توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليسوا إرهابيين.. ولكن

  مصر اليوم -

ليسوا إرهابيين ولكن

عمرو الشوبكي

الحديث عن مجموعات الألتراس فى مصر شائك، ويُثير عادة ردود فعل متباينة، وحديثنا السابق عن الألتراس ووصفهم بأنهم «ليسوا إرهابيين» كان مضمونه ضرورة احتوائهم، وضرورة امتلاك أدوات مجتمعية وسياسية لاستيعاب هذه المجاميع الشبابية، حتى لو كانت أصواتاً احتجاجية مادامت ابتعدت عن التخريب والعنف.

إن حصار الجماعات السياسية الشبابية وحبس كثير من رموزها دفع أعدادا كبيرة من الشباب إما للهجرة خارج الحدود، أو العزلة والجرى وراء لقمة العيش، أو الالتحاق بجماعات منظمة تعطيهم حيثية مثل الألتراس، التى سيتزايد تأثيرها وصوتها الاحتجاجى فى الفترة القادمة بصورة قد تفاجئ الكثيرين، وسيُعقد القمع الأمنى أو وصفهم بـ«الإرهابيين» من مشاكلهم، فى ظل غياب أى أدوات اجتماعية أو سياسية للحوار مع التنوعات الموجودة داخل المجتمع وتخفيف حدة صراعاتهم.

ورغم تمسكى بهذا الطرح «الاحتوائى»، فإن الأمر أثار اعتراضات البعض، وجاءتنى رسالتان من اثنين من أساتذة الجامعات الإقليمية، أحدهما باغتنى بسؤال أمنى عما إذا كنت أعمل فى الجامعة الأمريكية «أى أجندات محتملة» أم لا، والثانى هو تعليق د. إيمان عبدالغنى، الأستاذ فى كلية الطب جامعة الزقازيق، والتى اعتادت أن تعلق على كثير من المقالات اتفاقا أو اختلافا بصورة تُثرى بها النقاش حول الموضوع.

«الدكتور عمرو الشوبكى... أنا لا أعلم فى أى جامعة تعمل سيادتك؟ فى جامعة القاهرة أم فى الجامعة الأمريكية، ولكن أنا كأستاذ فى جامعة المنصورة وفى كلية العلوم، وأثناء مظاهرات الطلبة التى كانت معظمها تخريبية، تأكدت أن معظم مَن قام بالتخريب وكتابة العبارات البذيئة فى حق القوات المسلحة والشرطة، بل الرئيس السيسى نفسه، لم يكونوا من طلبة الإخوان الذين أعرفهم من خلال محاضراتى، نظراً لعدد الطلبة القليل الذى أقوم بتدريسه، ولكن كان معظمهم من ألتراس الأهلى والزمالك، وللأسف كان الأساتذة الإخوان هم مَن يمولونهم بالأموال ومُكبِّرات الصوت التى كانوا يُهرِّبونها فى سياراتهم، ولذلك أنا أربأ بسيادتك أن تدافع عن مجموعة من الطلبة الفاشلين دراسياً، وأنا غير موافق على الحوار معهم، بل المفروض على الدولة أن تضرب بيد من حديد على هؤلاء المشاغبين».

دكتور مبارك نجيب- كلية العلوم قسم الرياضيات جامعة المنصورة

أما الدكتورة إيمان فقالت: «السلام عليكم ورحمة الله..

أتفق مع حضرتك، هم ليسوا إرهابيين.. لكنهم همجيون (من وجهة نظرى.. بلطجية بمعنى أصح) يسهل استخدامهم وتوجيههم فى اتجاه ربما يضر بمستقبلهم كما يضر بالوطن..

عن عبارة (فى حين أن ذنب هؤلاء الشباب أنهم يعشقون وطنهم وناديهم وضحوا بالشهداء من أجل ذلك).. ما دلالات عشقهم لوطنهم أو ناديهم فى تصرفاتهم الصبيانية الغوغائية؟ وما معنى (ضحوا بالشهداء من أجل ذلك) هل استاد بورسعيد كان ميدانا للحرب ضد العدو؟.. ثم ما معنى الشهادة من أجل الوطن فيما حدث فى استاد بورسعيد؟.. وهل يوجد فى أى أبجدية فى العالم كلمة (الشهادة من أجل النادى؟)..

المفترض فى كرة القدم أنها رياضة نمارسها ونتابعها للمتعة.. وكما كان يُقال لنا إن الرياضة أخلاق.. فما الأخلاق فى تصرفات الكثيرين من المنتمين لروابط الألتراس (غير القانونية وغير الشرعية)، حتى من قبل المباراة المأساة..؟

كيف يريدون منا أن نصدق أنهم يحبون ناديهم وهم يفعلون كل ما يسىء له ولسمعته وتاريخه ويؤثر بالسلب على نتائجه؟! ألا تذكر محاولتهم اقتحام فندق إقامة اللاعبين قبل مباراة إنبى فى الكأس، وألا تذكر منعهم أتوبيس اللاعبين من الوصول لملعب المباراة فى مباراة سموحة، مما أخر المباراة لساعات.

تصرفاتهم غير قانونية، وإن لم يكونوا إرهابيين، فهم كما قال الجواهرى، شاعر العراق والعرب الكبير (1949):

ولقد رأى المستعمرون فرائساً منا... وألفوا كلب صيد سائبا

فتعهدوه فراح طوع بنانهم... يبرون أنياباً له ومخالبا

أعرفت مملكة يُباح شهيدها.. للخائنين الخادمين أجانبا

مُستأجرين يخربون بيوتهم.. ويُكافأون على الخراب رواتب

كأنه كتبها اليوم فى أفعال بعض شباب الألتراس!

إن أخلاق بعض المنتمين لروابط الألتراس لهى تعبير عن غياب كامل لدور الأسرة والمدرسة فى التربية والتهذيب ووضع أسس وقيم أخلاقية لحماية أبنائنا- مستقبلنا وتنشئته على العلم و(الأخلاق).. من أجل مستقبل أفضل نحتاج لإعادة بناء الشخصية المصرية التى قتل فيها زمن مبارك ونظام تعليمه كل أصيل وجميل.. نحتاج لتفعيل القانون وتطبيقه على الجميع.. ومطالبة الجميع باحترام أحكام القضاء واتباع السبل القانونية فى البحث عن الحقوق دون استثناءات..

لا يجوز أن نسمح للبعض- لمجرد أنهم (شباب يحبون ناديهم وأصدقاءهم)- بأن يعترضوا على المسار القانونى لقضية ما، وإلا أصبحت قاعدة يستند إليها كل مَن لا يعجبه طول الإجراءات القانونية وبطؤها، (كأهالى شهداء قسم كرداسة مثلاً) أو أسرة النائب العام الشهيد مثلاً.

حب الوطن والنادى لا يُجيز التجاوز الأخلاقى ولا العنف والتخريب والتعطيل.

كونهم (شباباً) ليس عذراً أو صك غفران أو شيكاً على بياض لارتكاب كل فعل عنيف وبذىء. أرى أن الواجب علينا هو تقويمهم ومحاولة احتوائهم.. ودمجهم فى الحياة الجادة الطبيعية بدلا عن حياة الضياع التى يحيونها..

وبعيدا عن وصف ما فيه هؤلاء الشباب بالضياع من عدمه، إلا أن المطلوب أساسا هو دور خبراء اجتماع وليس فقط رجال أمن للتعامل مع هذه الظاهرة، كما أنه مطلوب دور لأحزاب سياسية لا تحاصرها أجهزة الأمن داخل مقارها وجمعيات أهلية تعمل وسط الناس، خاصة الشباب، فالاحتواء لا يتم بقرار حكومى، إنما بنظام سياسى يُخرج من المجتمع أفضل ما فيه ويجعله قادرا على الفعل والمبادرة، وبالتالى القدرة على احتواء ظواهر مثل الألتراس وغيرها».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليسوا إرهابيين ولكن ليسوا إرهابيين ولكن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon