توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب يهدد أمن وسلامة العالم

  مصر اليوم -

ترامب يهدد أمن وسلامة العالم

بقلم : محمد سلماوي

 لا يبدو أن كوارث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ستتوقف أو تخف حدتها قبل أن يترك الرئاسة ويغادر البيت الأبيض، وآخر تلك الكوارث التى أفزعت الكثيرين داخل أمريكا وخارجها هى تنحيته مستشار الأمن القومى هربرت ريموند ماكماستر وتعيينه جون بولتون بدلا منه والمعروف بمواقفه المتطرفة لمصلحة إسرائيل وضد العرب، وهو من المؤمنين بضرورة ضرب ايران بالقنابل، ولا يرى ما يمنع من استخدام الأسلحة النووية ضد أعداء أمريكا، وقد عبر بعض المراقبين داخل الولايات المتحدة عن استيائهم لهذا الاختيار قائلين إن بولتون له موقف ايديولوجى واضح يحول دون أدائه لمهمته التى تحتم عليه تقديم مختلف البدائل للرئيس.

وكان ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية منذ عام 2003 قد وجه نقدا خطيرا للسياسة الخارجية لدونالد ترامب باعتبارها تسعى لشن الحرب على ثلاث جبهات فى نفس الوقت، هى إيران والصين وكوريا الشمالية، مما يجعل اللحظة الراهنة أخطر لحظات التاريخ الأمريكى الحديث، وقد جاء اختيار جون بولتون ليؤكد أن المواجهة ستزداد خطورة فى المرحلة المقبلة بسبب مواقف بولتون الأكثر تطرفا من ترامب على كل من هذه الجبهات.

وربما كانت أخطر أفكار بولتون هى المتعلقة بالإسلام والمسلمين الذين يتهمهم باستمرار بالإرهاب وبالعداء للغرب، وما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى حيث، أعلن أكثر من مرة تأييده المطلق لرئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف بنيامين نيتانياهو فى رفضه لحل الدولتين، فهو لا يرى هناك كيانا يسمى فلسطين، وما الهدف من المطالبة بالدولة الفلسطينية إلا مهاجمة اسرائيل وإضعاف قوتها، وهو يدعو لإلحاق الضفة الغربية بالأردن، وغزة بمصر.

ورغم مهاجمة ترامب أكثر من مرة الحرب فى العراق فإن مستشار الأمن القومى الجديد كان ومازال من أشد المؤيدين لغزو العراق، ويرى أنه كان يجب أن يتم أيضا غزو سوريا قبل سحب القوات الأمريكية من المنطقة، وإسقاط بشار الأسد كما تم إسقاط صدام حسين، ويعتبر بولتون الرمز الحى لكل ما يرفضه الرأى العام الأمريكى والعالمى فى غزو العراق، وقد صرح عام 2015 بأنه لا يزال يؤمن بجدوى الحرب على العراق، ويرى أن القرار الكارثى كان الانسحاب من العراق وليس غزوها، وأنه كان يجب على القوات الأمريكية أن تبقى فى العراق بشكل دائم.

وفى عام 2002 وقت كان وكيلا لوزارة الخارجية طالب جون بولتون الإدارة الأمريكية بضرورة غزو كوبا لنفس السبب الذى غزت به العراق، وهو امتلاك كوبا أسلحة دمار شامل، مؤكدا أن كوبا لديها أسلحة بيولوجية، وأنها قد تمد بها ليبيا وسوريا، ولما كانت تلك هى المرة الأولى التى يتهم فيها مسئول أمريكى كوبا بامتلاك أسلحة دمار شامل، فقد حاولت جريدة زنيويورك تايمزس الحصول منه على أدلة تثبت هذا الاتهام، لكنها لم تحصل منه على شيء.

ويطبق جون بولتون منطقه المتطرف والذى يؤمن بالتدخل العسكرى الأمريكى فى أى بقعة من العالم، وباستخدام السلاح بدلا من الدبلوماسية، كلما كانت هناك مصلحة لأمريكا فى ذلك من وجهة نظره، وهو يدعو للتدخل العسكرى أولا، ثم بعد ذلك يمكن بحث سبل الانسحاب أو عدم الانسحاب، وقد دعا فى عام 2011 الى ضرورة اغتيال القذافى واصفا ذلك بأنه هدف شرعى، قائلا إن الزعيم الليبى الراحل قتل مدنيين أمريكيين ولم تتم محاسبته «لذلك لا أتردد إطلاقا فى الدعوة لقتله» وفى خطاب آخر فى نفس السنة قال «إنه سيسعد إذا تم نفى القذافى خارج ليبيا، لكن الأسهل هو قتله ووضع قيادة أخرى مكانه». كذلك فهو دائم التحذير من أن تدع الولايات المتحدة فرصة شن الحرب ضد كوريا الشمالية تفلت من يدى البيت الأبيض.

أما فيما يتعلق بإيران فقد طالب بولتون أكثر من مرة بضرورة ضرب إيران، وكتب فى «نيويورك تايمز» عام 2015 مقالا بعنوان «للقضاء على قنبلة إيران، اضربوا ايران» أكد فيه أن القوة العسكرية وحدها هى القادرة على تحقيق المطلوب، وقدم خطة أثارت دهشة الكثيرين تقضى بضرب المفاعلات النووية الإيرانية وتغيير نظام الحكم الإيرانى، على غرار أسلوبنا الناجح فى تغيير الحكم فى الشرق الأوسط على حد تعبيره، وقد كانت حيثيات تلك الدعوة تتلخص فى أن نجاح إيران فى الحصول على السلاح النووى سيدفع دولا أخرى فى المنطقة للحصول عليه، ورغم أن بولتون لم يتحدث فى مقاله المذكور عن إسرائيل، إلا أن الموقف الذى دعا إليه هو نفسه موقف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو من إيران وحثه إدارات أمريكية متتالية على ضرورة ضربها، كما أن الحجة التى دفع بها بولتون لتبرير ضرب إيران تنطبق على إسرائيل التى تمتلك بالفعل السلاح النووى أكثر مما تنطبق على إيران التى مازال امتلاكها للسلاح النووى موضع خلاف، فما من شك أن الترسانة النووية الإسرائيلية تثير المخاوف فى المنطقة، ويمكن أن تدفع جيرانها الى السعى لامتلاك السلاح النووى، لكن بولتون لم يذكر إسرائيل من قريب أو بعيد، وكأن خطر امتلاك السلاح النووى لا ينطبق عليها، بل لقد وصل به حد التهور لأن يطالب إسرائيل صراحة باستخدام سلاحها النووى ضد إيران، ففى محاضرة له فى جامعة شيكاغو عام 2009 قال إنه «ما لم تكن إسرائيل على استعداد لاستخدام السلاح النووى ضد البرنامج النووى الإيرانى، فإن إيران ستمتلك السلاح النووى فى المستقبل القريب» وقد كانت تلك هى المرة الوحيدة التى تدعو فيها أى جهة فى العالم إحدى الدول لاستخدام السلاح النووى ضد دولة أخرى، فى الوقت الذى يدعو الجميع للامتناع عن استخدام ذلك السلاح المدمر، والذى تمتد آثاره إلى خارج حدود الدول المستهدفة، ناهيك عن انتهاك مثل هذا العمل المتهور وغير المسئول لجميع القوانين والأعراف الدولية.

ويؤخذ على جون بولتون أنه دائم الاتصال بمسئولى المخابرات الإسرائيلية «الموساد» دون الحصول على إذن مسبق من وزارة الخارجية الأمريكية كما تقضى القوانين الأمريكية. هذه بعض أفكار ومواقف الرجل الذى اختاره دونالد ترامب مستشارا للأمن القومى الأمريكى والذى يهدد به فى الحقيقة ليس الأمن القومى الأمريكى وحده، وانما أمن وسلامة العالم أجمع.

نقلاً عن الآهرام القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يهدد أمن وسلامة العالم ترامب يهدد أمن وسلامة العالم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon