاية إعلام الشتائم والبذاءة، وتغييب العقل.

وإذا بذلت أجهزة الدولة جهوداً حقيقية وبمشاركة شعبية لمواجهة ولو جانب من هذه المشاكل فإن كل محرّض على المناخ التشاؤمى سيكون مصيره الفشل.

أن تجعل شعبك متفائلا أو متشائما هى أمور فى يد من فى يده السلطة، وإن هناك دولا متقدمة يشعر قطاع واسع من شبابها بالتشاؤم، فالقضية لا علاقة لها بتنظيمات ومؤامرات، إنما لها علاقة بواقع اجتماعى وثقافى وسياسى يعيشه واقعيا الناس ولا يستطيع أحد أن يخلقه.

لا يوجد سبب واحد يجعلنا نتمسك بهذه المفردات والإصرار عليها، ما يعكس ليس فقط فشلا سياسيا إنما أيضا فشل مهنى فى اختيار الألفاظ والجمل المناسبة فى مثل هذه الظروف، على رأى المثل الشهير «الملافظ سعد».

GMT 01:10 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

.. وبدأت الجزيرة

GMT 08:18 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أحوال العرب

GMT 00:00 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

منتدى دندرة

GMT 00:56 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

قمة بلا جمهور

GMT 00:13 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من أضاع الجولان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المناخ التشاؤمي ثانياً المناخ التشاؤمي ثانياً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon