توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مَنْ يحمى الضعفاء؟

  مصر اليوم -

مَنْ يحمى الضعفاء

بقللم عمرو الشوبكي

كنت ومازلت مع تعويم الجنيه، وكتبت الخميس الماضى مطالباً بإنهاء هذه المهزلة التى هى أشبه بمن يضع رأسه فى الرمال مثل النعام، وأن نتوقف عن خداع النفس بأن يكون الفرق بين السعر الرسمى والحقيقى هو الضعف.

تأخر قرار التعويم التدريجى للجنيه 6 أشهر، والمفارقة أن مصر هى التى اقترحت على البنك الدولى تعويم الجنيه، وقالت إنها ستعومه على مراحل، وانتظرت حتى تدهور وضع العملة الوطنية (المتدهور أصلاً) نتيجة سياسات اقتصادية متخبطة، وأمنية خرقاء بأن أعلنت الحرب على محال الصرافة الشرعية، التى تعمل فى النور وبشكل قانونى وتحت أعين الدولة، وحولتها إلى تجارة سرية أشبه بتجارة المخدرات، وأرجعنا سبب انهيار العملة الوطنية إلى أسباب ساذجة لا علاقة لها بالانهيار الذى أصاب العملية الإنتاجية فى البلاد، وهتف محافظ البنك المركزى بشعارات عجيبة عن الجنيه الذى سيسحق الدولار، مكرراً نفس شعارات الفشل السياسى التى نشاهدها فى أسوأ البرامج الإعلامية التى تبث «نظريات» الكلام الفارغ.

إن معضلة مصر ليست فى تعويم الجنيه لأنه عَرَض لمرض وليس المرض، فسعر العملة كان يفترض منذ 4 أشهر أن يتحرك فى منطقة وسط (فى حدود 12 جنيهاً) بين سعره الرسمى وبين الـ18 أو 17 جنيهاً التى وصلها الأسبوع الماضى، قبل أن تقرر الحكومة تعويمه بسعر رسمى «13.5».

التعويم إقرار للواقع دون مواربة، ولكنه لن يحل مشكلة مصر الاقتصادية، لأن سعر الصرف هو عَرَض المرض، والتعويم سيفتح الباب لمعرفة حدود هذا المرض ومواجهته (إذا أردنا).

والحقيقة أن أسباب أزمات الاقتصاد المصرى ترجع أساساً لانهيار الاستثمارات الأجنبية وانهيار السياحة وعدم حل مشكلة 4000 مصنع أغلقت فى السنوات الخمس الأخيرة، ومعالجة أمنية أضرت بالاقتصاد قبل السياسة، فأى صورة يمكن أن نعطيها عن بلد يفترض أنه يعمل على تشجيع الاستثمار حين يهاجم أمنه مصانع الحلويات من أجل مصادرة السكر، وقبلها ما جرى مع محال الصرافة، ونظريات المؤامرة والحرب على الإرهاب التى تقريباً لا يتبنى غيرها الخطاب الرسمى، حتى أصبحت صورة مصر فى الخارج بأنها بلد غير مستقر وغير جاذب للاستثمار، والسياح فيه غير آمنين.

أزمتنا الاقتصادية والسياسية عميقة، ولم نقدم لها حلولاً لها حتى الآن، وبتعويم الجنيه أصبح قطاع واسع من الشعب المصرى فى العراء، وتضاعفت أزمته الاقتصادية، ولم تقدم الدولة حتى الآن سياسة حماية اجتماعية متكاملة تعوض الارتفاع المقبل فى الأسعار، وتراجع الدعم الحكومى للمحروقات وسلع أخرى.

صحيح هناك جهود تُبذل من أجل توسيع شبكات الضمان الاجتماعى، وربما ما كتبته وزيرة التضامن الاجتماعى فى بوابة الأهرام مبشراً رغم صعوبة الأوضاع، خاصة أنها لم تقل إننا حللنا مشكلة الحماية الاجتماعية أو خرجت علينا بهتافات وشعارات رنانة تؤخر ولا تقدم، إنما قالت بتواضع مطلوب: مصر على طريق الحماية الاجتماعية، وحددت 6 عناصر لدعم العناصر الأضعف داخل المجتمع (الحماية من المرض، سوء التغذية، حماية سكان العشوائيات الخطرة، حماية الشباب، التأمينات الاجتماعية، وحماية المسنين).

لعلها تكون بداية، رغم قناعتى بأن الأزمة أكبر من بعض الحلول الجادة والجهود المخلصة التى يقدمها بعض من فى الحكومة، ولابد من نظرة سياسية واقتصادية أشمل لمواجهة وضع عام فى البلد هو الأصعب منذ عقود.

GMT 01:10 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

.. وبدأت الجزيرة

GMT 08:18 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أحوال العرب

GMT 00:00 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

منتدى دندرة

GMT 00:56 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

قمة بلا جمهور

GMT 00:13 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من أضاع الجولان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَنْ يحمى الضعفاء مَنْ يحمى الضعفاء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon