توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شباب وعواجيز

  مصر اليوم -

شباب وعواجيز

عمرو الشوبكي

احتج الشباب على براءة مبارك فاجتمع الرئيس مع شباب الإعلاميين، وتردد أن هناك اجتماعاً مرتقباً مع شباب القوى السياسية، ورغم أن هذا النوع من اللقاءات أمر طبيعى وربما مطلوب إلا أن صاحبته ردود أفعال صاخبة اعتدنا عليها فى مصر، محورها لماذا تمت دعوة «س» وغياب «ص»، ولماذا دعى هؤلاء وليس آخرين.

أما الغريب وربما الصادم هو ما صاحب الحديث عن لقاء آخر بين الرئيس وشباب القوى السياسية، فقد كرر البعض نفس خطاب الفشل الذى سمعناه على مدار ما يقرب من 4 سنوات، وطالب بعضهم أو قلة منهم بضرورة القضاء على «دولة العواجيز» التى قامت الثورة ضدها وإحلال الشباب أو تمكينهم بدلا منها، ولم نسمع حرفا واحدا عن برامج لتأهيل الشباب وإعدادهم للبرلمان والمحليات، إنما وظائف حكومية يتم اقتسامها وتوزيعها بمنطق الغنائم.

والحقيقة أن الشباب ليس مهنة أو وظيفة، وأن التحدى الذى يواجه مصر ليس فى تمكين الشباب، إنما فى تأهيلهم قبل تمكينهم، وأن تصوير الأمر على أنه صراع بين عواجيز وشباب لا علاقة له بجوهر المشكلة، فلو افترضنا أننا سنتخلص من كل من بلغ من العمر 60 أو 70 عاما ومنعنا كل من تجاوز الخمسين من الترشح فى كل مناصب الدولة، وقصرنا الأمر على الشباب من سن 25 عاما حتى 40 عاما، فهل بذلك نكون «حلينا» مشكلة الشباب؟

الإجابة قطعا لا، لأننا بعد أن نقصى كل العواجيز ما هى المعايير التى سنميز فيها بين الشباب؟ وعلى أى أساس سنمكنهم؟ هل سنختار شابا لأنه ثورى وصوته عال؟ أم سنختار آخر لأنه مطيع وينام مبكرا ويصحو مبكرا؟ والحقيقة أن خضوع الدولة لنظرية الإقصاء الجيلى سيقضى على فرص الشباب الجاد الذى ستكون معايير اختياره وتصعيده قائمة على المزج بين مهاراته المهنية والسياسية، وأننا لابد أن نعلم أن الشعر الأبيض وجيل «العواجيز» كثيراً ما كان حلاً لخلافات الشباب مع بعضهم البعض.

إن تجارب الدنيا كلها لا تجد فيها أحدا يتحدث بهذه الروح الإقصائية إلا عندنا، فالكبار يجب أن يختفوا من الحياة، ليس لأنهم غير أكفاء، إنما لأنهم كبروا فى السن، والشباب هم شوية عيال ومراهقون ضيعوا البلد، وهى حالة مرضية لا تبنى طوبة واحدة ولا ترسى قيمة إيجابية واحدة، لأن العالم حولنا يدار بمنطق الشراكة بين الأجيال، وتجد الأحزاب والمؤسسات والفرق الرئاسية عبارة عن خليط يفرح بين الأجيال المختلفة تتعاون فيما بينها، ومعيار اختيارها هو الكفاءة وليس السن.

إن الانتماء للشباب ليس عملاً أو مهنة فى ذاتها، فهناك شباب يتعلم كل يوم وقادر على النقد والبناء فى نفس الوقت، وهناك شباب يناضل كل يوم على الفيس بوك، وهناك من لم يعرف إلا خطاب يسقط كل نظام وأى رئيس، وإذا طلبت منه إدارة كشك سجائر خلف بيتهم فلن يفلح.

الجميع مطالب بأن يدخل فى منافسة مع كل الأجيال، ومهمة الدولة وضع منظومة عادلة تضمن أن تكون مخرجات هذا التنافس لصالح الأفضل والأكفأ من أى جيل، أما التعامل مع الأمر على أن هناك كعكة يجب اقتسامها، وأن هناك من يرغب فى أخذ نصيبه منها على أساس معيار وحيد هو أنه شاب، فتلك بداية جديدة للفشل، لأنها نفس المعيار الذى جعل معدومى الكفاءة والخيال يبقون فى كراسيهم سنوات طويلة بحجة أنهم كبار وأهل خبرة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شباب وعواجيز شباب وعواجيز



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon