توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرمان

  مصر اليوم -

الحرمان

عمرو الشوبكي

سافرت بالطائرة مئات المرات ورأيت عجائب من شركات الطيران، غير أن هناك تجربة مررت بها ما زالت ترد على بالى مصحوبة بالدهشة كلما تذكرتها. أخذت الطائرة من مدينة فانكوفر بمقاطعة كولومبيا البريطانية فى أقصى الغرب الكندى إلى مدينة مونتريال بمقاطعة كويبك فى الشرق..

الرحلة طويلة رغم أنها داخلية وزمنها يربو على ست ساعات، ولقد تلطفت شركة إير كندا فمنحتنى تذكرة مجانية على درجة رجال الأعمال باعتبارى وقتها مديراً لشركة طيران. جلسنا استعداداً للإقلاع وقام بعض أفراد الطاقم بعدّ الركاب فى مقاعدهم، وقد وضح أن الرحلة ممتلئة. بعد قليل أقلعت الطائرة فأخرجت كتاباً رأيت أن أستعين به لقطع الوقت، ثم بدأت روائح الطعام تهل أثناء تسخين الوجبات تمهيداً لتقديم الغداء للركاب. وللحق.. كانت الرائحة طيبة وتشى بوجبة دسمة مما حفز الغدد اللعابية على العمل وأيقظ المعدة الخالية لتبدأ فى إفراز العصارة للطعام القادم.

كانت وجبات درجة البيزنس أكثر تميزاً بطبيعة الحال، ورأيت المضيفات وهن يقدمن الطعام بمهارة ورشاقة، لكنى مع ذلك لاحظت أن المضيفة تجاوزتنى أكثر من مرة وقدمت الطعام للراكبة الجالسة بجوارى ثم قدمت للمقاعد المحاذية لى والمقاعد التى تسبقنى والأخرى التى تلينى.. كل الركاب بمقصورتنا اختاروا طعامهم وشرعوا فى الأكل بينما أنا الوحيد الذى ما زال فى الانتظار. فى البداية كبحت غضبى وانتظرت أن ينتبهوا أننى لا آكل مثل الآخرين، ثم علا صوتى منبهاً: إيه يا جماعة.. أنا معكم على هذه الرحلة إن كنتم لا تروننى!. ابتسمت المضيفة فى ود ثم اقتربت منى وقالت هامسة: متأسفون جداً ولكن تذكرتك مجانية!. قلت فى دهشة: وماذا يعنى هذا؟ هل صاحب التذكرة المجانية بلا جهاز هضمى ولا يحتاج للطعام؟..

لقد ركبت فى رحلات مماثلة عشرات المرات ولم يحدث أن منعت شركة الطيران عنى الطعام بحجة أن التذكرة مجانية.. ثم أضفت: وعلى شركتكم هذه أتيت منذ يومين إلى فانكوفر، وتم تقديم وجبة لى أسوة ببقية الركاب. ردت المضيفة بلهجة حيادية: سيدى لقد صعد أحد الركاب بعد أن اشترى تذكرة فى اللحظة الأخيرة ولم يكن من المتيسر طلب وجبات إضافية حتى نقلع فى الميعاد، لهذا فقد عملنا بما ينص عليه «دليل العمل» واستثنينا الراكب المجانى ونحن نأمل أن يقدّر موقفنا باعتباره زميلا فى نفس المهنة. وجدتنى أرمقها بابتسامة يائسة وأنا أقول: أنا موافق على وجبة من وجبات الدرجة السياحية لو كان لديك منها. قالت وعلامات الخجل تبدو عليها: نعم لدينا وجبات إيكونومى، لكنك بالضرورة تعلم أننا لا يمكن أن نقدم مستويين من الطعام على نفس الدرجة.. هذا خرق لبروتوكول العمل. كنت أعلم أن كلامها صحيح لكننى كنت أتضور جوعاً ولم أكن قد أفطرت بالفندق قبل الذهاب للمطار. قلت فى محاولة أخيرة: بعض شركات الطيران تبيع وجبات بالفلوس.. لو كان لديكم أى شىء يؤكل أنا مستعد لدفع ثمنه. اعتذرت بأدب ثم انسحبت.

عندما كانت الطائرة تهم بالهبوط فى مونتريال ليلاً، قررت أن أتوجه لأحد مطاعم المطار لألتهم كل ما أستطيع من طعام.. لكن الغريب أننى وبينما أقترب من المطعم شعرت أن الجوع يتلاشى وأننى لا أرغب فى الطعام كما كنت أظن. لقد كان الشعور بالحرمان هو ما يضغط علىّ وليس الشعور بالجوع!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرمان الحرمان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon