توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة إدلب

  مصر اليوم -

معركة إدلب

بقلم - عمرو الشوبكي

يحتاج الأمر معجزة أو ترتيبات كونية كبرى لتفادى معركة إدلب، آخر مواقع المعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية، بعد أن نجح الجيش السورى فى استعادة الأراضى التى وقعت فى قبضة المعارضة المسلحة، ولم يبقَ إلا إدلب التى يعيش فيها ثلاثة ملايين مواطن.

والحقيقة أن انتصار النظام بدأ عقب خطيئتين للثورة السورية: الأولى عسكرتها، والثانية سيطرتها على مدن تتصور بعض فصائلها أنها يمكن أن تردع النظام بالاختباء خلف المدنيين، وهو ما لم يحدث، فلم يفرق الشعب السورى مع النظام ولا مع الدواعش، ودفع ثمناً باهظاً وسقط ما يقرب من نصف مليون سورى ضحية تلك الحرب البشعة.

صحيح أن الحراك المدنى والشعبى الذى قمعه النظام بشدة فى بداية الثورة السورية مسؤول عن هذه العسكرة، ومع ذلك فإن خطيئة الانجرار نحو رد الفعل وحمل السلاح، وتصور أن النصر سهل، وأن إسقاط النظام بالقوة المسلحة وتفكيك ما تبقى من الدولة السورية وهزيمة جيش النظام يعنى الانتصار، والحقيقة أنه كان سيعنى هزيمة للشعب السورى لأن نجاح المعارضة المسلحة فى إسقاط النظام السيئ سيكون لصالح بدائل أكثر سوءاً وقبحاً.

إدلب هى آخر قطعة أرض فى سوريا تسيطر عليها الجماعات التكفيرية والمعارضة المسلحة، وهناك محاولات غربية تركية لتفادى الحرب وإيجاد مخرج سياسى حتى لو كان ثمنه «بيع» هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة، التى كانت حتى وقت قريب مدعومة من تركيا.

الحل فى سوريا لن يكون عسكرياً، وللأسف اعتدنا فى العالم العربى التهليل لانتصار كل فريق تبعاً للأهواء السياسية، فمازال هناك مَن يهلل حين يتقدم النظام ويقتل المدنيين قبل الإرهابيين، على اعتبار أن النصر قادم بالحسم العسكرى، تماماً مثلما هلّل فريق آخر منذ 3 أعوام لتقدم المعارضة وسيطرتها على أكثر من ثلثى سوريا، وأغمضوا أعينهم عن أن داعش وجبهة النصرة هما فى قلب هذا التقدم.

ومازال البعض يشجع النظام السورى على حسم معركة إدلب بالقوة المسلحة، حتى لو سقط نصف مليون مدنى آخر ضحايا لغارات النظام وبراميله المتفجرة أو بفعل داعش والنصرة، اللذين أخذا المدنيين كرهائن فى كل المدن التى احتلوها فى سوريا أو العراق. إن كل مَن يهلل الآن لما يصفه بـ«انتصارات النظام السورى» ينسى أو يتناسى أن الصراع فى سوريا لن يُحَلّ بالقوة المسلحة.

بقى ما يشبه الدولة فى سوريا ولكنها بقيت، وهذا فى حد ذاته إيجابى، أما الأكثر أهمية فهو فى قدرتها على لملمة جراح الشعب السورى وانقساماته العميقة، وهذا لن يتم إلا بمصلح جراح يأتى من داخل ما تبقى من الدولة السورية ويتجاوز نظام بشار الأسد والمعارضة المسلحة، ويؤسِّس لسوريا جديدة مدنية عادلة، ويمكن أن تكون ديمقراطية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة إدلب معركة إدلب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon