توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من كامب ديفيد إلى تيران وصنافير

  مصر اليوم -

من كامب ديفيد إلى تيران وصنافير

بقلم : عمرو الشوبكي

حين وقّع الرئيس الراحل أنور السادات على اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 اتُّهم بالخيانة من قِبَل كثير من العرب وبعض المصريين، لأنه تخلى عن القضية الفلسطينية وطبّع العلاقات مع إسرائيل قبل استعادة القدس وقيام الدولة الفلسطينية، ولم يشفع له أنه أعاد سيناء إلى حضن مصر، حتى لو اعتبرها البعض ناقصة السيادة منزوعة السلاح.

اتهام الرئيس السادات بالخيانة أمر تكرر فى تاريخنا العربى مع كثير من الزعماء والسياسيين بالحق والباطل، لكن كثيرين أعادوا الاعتبار له، كما تراجع كثير من معارضيه عن تخوينه حين اكتشفوا أن الرجل أعاد الأرض ولم يفرط فيها، حتى لو ترك القضية الفلسطينية لأهلها ولمَن قالوا إنهم حاملو لوائها، مستغلا أزمات وخلافات العالم العربى وتجاربه الفاشلة.

لقد اكتشف الجميع أن العرب الذين حاربوا السادات وخوّنوه لم يحاربوا إسرائيل ولم يحرروا القدس، إنما حاربوا بعضهم البعض، وشكّل بعضهم تحالفات نضالية «حنجورية» مثل جبهة الصمود والتصدى، التى لم تواجه إسرائيل بطلقة شاردة، إنما واجهت بعضها البعض بمؤامرات لا حصر لها (معارك حزبى البعث الحاكمين فى سوريا والعراق وغيرها).

وطنية السادات لم تعد محل شك من جانب غالبية معارضيه، أما أنصاره فقد تمسكوا بلقب «بطل الحرب والسلام»، حتى لو كان الرجل قد ارتكب أخطاء كبيرة فى إدارته السياسية فى الداخل وفى فردية كثير من قراراته فى الخارج، ورغبته الجامحة فى الظهور على ساحة الصحافة العالمية، خاصة الأمريكية، ومع ذلك ظل رئيسا مصريا وطنيا أخطأ وأصاب تبعا للتقدير السياسى لكل شخص.

والحقيقة أن خطاب التخوين عاد مرة أخرى فى مصر بعد عقود ثلاثة من الغياب (اتهم خصوم مبارك نظامه بالفساد وليس الخيانة)، وأطَلَّ برأسه مرة أخرى عقب اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، ما جعل المقارنة بين مسار كامب ديفيد و«خطافية» تيران وصنافير واردة فيما يتعلق بالأداء المصرى، وغير واردة فيما يتعلق بالبلدين اللذين وقّعنا معهما الاتفاقيتين، أى بين دولة عدوة وأخرى شقيقة.

لقد خوّن بعض المصريين النظام السياسى الحالى، واعتبروه فرّط فى الأرض وتنازل عن جزء من تراب الوطن، صحيح أن هناك تيارا آخر اعتبر أن مصر ردت الأمانة لأصحابها وأن الجزيرتين سعوديتان، إلا أن العودة للتخوين تكررت بعد أن تصورنا أن تلك الصفحة قد طُويت للأبد.

أما حين نقارن بين تحرك الرئيس السادات وتحرك الرئيس السيسى فنجد أنهما تشابها فى بعض الأمور واختلفا فى البعض الآخر، فنقطة التشابه هى عدم قبول الرأى المعارض مطلقا، فالرئيس السادات حل البرلمان عقب معارضة 15 نائبا لاتفاقية كامب ديفيد، التى لم يُعرض نصها عليهم، تماما مثلما حدث مع البرلمان الحالى، الذى لم يشاهد أعضاؤه نص اتفاقية ترسيم الحدود، فى حين تمسك النظام الحالى ببرلمانه، ولم يفكر فى حله لوجود 124 نائبا عارضوا الاتفاقية.

أما نقطة الخلاف فهى فى المجمل تتعلق بالفارق الكبير بين أداء النظامين، فقد أسست خطوة الرئيس السادات بزيارة القدس، ثم توقيع اتفاقية السلام، الأساس الفكرى والسياسى لمدرسة اليمين العربى، التى تبنت التسوية السلمية مع إسرائيل وبناء نظام رأسمالى فى الداخل فى مواجهة نظام عبدالناصر الاشتراكى، وأيضا إقامة تحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، فى حين أن اتفاقية ترسيم الحدود الأخيرة لم تعتبر أن هناك من الأصل رأيا عاما يجب إقناعه بالخطوة، أو أن هناك رسالة قانونية وسياسية يجب أن تُقال للمؤيدين، وكأن المطلوب أن يظلوا دائما من الممسوحة عقولهم.

صحيح أن توقيع اتفاقية سلام مع دولة عدوة يختلف تماما عن اتفاقية ترسيم حدود مع دولة شقيقة، إلا أن تجاهل النظام السياسى الحالى لوقع هذه الاتفاقية على قطاع واسع من المصريين- والاتهامات التى كالها البعض لكل أركان النظام، حتى وصلت للتخوين- كانت تتطلب إدارة مختلفة جذريا عما تم، فالتخوين الذى جرى فى مواجهة الرئيس السادات قابله الرجل بإنجاز عملى على الأرض ومبررات قوية قدمها لأنصاره، استطاعوا من خلالها أن يدافعوا عن خطوته وعن أخطائه أيضا، مستثمرين فشل الآخرين، فى حين أن تجربة تيران وصنافير صنعت فى كل خطوة أزمة، بدءا من عرض الاتفاقية على القضاء، ثم تجاهل أحكامه وعرضها على البرلمان، رغم الحكم القضائى، كما غاب أى كلام جاد أو رسالة سياسية تعتبر الناس رقما فى أى معادلة إلا بعض التصريحات المقتضبة لرئيس الجمهورية بعدم الحديث فى الموضوع.

ولعل المفارقة هنا أن الرئيس السادات الذى أعاد الأرض اتهمه البعض بالخيانة تماما مثلما فعل تيار آخر مع النظام الحالى، صحيح أنه مع الوقت أُعيد الاعتبار لوطنية الرئيس السادات، فهل سيُعاد الاعتبار أيضا للرئيس السيسى فيما يتعلق باتفاقية ترسيم الحدود ويثبت مع الوقت أن الجزيرتين كانتا سعوديتين، وأن الرجل لم يفرط أو يتنازل؟

لو حدث ذلك فستبقى المشكلة فى غياب أى رواية قانونية أو رسالة سياسية بالاتفاقية فى الوقت الحالى، على عكس الرئيس السادات، الذى قدم رواية سياسية متكاملة سوّقت لما هو أصعب، أى السلام مع عدو، وليس الاتفاق مع شقيق.

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من كامب ديفيد إلى تيران وصنافير من كامب ديفيد إلى تيران وصنافير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon