توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أم المعارك

  مصر اليوم -

أم المعارك

عمرو الشوبكي

 فى 2 أغسطس 1990 قرر الرئيس العراقى الراحل صدام حسين غزو واحتلال الكويت، ليمثل نقطة تحول فاصلة فى تاريخ العلاقة بين نمط من الدول الوطنية العربية، وبين القوى الكبرى، وفتح الباب لتدخلات خارجية اعتبرها كثيرون بداية نهاية النظام الإقليمى العربى.

دخل صدام الكويت محتلا وغازيا، وجاءت قوات 31 دولة على رأسها الولايات المتحدة لتخرجه بالقوة من الكويت وتوجه الضربة العسكرية الأكثر إيلاما للجيش والدولة العراقية.

قال صدام ومناصروه أن الأمريكان خدعوه، وأن السفيرة الأمريكية فى العراق أعطته إشارات بأن غزو الكويت واحتلال أجزاء منه أمر لا يعنى الأمريكان كثيرا، وهو نوع من المراوغة التى لا يمكن أن تنطلى على طالب مبتدئ للعلوم السياسية والاستراتيجية، ووقع فيها القائد والزعيم الملهم.

خطيئة صدام حسين بغزوه الكويت أنه فتح الباب أمام أمريكا لتنفيذ جريمتها كاملة وتدمير العراق وحصاره وليس فقط إسقاط صدام، فقادت تحالفا دوليا شاركت فيه مصر والسعودية وسوريا ودول عربية أخرى بغرض تحرير الكويت وليس تدمير العراق.

لم يقف التدمير الذى تعرَّض له العراق عند حدود الأسلحة والصناعات العسكرية، إنما امتد إلى صُلب الاقتصاد العراقى. وزادت نسبة الخسائر فى الأرواح بين العسكريين العراقيين على مثيلاتها بين العسكريين فى الحربين العالميتين الأولى والثانية.

وشنت قوات التحالف حملتها الجوية على العراق بعد استصدار الأمم المتحدة القرار رقم 678، الذى أجاز استخدام القوة، وبدأت الحرب فى 17 يناير 1991، وتعرض العراق للقصف بعدد هائل من القنابل والصواريخ، بلغ وزنها حوالى 88.500 طناً. أى ما يعادل 7.5 قنبلة ذرية من حجم القنبلة التى ألقيت على هيروشيما فى نهاية الحرب العالمية الثانية، وبلغ عدد المهمات الجوية 108.043، نفذت القوات الجوية الأمريكية 83.6 بالمائة منها، كما بلغ عدد القوات الأمريكية 540.331 من مجمل قوات التحالف والتى بلغت 630.282، أى بنسبة 86 بالمائة من تلك القوات بما يعنى أن هذه الحرب خططت ونفذت أساسا بقوات وأسلحة أمريكية.

واستمرت الحرب مدة 38 يوماً وانتهت بهزيمة العراق وتدمير قدراته العسكرية والمدنية ثم حصاره حتى الغزو الأمريكى للعراق فى 2003.

«أم المعارك» لم تكن مجرد هزيمة عسكرية لبلد عربى مثلما جرى مع مصر فى 67 إنما كانت بداية فكرة إعادة بناء النظام العربى على أسس جديدة تهندسها الأيادى الخارجية والأمريكية.

مخطئ من يتجاهل مسؤولية نظام صدام حسين على مساعدة الأمريكان على التقدم بهذا الخيار، ومخطئ من يقول إن النظم العربية الاستبدادية لم تكن مسؤولة بأخطائها الجسيمة عن فتح الباب لتنفيذ هذا المخطط.

لقد بقيت الدولة الوطنية فى مصر صامدة رغم أخطائها وحملات التجريف التى أصابتها لأنها حافظت على جانب من تقاليد الدول الحديثة، على عكس ماجرى فى العراق وسوريا وليبيا التى غابت عنها هذه التقاليد فكان الانهيار مدويا.

مصر هزمت فى 67 وعبدالناصر اعترف بهزيمته وقرر التنحى عن السلطة، وصدام هزم فى حرب تحرير الكويت فخرج شاهرا بندقيته ويقول انتصرنا لأن الأمريكان فشلوا فى إسقاط صدام حسين.

عبدالناصر لم يغز السوادن أو ليبيا ويقدم حججا تبرر هذا الغزو مثلما فعل صدام حين برر غزوه للكويت بأنه من أجل تحرير فلسطين، فالأول دخل المعارك الصحيحة وفشل فى إدارة بعضها (67)، والثانى دخل المعارك الخاطئة والإدارة الخاطئة. مؤامرت الخارج مؤكدة ومسؤولة عما أصابنا، ولكن استبداد الداخل وفشله مسؤول أيضا عن مآسينا وبنفس القدر وربما يفوق مسؤولية الخارج.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أم المعارك أم المعارك



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon