توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاتل مانهاتن

  مصر اليوم -

قاتل مانهاتن

بقلم : عمرو الشوبكي

قاتل حى مانهاتن فى مدينة نيويورك الأمريكية نموذج متكرر لمئات المسلمين الذين يعيشون فى عواصم غربية، وقرروا التطرف فجأة فى أعقاب فشل دراسى أو مهنى، أو تهميش اجتماعى أو عنصرى، أو اضطراب نفسى.

منفذ عملية منهاتن نموذج مثالى لهذا البروفايل المشوه «للإرهابيين الجدد»، والذى شهدنا كثيرا مثله فى أوروبا وأمريكا، فهو مهاجر مسلم من أوزبكستان، اسمه سيف الله حبيبُ اللايفيتش سايبوف، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، ويبلغ من العمر 29 عاماً، وصل إلى الولايات المتحدة قبل سبع سنوات، وأقام فى ولاية فلوريدا، إلى أن قصد نيويورك لتنفيذ عمليته الإرهابية التى انتهت بمقتل 8 أشخاص وإصابة 12 شخصا.

وسايبوف له سجل إجرامى يتضمن بالأساس مخالفات مرورية، وذكر أحد أصدقائه المقربين على موقع بى بى سى عربى: «إن تعليمه متواضع، ولم يكن مطلعًا على القرآن قبل وصوله إلى أمريكا، وفى البداية كان شخصًا عاديًّا، لكن عندما عجز عن الحصول على فرصة عمل كسائق أصبح مكتئبًا وانقطع عن الجالية الأوزبكية هنا، وسيطر عليه شعور بالغضب والكراهية».

وتقول جريدة «نيويورك تايمز» إن سايبوف كان بالكاد يتحدث الإنجليزية عندما وصل إلى الولايات المتحدة وسعى للعمل سائق شاحنة وسائق تاكسى فى شركة «أوبر».

سايبوف مثل كثيرين غيره تحولوا نحو التطرف والعنف لأسباب بالأساس اجتماعية وليست دينية، فهم من الأصل ليس لهم علاقة تذكر بالفقه الإسلامى والتفسيرات المتشددة للدين، وسماهم البعض الذئاب المنفردة لأنهم غير معروفين لأجهزة الأمن، ولا يراهم الناس كمتطرفين، كما أنهم غالبا لا ينتمون تنظيميا لتنظيم دينى متطرف، إنما يتبنون أفكاره عن بعد وفى الخفاء وبشكل منفرد أو فى لحظة تنفيذ العملية الإرهابية.

إن كل الدراسات التى خرجت لتحلل ظاهرة الإرهاب الجديد فى أوروبا وأمريكا تقول إن قلة من هؤلاء سافروا إلى سوريا وكثرة منهم تابعوا مواقع داعش ومغرياتها الإلكترونية والدعائية، وغالبيتهم الساحقة مواطنون أمريكيون أو أوروبيون من أبناء المهاجرين ومن ساكنى الضواحى الفقيرة والمهمشة، والتى يعيش فيها المهاجرون فى جيتو منعزل عن نمط الحياة الغربى، كما أنهم فشلوا فى تحقيق نجاحات مهنية فى حياتهم العملية، وعانى معظمهم من فشل دراسى مبكر، كما أن أعمارهم تتراوح بين 23 و30 عاما باستثناءات قليلة (قاتل مانهاتن يبلغ من العمر 29 عاما).

واللافت أن ماضى هؤلاء لا علاقة له لا بالدين ولا الفكر الجهادى المتطرف (كما عرفته التنظيمات الجهادية العنيفة فى سبعينيات القرن الماضى) فقد ارتكب كثير منهم جرائم جنح وسرقات وبيع مخدرات وغيرها، ومع تعمق قناعتهم بأنهم يعانون من القهر والتهميش والظلم، سواء فى أوروبا أو فى العالم العربى، بدأوا فى التحول من الإجرام إلى التكفير لتبرير العمل الإرهابى.

لو قرر ترامب إعدام قاتل مانهاتن أو غلق باب الهجرة لأمريكا فلن تحل مشكلة الإرهاب الجديد، فالقضية لم تعد أساسا دينية أوعقائدية، إنما صارت اجتماعية تتعلق بصلب المجتمعات الغربية، وتخص بشرا ولدوا وعاشوا فيها وليسوا فى غالبيتهم الساحقة مهاجرين، وما لم تحل مشكلات هذا الواقع المعاش فى الغرب والشرق فسيبقى إرهاب داعش حاضرا فى كل مكان حتى بعد هزيمة التنظيم وتفكيكه.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاتل مانهاتن قاتل مانهاتن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon