توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محلك سر

  مصر اليوم -

محلك سر

بقلم عمرو الشوبكي

هناك لغة تستخدمها نظم سياسية عديدة تؤكد أنها محلك سر، وإذا ظلت محلك سر فإن هذا معناه أنها تسير للخلف، لأن العالم من حولها يجرى للأمام بسرعة البرق وهى سعيدة بمحلك سر.

وللحفاظ على الوضع القائم فى بلد مثل مصر هناك دائما مبررات كثيرة، منها خطر الإرهاب والمؤامرات الدولية، وكلاهما يمثلان خطراً حقيقياً على أى بلد، بشرط أن يتم وضعهما فى إطارهما الصحيح ومواجهتهما أيضا بالأساليب الصحيحة.

ويقينا أن مصر حققت نجاحات فى حربها على الإرهاب وحاصرته فى سيناء ووجهت له ضربات موجعة دون أن تقضى عليه، أما نظريات المؤامرة التى باتت تحاصرنا من كل جانب فقد تحولت إلى عبء كامل على النظام السياسى وأثرت على شرعيته وقدرته على الإنجاز.

والحقيقة أن الحكم فى مصر لايزال من النظم القليلة التى توظف نظرية المؤامرة، ليس فقط فى السجال السياسى أو ابتزاز الخصوم والمنافسين على اعتبار أنهم متآمرون وينفذون أجندات خارجية، وهى أمور متكررة فى النظم غير الديمقراطية، ولكنها فى مصر تحولت إلى أداة لتغييب العقل والمنطق وجعلت أجهزة حكمها ومندوبيهم يستسهلون الحديث كل يوم عن نظريات المؤامرة، ليس فقط فى مواجهة الخصوم السياسيين، إنما لفرض حالة من الغيبوبة الكاملة التى تقضى على أى فرصة لنا فى التأثير فى البيئة الدولية.

فسقوط الطائرة الروسية وحظر سياحها للذهاب لمصر اعتبرناها مؤامرة دولية حتى لو جاءت من دولة حليفة، لا ثغرة أمنية تستوجب المراجعة والتصحيح، فالأسهل هو نظرية المؤامرة، ووقف استيراد القمح الروسى المحمل بنسبة من الإرجوت وتوابع تلك الخطوة بوقف استيراد الفواكه المصرية هو أيضا جزء من مؤامرة كونية على مصر وليس مشكلة فنية وسياسية يجب مناقشتها بشفافية.

ومع كل أزمة دولية أو تعثر اقتصادى أو غياب للسياحة وللاستثمار تصبح شماعة المؤامرة الدولية هى المفسر الوحيد، ولا نسمح حتى بمناقشة سوء الأداء الداخلى والتخبط والفوضى وغياب دولة القانون والشفافية.

والحقيقة أن العالم يتآمر فى أحيان كثيرة من أجل تحقيق مصالحه، وقد يتآمر علينا بالفعل بخطط معلنة، سواء بمشاريع استعمارية تقليدية كما جرى فى عصر التحرر الوطنى، أو بمشاريع الفوضى الخلاقة التى حاول أن يطبقها فى العراق بهدم الدولة وتفكيك الجيش وفشلت فشلا مدويا.

إن التسليم بنظرية المؤامرة على أنها قوة خارقة لا نعرف عنها شيئا ولا نستطيع أن نواجهها أمر يكرس ثقافة الاستسلام أمام مواجهة تحديات الخارج والداخل معا، فلو اهتممنا بمشكلاتنا الثقافية والسياسية والاقتصادية وعرفنا أين هى العيوب والمثالب وأين نقاط التباين التى لا تحتاج إلى مؤامرة لأنها تمثل تعارضا طبيعيا فى الرؤى والمصالح، لكان حالنا أفضل بكثير مما نحن فيه.

والحقيقة أن أخطر ما تشهده مصر الآن هو تلك العودة البليدة لنظرية المؤامرة فى التعامل مع قضايا الخلاف الداخلى وضعف التأثير الخارجى، بدلا من الاشتباك مع الواقع والاعتراف بالأخطاء والمثالب والعمل على إصلاحها.

الطريقة التى نتحدث بها عن المؤامرة هى طريقة معطلة لأى تقدم، لأنها تقدم وصفة عجز واستسلام كامل أمام مواجهة أى مشكلة فى الداخل والخارج، خاصة بعد أن أصبح حديث المؤامرة يعكس رغبة فى كبت النقاش العام وعدم فهم قيمة التنوع والاجتهادات المختلفة داخل المجتمع المصرى، وطالما اعتبرنا النقد مؤامرة، وحق أى حزب فى الوصول للسلطة مؤامرة، والشباب متآمرا وأجندات، من أجل تجاهل مسؤوليات الحكم فى بناء دولة القانون وإصلاح المؤسسات فسنبقى محلك سر.... وملتحفين بحديث المؤامرة.

GMT 01:10 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

.. وبدأت الجزيرة

GMT 08:18 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أحوال العرب

GMT 00:00 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

منتدى دندرة

GMT 00:56 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

قمة بلا جمهور

GMT 00:13 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من أضاع الجولان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محلك سر محلك سر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon