توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هنا فاس «2-2»

  مصر اليوم -

هنا فاس «22»

بقلم عمرو الشوبكي

مدينة فاس هى واحدة من أجمل وأعرق المدن المغربية، وهى مدينة عتيقة (الوصف المغربى لقلب المدنية) محاطة بأسوار تفصل القديم عن الحديث، ولا يمكن أن تجد مبنى واحدا جديدا فى المدينة القديمة التى تجاوز عمرها أكثر من 500 عام.

الدعوة كانت من جامعة سيدى محمد بن عبدالله، أى جامعة فاس، وتحديداً من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية وهى كليه قوامها أو شعبتها الرئيسية هى كلية الحقوق التى نظمت الندوة بعنوان: «اللامركزية والدولة فى المنطقة العربية» وقدمت فيها ورقة بحثية بعنوان «بناء اللامركزية فى ظل نظام مركزى».

نزلنا فى أحد الفنادق فى قلب المدينة العتيقة والذى يسمى «الرياض» وهو قريب من بيوت القاهرة القديمة فى منطقة الحسين وإن كان يغلب على معماره الطابع الأندلسى الشهير، أما المطبخ المغربى فهو الأكثر ثراء وتنوعا فى العالم العربى.

ثلاثة مشاهد يمكن أن أقدمها للقارئ عن هذه الرحلة: الأول بدأ حين دخلنا الحرم الجامعى فلم نجد فرد أمن واحدا يقف على أبواب الجامعة يسأل من يريد الدخول عن هويته وهو أمر مدهش إذا قارناه بحال معظم الجامعات فى العالم العربى، خاصة مصر، لدرجة أنى سألت بعض الأساتذة المغاربة عن هذا الموضوع، فقال المؤيدون إن هذا هو دليل ديمقراطية البلد والسياسة الحكيمة لجلالة الملك فى الحوار مع الطلاب واستيعابهم، فى حين قال المعارضون إن فاس ضمت تاريخيا التيار الرئيسى للمعارضة، وهو ما جعل السلطة غير قادرة على فرض قمع أمنى مباشر على الطلاب.. وأياً كانت صحة الرأيين فإننا فى النهاية دخلنا جامعة بلا أى حراسة أمنية.

وأثناء أعمال الندوة وقف ما يقرب من 100 طالب أمام مدخل كلية الحقوق وهم يرفعون شعارات تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وظلوا لمدة ساعتين يهتفون ثم انصرفوا بهدوء، وسألت عميد الكلية د. عبدالعزيز الصقلى عن هؤلاء المعتقلين فأكد أنهم ليسوا معتقلين سياسيين إنما هم ارتكبوا جرائم عنف وأن هذه الشريحة التى تمثل أقل من واحد من الألف من الطلاب وتنتمى لليسار المتطرف «نتحاور معها ولا نصل لحلول».

وبعيدا عن موقف الطرفين، فسيبقى النجاح فى وجود منظومة سمحت للطلاب الذين تراهم الدولة «متطرفين» أن يتظاهروا وينصرفوا بسلمية.

أما المشهد الثانى فكان المعلومة الهامة التى ذكرها لى على العشاء عميد كلية الحقوق فى المغرب، فقد أخبرنى الرجل أن التعليم الجامعى مجانى فى كل الجامعات المغربية، وأن هناك شعبتين فى الكلية: الأولى باللغة العربية والأخرى بالفرنسية، فقلت له: وكم مصاريف الشعبة الفرنسية (مثلما هو الحال فى مصر) فقال هى مجانية أيضا فتوقعت فى بلد «فرانكفونى» مثل المغرب أن تستقطب الشعبة الفرنسية خاصة أنها بلا مقابل مادى أغلب الطلاب، ففاجأنى وقال إن نسبة الطلاب الملتحقين بالشعبة العربى تقترب من 90% والباقى فى القسم الفرنسى، ولم أخف سعادتى بهذا الخبر، رغم أن العميد كان خريج القسم الفرنسى.

أما المشهد أو النقاش الثالث فكان يتعلق بواقعة موت بائع السمك المغربى محسن فكرى، ولأن طاولة العشاء يمكن وصفها بأنها كانت محافظة سياسيا، وضمت بجانب العميد قاضية مغربية رصينة وأخرى فى القضاء الإدارى التونسى ونائب عميد كلية الحقوق وكاتب هذه السطور، الجميع اعتبروا أن رد الفعل على هذا الحادث مبالغ فيه وأنه من غير المؤكد أن تكون الشرطة قتلته، فى حين اعتبرت من جانبى أن هذا دليل حيوية المجتمع المغربى الذى لم يتسامح مع «طحن» شاب كادح بهذه الطريقة الوحشية بصرف النظر عن الملابسات، وأن تشهد 40 مدينة مغربية احتجاجات واسعة بهذه الطريقة لا يسقط فيها قتيل واحد، وتتسم جميعها بالسلمية وتتسامح السلطة مع بعض الشعارات التى رفعت ولو استثناء مثل: «محسن مات مقتول والمخزن (المقصود السلطة الملكية) هو المسؤول»، كل هذا دليل على أننا فى بلد نجح فى أن يستوعب صراعاته وتنوعاته بأكثر من وسيلة وآخرها الوسيلة الأمنية، فتقدم رغم مشاكله.

GMT 01:10 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

.. وبدأت الجزيرة

GMT 08:18 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أحوال العرب

GMT 00:00 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

منتدى دندرة

GMT 00:56 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

قمة بلا جمهور

GMT 00:13 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من أضاع الجولان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنا فاس «22» هنا فاس «22»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon