توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسعار الأدوية

  مصر اليوم -

أسعار الأدوية

بقلم - عمرو الشوبكي

فى كل مرة أسافر فيها خارج مصر أندهش من انخفاض أسعار أدوية كثيرة فى أوروبا، وارتفاع أسعارها فى مصر، صحيح أنه بعد تراجع قيمة الجنية أمام العملات الأجنبية أصبحت معظم الأدوية المصرية أرخص من نظيرتها الأجنبية، إلا أن الفارق الهائل بين الدخول والأجور بين بلادنا، ومعظم دول العالم يجعل ارتفاع أسعار الأدوية عندنا أمرا غريبا وغير مبرر.

إذا أخذت مثلا بأحد أدوية توسيع شرايين القلب فى مصر وهو ألتازيم Altiazem، فقد تضاعف سعره فى العامين الأخيرين ليصل إلى حوالى 20 جنيها (يظل رخيصا بالمعنى العالمى) فى حين أن ما يعادل هذا الدواء فرنسيا يسمى ديلتازيم Diltiazem

فقد انخفض سعرة فى السنوات العشر الأخيرة من 12 يورو إلى 3 يورو صحيح أن السعر الأخير يعادل 65 جنيها مصريا (أى أكثر من 3 أضعاف سعر نظيره المصرى) إلا أن دلالة انخفاض سعر دواء فى بلد ثرى ورأسمالى ومتقدم، وارتفاعه فى بلد فقير ونام تحتاج إلى تفسير.

إن شركات الأدوية العالمية تسعى بالطبع للربح ولكنها تنفق جزءا من أرباحها على البحث العلمى حتى تستطيع أن تنافس فى السوق وتربح أيضا بتخفيض الأسعار لا رفعها.

ولذا يبدو الأمر لافتا كيف أن بلادا فيها الحد الأدنى للأجور ما يعادل 6 آلاف جنيه مصرى، ونجد فيها تأمينا صحيا شاملا وتخفيضا متكررا فى أسعار الأدوية.

قضية الدواء فى مصر تحتاج إلى تصور متكامل للتعامل معها لا يقف فقط عند حدود فرض قيود على استيراد الدواء إنما أيضا تطوير صناعة الدواء المحلى وعدم اعتبار أدوية «الغلابة» مصدر دخل للدولة مثل الضرائب، ويجب أن نسأل أنفسنا عن أسباب استمرار ارتفاع سعر الدواء فى مصر بما فيه الأدوية التى تصنع من خامات محلية.

هناك اختراعات رددناها حتى صدقها البعض، مثل أن سعر الدواء المصرى أرخص من الأجنبى (وهو صحيح على طريقة لا تقربوا الصلاة) لكن يجب القول أيضا إن الحد الأدنى لراتب مواطن أجنبى يعادل راتب مدير عام فى مصر، كما أن تركيز الدولة والمجتمع على العمل فى البلاد المتقدمة على تخفيض أسعار الأدوية دون غيرها من السلع يعكس فلسفة أخرى غير تلك السائدة فى مصر.

فالمنافسة- والربح- لا تعنى الاستغلال والاحتكار، وأن أسعار أى سلعة لن تنخفض بالأوامر ولا بالتسعيرة الجبرية التى يتصور بعض البسطاء أنها الحل (ومع ذلك لم تفعلها الحكومة) إنما عن طريق نظام سوق اقتصادى يسمح بالمنافسة بين شركات الأدوية المختلفة ويدفعها إلى تطوير منتجاتها وتخفيض أسعارها.

فحين نربط العلم بكل مناحى الحياة فيصبح الرهان على البحث العلمى هو الطريق ليس فقط لتقديم أدوية أكثر نجاعة وتأثيرا إنما أيضا بتخفيض سعرها.

العلم وليس الشعارات هو الذى يمكن أن يغير كثيرا من واقعنا ليس فقط فى مجال صناعة الأدوية وأسعارها إنما أيضا فى كل مناحى الحياة السياسية والاقتصادية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسعار الأدوية أسعار الأدوية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon