توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى سنحتفل بالثورة؟

  مصر اليوم -

متى سنحتفل بالثورة

عمرو الشوبكي

حين ترغب السلطة السياسية فى تصفية حساباتها مع نظام سبقها أو إنجاز حققه الشعب المصرى لم تختم عليه «بختم النسر» قبولا، فإنها تقلل من قيمته وتستخف منه وأحياناً كثيرة تشوهه.

حدث فى تاريخ مصر المعاصر تصفية النظم الجديدة حساباتها مع النظم القديمة، صحيح أن هذه «التصفية» كانت مشروعة فى حالة النظام الجمهورى الذى أنشئ عقب ثورة يوليو فى مواجهة النظام الملكى، فهى قطيعة طبيعية نتيجة التحول الجذرى الذى أصاب المجتمع والنظام السياسى، أما ما عدا ذلك فإن معارك التغيير فى مصر كلها هى معارك بالنقاط وليس بالضربة القاضية والتحول فيها يتم بشكل تدريجى.

وإذا كان مفهوماً أن تكره ثورة يوليو النظام الملكى فلم يكن مفهوماً أن تكره ثورة 1919، لأن الأولى تمثل النظام الذى قامت ثورة يوليو ضده، فى حين أن الثانية تمثل ثورة شعب قامت يوليو من أجله.

وتكرر الحال حتى مع إنجازات الشعب المصرى، فحين أراد الرئيس السادات أن يغير توجه مصر من الاشتراكية إلى الرأسمالية، لم يكتف بانتقاد التوجهات الاقتصادية لنظام عبدالناصر إنما شنت حملة شاملة على تجربته، وسمح للإخوان أن يقوموا بدور رئيسى فى هذه الحملة، وتحول القرار التاريخى العظيم بتأميم قناة السويس إلى خطأ، وانتصار السويس السياسى وصمود الشعب والجيش البطولى إلى هزيمة، وأهيل التراب على كل شىء ولم يكتف فقط بانتقاد السلبيات.

وجاء عصر مبارك وبقيت البلاد 30 عاماً بلا روح ولا قيمه عليا، صحيح حدث فيها بعض التقدم الاقتصادى وكان هناك تحسن فى البنية التحتية حتى نهاية عقد التسعينيات، ولكن لم يعرف الكثيرون هوية النظام ولا رسالته، وما إذا كان مع ثورة يوليو أو ضدها، ومع ثورة 1919 أو ضدها، ومع الملكية أو الجمهورية (فى ظل مشروع التوريث) أو مع الاثنين، وشهدنا فى عصر مبارك من أحبوا تاريخ الوفد والباشوات «الشيك» وكرهوا فى نفس الوقت وطنيته وليبراليته.

وجاءت ثورة يناير وتصورنا أننا دمجنا ما مثلته يناير فى مسارنا السياسى، وأصبحت لدى نظامنا السياسى قيم عليا فى الدفاع عن الحرية والكرامة والعدالة، بصرف النظر عن ممارسات بعض من حملوا اسم الثورة وبعض من حاولوا اختطافها، فإنما ستبقى دلالتها الكبرى فى تاريخنا أن هناك شعبا خرج بالملايين من أجل إسقاط نظام مستبد وفاسد، وأن المطلوب لم يكن استمرار الثورة فى الشوارع إنما تحويل رسالتها إلى نظام سياسى جديد قادر على البناء والتقدم.

والحقيقة أن ما جرى كان العكس تماما، فالكل تآمر على معنى يناير: المراهقة الثورية والنظام القديم والإخوان المسلمون (الثعالب السبع بتعبير د. عمار على حسن) وأصبح الاحتفال بالثورة مصدر خوف ورعب. وتبارى البعض فى اجتزاء معناها العام ورسالتها الكلية إلى جزئيات صغيرة وتفاصيل تافهة، فربما يكون هناك 100 أو ألف متآمر، وهناك يقيناً تنظيم كامل اسمه الإخوان المسلمين أراد اختطاف «الثورة من أجل السلطة» لحسابه الخاص، ولكن هناك ملايين من المصريين نزلوا من أجل التغيير والبناء ولا يريد البعض أن يراهم.

احتفال أى بلد بذكرى ثورته هو دليل استقرار وعلامة صحة ويعنى أيضا توافق معظم أطياف المجتمع وقواه السياسية على القيم العليا التى عبرت عنها هذه الثورة حتى لو اختلفوا فيما بينهم على مفهوم الثورة وفى برامجهم ورؤيتهم السياسية، فستبقى يناير مثل ثورة 1919 وثورة يوليو علامة فاصلة فى تاريخ مصر المعاصر شاء من شاء وأبى من أبى.

 

GMT 01:43 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

«الإخوان المسلمون»... مئة عام من الإرهاب

GMT 01:02 2018 الخميس ,12 تموز / يوليو

سرقة الفرحة

GMT 10:34 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

لماذا يكره «الإخوان» محمد صلاح؟

GMT 07:48 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تعاني وتصمد

GMT 07:58 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

معركة بين ثقافتي الحياة والموت في تونس

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى سنحتفل بالثورة متى سنحتفل بالثورة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon