توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيد قطب يحكم

  مصر اليوم -

سيد قطب يحكم

محمد سلماوي

الآن وقد وصلنا إلى الأيام الأخيرة من عام 2014 أستطيع أن أؤكد أن كتاب حلمى النمنم «سيد قطب: سيرة التحولات»، الذى أصدرته دار «الكرمة» للنشر، من أهم الكتب التى صدرت هذا العام، إن لم يكن أهمها على الإطلاق.

فعلى مدى 281 صفحة يقدم المؤلف دراسة شيقة وعميقة فى آن واحد للتاريخ الفكرى لواحد من أهم الشخصيات التى أثرت فى حياتنا منذ أواسط القرن الماضى، وهو سيد قطب، الذى بدأ حياته شاعراً وناقداً أدبياً، وتخبطت حياته ما بين المواقف الفكرية المتناقضة إلى أن انتهى على حبل المشنقة مدانا فى قضية سياسية.

ويرصد حلمى النمنم بدقة الباحث تحول سيد قطب من عالم الأدب، الذى انقلب عليه، إلى الماسونية التى جاهر بها فى مقاله الشهير «لماذا صرت ماسونياً؟»، والتى انقلب عليها هى الأخرى ليصبح إسلامياً تكفيرياً، كما يرصد تطرفه نحو الشيعة ثم تحوله عنهم، إلى فكر الخوارج الذين قتلوا على بن أبى.

وقد يرى البعض فى ذلك التنوع الفكرى ثراء يحمد عليه صاحبه، فحين يقال إن أحد أكبر المفكرين الدينيين يكتب الشعر فهذا يعنى أنه مفكر موسوعى، تتنوع معارفه وتتشعب اهتماماته، لكن ذلك فى حالة سيد قطب، كما يتضح من الكتاب، تخبط وتطرف من النقيض إلى النقيض، وهو ما يشير إلى بنية فكرية مرتعشة تحتمى بالتشدد لتخفى ضعفها وترددها.

وفى هذا الكتاب القيم يثبت المؤلف زيف بعض الأقوال التى ذاعت عن سيد قطب فصارت الآن من المسلمات، مثل القول بأنه أول من لفت النظر إلى نجيب محفوظ وكتب عنه، ومثل أنه تحول إلى الفكر الإسلامى بعد أن عايش الانحلال الخلقى أثناء رحلته إلى الولايات المتحدة، ومثل أنه دعا إلى العنف على أثر التعذيب الذى تعرض له فى سجون عبدالناصر، ويثبت الكتاب من خلال الوقائع التاريخية أن تلك كلها أكاذيب كان يروج لها من يدينون بالولاء الفكرى لسيد قطب ويؤمنون بفكره التكفيرى الهدام.

أما تغلغل هذا الفكر فى الأيديولوجية السياسية لجماعة الإخوان، فهو أهم ما فى هذا الكتاب الذى يثبت بالبحث والدراسة أن الإخوان لم يبرحوا فكر سيد قطب التكفيرى فى أى وقت من تاريخهم، سواء وهم يمارسون التفجيرات والاغتيال، أو وهم يعلنون نبذ العنف، بل هو يثبت أن طغمة الإخوان التى حكمت مصر خلال السنة التى انتخب فيها محمد مرسى رئيساً كانت كلها من أتباع سيد قطب، والمتشيعين له، من محمد بديع، المرشد العام، إلى نائبه الأول خيرت الشاطر إلى محمد مرسى نفسه، فهذا الكتاب هو دراسة لا غنى عنها لفكر الرجل الذى كان يحكمنا خلال فترة تولى الإخوان، والذى مازال فكره يتحكم فى حركات ما يسمى بالإسلام السياسى. (يتبع)

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيد قطب يحكم سيد قطب يحكم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon