توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تيران وصنافير الكاشفة

  مصر اليوم -

تيران وصنافير الكاشفة

بقلم : عمرو الشوبكي

لم تكن قضية تيران وصنافير مجرد ترسيم حدود بين بلدين حتى لو اختلفت فيها الآراء وتباينت، إنما كانت مسارا متكاملا كشف عورات النظام السياسى المصرى وعبّر عن انهيار تام فى الأداء وفتح الباب أمام تحديات «وجودية» فى الفترة القادمة.

المؤكد أن إدارة الدولة ملف تيران وصنافير كانت هى السبب الرئيسى فى نقل النقاش من قضية وثائق ومخطوطات ودراسات فى القانون الدولى والتاريخ والجغرافيا إلى اتهامات تتعلق بالوطنية والخيانة.

فالإعلان المفاجئ من قبل الحكومة عن تسليم الجزيرتين للسعودية لم يسبقه أى تمهيد على اعتبار أن الشعب ليس رقما فى أى معادلة وغير ملم (وربما جاهل) ومطلوب منه فقط أن «يبصم» على ما يقوله الحكم فلم تُقم الدولة حساباتها على أن هناك علما اسمه الرأى العام يجب تهيئته ومناقشته والحوار معه حول مصير الجزيرتين، والقبول من حيث المبدأ بإمكانية التراجع عن الاتفاقية فى حال التأكد من مصرية الجزيرتين.

ولأن الشعب لم يكن رقما فى أى حساب فوجئ الناس عقب انتهاء زيارة ملك السعودية لمصر العام الماضى، والإعلان عن تقديم مساعدات مالية واقتصادية أن الجزيرتين أصبحتا سعوديتين رغم وجود جلسات تفاوض بين الجانبين ظلت سرية لأنه ليس مهما أن يعرف الشعب عنها أى شىء.

حين تتعامل مع الناس بهذه الطريقة مهما كانت نواياك صادقة ومهما كانت قناعتك أن الجزيرتين سعوديتان فتوقع أن الناس لن تتعامل مع السياسة بالنوايا إنما بالإدراك (Perception) وبالصور الذهنية التى تنسجها بصرف النظر عن صحتها.

لقد فوجئ الشعب عقب قرار تسليم الجزر بدخول الدولة فى مسار قضائى حكم بأحقية مصر فى الجزيرتين، والمفارقة الصادمة أن الحكومة طعنت على الحكم، معلنة اعترافها بولاية القضاء الإدارى، ولكنها، كما قالت المحكمة الإدارية العليا بعد ذلك، وبإجماع الآراء، لم تقدم أى وثيقة تغير الأسباب التى دفعت المحكمة للحكم ببطلان الاتفاقية ومصرية الجزيرتين.

فهل لهذه الدرجة تتعامل الدولة باستهانة واستخفاف مع أحكم القضاء وتعتبرها هى والعدم سواء، أم أنها من الأصل لا تمتلك أى وثيقة تثبت ملكية السعودية للجزيرتين فكان حكم المحكمة؟

لقد قبلت الحكومة المسار القضائى ثم عادت بعد ذلك وتجاهلت أحكامه حين جاءت على غير الهوى السياسى وقررت عرضها على البرلمان واعتبرت أن أحكام القضاء تنفذ حسب الأهواء والتقارير الأمنية حتى لو تحدث الرئيس كل يوم عن دولة القانون.

لقد نُوقشت قضية تيران وصنافير فى البرلمان رغم رفض طعن الحكومة وصدور حكم بات ونهائى من المحكمة الإدارية العليا، وشهد الناس «أم المهازل» فى طريقة إدارة رئيس البرلمان عملية التصويت على تسليم الجزر فى مشهد عبثى أفقد الناس الثقة فى مؤسسات الدولة القائمة وبصورة غير مسبوقة.

من الواضح أن الرئيس لديه قناعة بأن الجزيرتين سعوديتان وأنه يقوم بعملية رد للحقوق لأصحابها كما قال أمس الأول فى إفطار الأسرة المصرية، ولكنه لم يطرح السؤال عن أسباب الوصول بالنقاش العام لهذه الدرجة من الاحتقان وأسباب تناقص شعبيته وشرخ الشرعية العميق عقب الإعلان عن هذه الاتفاقية؟ القضية يجب ألا يحيلها الرئيس إلى القناعات والأسئلة الكبرى حول ملكية الجزر، لأن هناك من هو وطنى أيضا وغير مغرض يرى أنها مصرية (وهم الأكثرية)، فالنقاش والأزمة ليست حول من يمتلك الجزيرتين، فهذا نقاش كان يمكن لو لدينا نظام سياسى فيه حد أدنى من الكفاءة أن يصبح نقاشا محترما بلا شتائم ولا تخوين، وتكون لدى الحكومة كما المعارضة خطوط رجعة فى حال ثبت لها أن قناعاتها بخصوص ملكية الجزر غير صحيحة لا أن يقدم الأمر على أنه معد سلفا ومنتهٍ ومطلوب من البرلمان أن يوافق حتى لو كان على حساب حكم قضائى، ومطلوب من الشعب ألا يعارض حتى لو خرج استطلاع الرأى الوحيد من جهة لا يمكن وصفها بالمعارضة وهى مركز بصيرة، وأكد أن 47% من المصريين يرون أن الجزيرتين مصريتان فى مقابل 11% يرونها سعودية، و42% لا يعلمون.

أزمة الجزيرتين ستتفاقم لأن الناس حزينة وغاضبة بجد (حتى لو لم تتظاهر الآن)، ومازال الحكم بكل أسف يناقش الأمر فى إطار القناعات وصحة وأخلاقية موقفه من رد الأمانات لأصحابها لا بأداء نظامه وأجهزته الذى كشف عن أزمة هيكلية فى بنية الحكم لا يرغب أحد فى مراجعتها.

تصويب

جاءتنى هذه الرسالة من الأستاذ الدكتور فتوح الشاذلى بحقوق الإسكندرية تصوب ما كتبته يوم الخميس الماضى عن مسار قضية الجزيرتين فى القضاء الإدارى، أشكره عليها:

الأستاذ الفاضل الدكتور/ عمرو الشوبكى..

بعد السلام والتحية..

أود الإشارة إلى أن محكمة القضاء الإدارى التى أصدرت حكم مصرية تيران وصنافير كانت برئاسة المستشار يحيى دكرورى. أما الحكم الصادر من الدائرة الأولى بالمحكمة الإدارية العليا بتأييد حكم محكمة القضاء الإدارى الذى طعنت عليه حكومتنا الرشيدة فكان برئاسة المستشار أحمد الشاذلى. وهو الحكم الذى أشرت إليه فى ختام المقال. أى أن الحكم الذى تشير إليه صدر من المحكمة الإدارية العليا وليس من محكمة القضاء الإدارى.

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تيران وصنافير الكاشفة تيران وصنافير الكاشفة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon