توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطلب على السياسة

  مصر اليوم -

الطلب على السياسة

بقلم : عمرو الشوبكي

 من الصعب الفصل بين تراجع الطلب على السياسة وتراجع الاهتمام بالانتخابات، فستظل المشكلة الحقيقية فى غياب السياسة وتراجع الطلب عليها منذ تعثر مسار ثورة 25 يناير، وتنامى شعور لدى تيار واسع من المصريين بأن الجرعة السياسية الزائدة التى عرفتها البلاد عقب يناير أوصلتنا لفشل استلزم التنازل عنها.

ورغم أن سقوط حكم الإخوان جاء نتيجة استمرار الطلب الجماهيرى على السياسة، وخروج مئات الآلاف من المصريين فى مواجهة مشروع الإخوان فى التمكين الأبدى للسلطة، إلا أن الترتيبات التى أعقبت 3 يوليو أخرجت «الطلب على السياسة» من التأثير والفعل، وراج خطاب يؤكد على أن الأحزاب ضعيفة، والشعب غير مهيأ للديمقراطية، وأنه حان الوقت لكى يحكم مصر رئيس يتحدث باسم الجميع، وقال الرئيس السيسى صراحة إن الديمقراطية لن تكون قبل 25 عاما، وإنه ليس سياسياً، ويرغب أن ينجز ويبنى ويستكمل مشاريعه القومية دون ضجيج السياسة وإزعاج السياسيين.

حصيلة الوضع الحالى هى ليس فقط غياب السياسة نتيجة أسباب كثيرة، منها مسؤولية الحكم الحالى، إنما أيضا غياب الطلب عليها من قبل قطاع واسع من الجماهير.

وعلينا أن نتأمل كيف تعاملت الناس بحياد ولا مبالاة (أو بالحد الأقصى معارضة عابرة) مع كل الإجراءات التى اتخذت بحق كل من طرح نفسه للمنافسة فى انتخابات الرئاسة، ولم يهتم الناس كثيرا بالأمر وكأنه لا يعنيهم ولا يخصهم، بصرف النظر عن القيود المفروضة التى تمنع التظاهر لا الاهتمام.

ويكفى أن الفريق شفيق لم يجد من يستقبله حين عاد من منفاه من بين الـ12 مليون مصرى الذين صوتوا له فى الانتخابات التنافسية الوحيدة التى شهدتها مصر فى 2012، بل حتى حزبه أيد الرئيس السيسى منذ البداية، وتكلم قياداته كأنهم أعضاء فى حملته، وليسوا أعضاء فى حزب أسسه منافس محتمل للرئيس.

وتبقى المعضلة الحقيقية فى عدم اهتمام قطاع واسع من المصريين بالسياسة، بما يعنى أن النتيجة ستكون تراجع الاهتمام بأحد أبرز مظاهر العملية السياسية، وهى الانتخابات، سواء من كان سيذهب مؤيدا صادقا للرئيس أو معارضا له.

وعلينا ألا نندهش أن يكون كثيرا ممن تصدوا لمشهد التأييد فى الوقت الحالى من مؤيدى كل النظم، وانزوى كثير من المؤيدين الصادقين كما المعارضين تماما.

إن المشاركة الواسعة للناس فى أى عملية انتخابية (حتى لو مضمون فوز الرئيس فيها) تتطلب منافسة بين برامج وشخصيات ومدارس فكرية وسياسية مختلفة، وهو ما غاب عن هذه الانتخابات، وهذا ما قد يفسر لنا استخدام الدولة لخطاب وأدوات غير سياسية لدفع الناس للمشاركة فى انتخابات «تروح وتجىء»، وجرت الإحالة للقضايا الوطنية الكبرى للتغطية على تقييم الأداء السياسى والاقتصادى ومناقشة مشاكله وتحدياته بجرأة وشفافية.

صحيح أن مصر تعانى من مشاكل الإرهاب، ولكنها تعانى أيضا من مشكلات سوء أداء وانعدام كفاءة وغياب دولة القانون والعدالة، وهى كلها أمور تعطل مسيرة التنمية الاقتصادية قبل السياسية.

على الرئيس وأجهزة الدولة ألا تتوقع مشهدا انتخابيا مغايرا للمشهد الحالى، وإذا أردنا إصلاحه بعد الانتخابات فلن يكون بتجميله إنما بتغييره، واستعادة مضامينه الصادقة والحقيقية، على يد دولة مازالت قادرة على أن تصلح نفسها من داخلها بعيدا عن صريخ المبايعين والمهللين.

نقًلا عن المصري اليوم

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطلب على السياسة الطلب على السياسة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon