توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثمن الانقسام الفلسطينى

  مصر اليوم -

ثمن الانقسام الفلسطينى

بقلم : عمرو الشوبكي

 ترسخ الانقسام الفلسطينى عقب السيطرة المسلحة لحركة حماس على قطاع غزة وطرد وقتل قيادات حركة فتح منها، معلنة البداية العملية لضعف الأداء الفلسطينى فى الضغط أو التفاوض مع سلطة الاحتلال الإسرائيلى مهما بلغت حدة شعاراتها المرفوعة.

إن لحظة رفع سلاح حماس على فتح فى قطاع غزة بدلا من رفعه ضد المحتل الإسرائيلى، والعمل على مدار عقدين لتحويلها لإمارة معزولة عن العالم الخارجى، والدخول فى سجالات ومزايدات صغيرة مع القيادة الفلسطينية.. ساعد الاحتلال على إحكام قبضته على الأراضى المحتلة، وترديد خطاب (حتى لو كان حجة) له ما يسنده فى أرض الواقع بأنه لا يوجد شريك فلسطينى جاهز للتفاوض.

وقد تعثرت جهود المصالحة الفلسطينية، ولم يحُل نزيف الدم الفلسطينى الذى يسقط كل يوم دون استمرار حملات التخوين المتبادلة، وكانت حركة حماس كما هى العادة سباقة فى شتم السلطة الفلسطينية، مع أنه يفترض أن معركتها الأولى مع الاحتلال الإسرائيلى.

الانقسام الفلسطينى فتح الباب أمام الكثيرين لتبرير ما يجرى فى غزة من جرائم منظمة بحق المدنيين العزّل، فلا توجد دولة فى الكرة الأرضية دللها المجتمع الدولى مثلما فعل مع إسرائيل، ومن المستحيل أن نجد دولة احتلال تضامنت معها القوى الكبرى مثلما فعلت أمريكا، ومن الصعب تبرير هذا الضعف العربى فى التعامل مع دولة خارجة على القانون مثلما يحدث مع إسرائيل.

والمؤكد أن جرائم أى دولة تكتمل حين يصبح عدد المتواطئين أكبر من عدد القادرين على مواجهتها، وتصبح الجريمة كاملة حين تمتلك ‏غطاء شرعيا لا يعتبر قتل 100 مدنى فى شهر واحد حتى جريمة «قتل خطأ»، إنما يجد لها المبررات والأعذار لكى تتحول إلى عمل ‏طبيعى، بل فى بعض الأحيان إلى نوع من الكفاح والبطولة «ضد الإرهاب».

لقد هيأت الدعاية الإسرائيلية المسرح الدولى لقبول جرائمها فى قطاع غزة، واستغلت المسرح الفلسطينى بانقسامه الداخلى واستئثار حماس بقطاع غزة وعزله عن باقى الأراضى الفلسطينية، وأخيرا، العجز العربى الدائم عن مواجهتها بالشرعية الدولية والضغوط السياسية. ‏

أعرف أن هناك مدرسة فى مصر والعالم العربى تقول دائما: حتى لو كان الفلسطينيون موحدين فلن يغيروا فى الواقع شيئا، مثلما يقولون أيضا إننا مهما غيرنا من أوضاعنا فسيفعل الأمريكيون ما يريدون لأن 99% من أوراق اللعبة فى يد أمريكا (جملة سابقة للرئيس السادات)، فلا داعى للقيام بواجبنا (our home work) من تنمية وإنجاز اقتصادى وحد أدنى من دولة قانون، وتناسى أن تحقيق ذلك سيعنى قدرة أكبر على التأثير بل التغيير فى المعادلات الدولية.

والأمر نفسه ينسحب على المعادلة الفلسطينية الداخلية، فحماس تتحمل المسؤولية الأكبر فى الانقسام الفلسطينى وفى سوء الأداء السياسى والعسكرى، كل ذلك لا يعنى مساواتها بسلطة الاحتلال كما يردد البعض، إنما يعنى ببساطة أنه لن يتعامل العالم مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية احتلال وسياسة وليست قضية إرهاب أو مساعدات إنسانية إلا لو عادت منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية لتسيطر على كامل قطاع غزة وتديره بالكامل، وتتحدث باسم الشعب الفلسطينى بخطاب مدنى يدعم النضال السلمى للشعب الفلسطينى البطل، وليس الخطاب الدينى الذى تمثله حماس.

نقلًا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثمن الانقسام الفلسطينى ثمن الانقسام الفلسطينى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon