توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سميح القاسم

  مصر اليوم -

سميح القاسم

محمد سلماوي

أقطع حديثى عن تقرير «هيومان رايتس ووتش» بهذه الفجيعة التى أصابت الشعر العربى برحيل الشاعر الفلسطينى الكبير سميح القاسم، الذى صارع المرض طوال السنتين الماضيتين، وكنا نقلق عليه كلما اشتد عليه المرض، لكننا مع ذلك فُجعنا لرحيله، وكأننا لم نكن نعلم أن أيامه «معدودة»، كما قال لى فى آخر محادثة تليفونية بيننا، بعد أيام من الحرب الحالية على غزة.

مازلت أسمع صوته الواهى الحزين وهو يقول: ليست هذه أول حرب تشنها قوات الاحتلال على السكان العزل فى غزة، ولن تكون الأخيرة، لكنها بالتأكيد من أشرس ما تعرض له سكان القطاع حتى الآن، وروى لى أشياء يشيب لها الولدان، وسألته عن صحته، فقال ضاحكاً: يسألونك عن الصحة، قل الصحة من علم ربى وما أوتيت من العلم إلا قليلاً.

وقد جمعتنى بسميح صداقة ممتدة عبر السنين، ونزل ضيفاً علينا فى اتحاد كتاب مصر أكثر من مرة، كان من بينها يوم فاز بجائزة نجيب محفوظ التى يمنحها الاتحاد سنوياً لكاتب عربى، حيث قال يومها: أنا أوفر حظاً من نجيب محفوظ، فجائزتى تحمل اسم رجل من أنبل من عرفتهم فى حياتى، وهو عبقرى الرواية العربية الذى ساهم فى تشكيل وجدان جيل كامل من القراء، أما محفوظ فجائزته تحمل اسم ألفريد نوبل الذى تسبب فى الدمار والهلاك باختراعه الديناميت.

وقد وصل سميح القاسم إلى أعلى المراتب التى يمكن أن يصلها أى فنان، وهى أن يصبح رمزاً لوطنه كالعلم أو النشيد الوطنى أو المعلم التاريخى، فمثلما يرمز لبريطانيا بشكسبير أو بنهر التايمز، أو يرمز لفرنسا ببرج إيفل أو نشيد «المارسييز»، فسيظل يرمز لفلسطين بسميح القاسم ومحمود درويش وقبة الصخرة وبيارات البرتقال بيافا.

لقد نجح سميح القاسم فى أن يوحد بين البصمة الشعرية التى تركها على الشعر العربى وبين صوت القضية الذى تحول من خلال شعره وشعر رفيق دربه محمود درويش إلى صيحة ألم وثورة عابرة للحدود الجغرافية ومتخطية الأجيال الإنسانية، وهو ممن رفضوا مغادرة فلسطين، رغم الإرهاب الصهيونى الذى تعرض له السكان العرب، وتحمل الاضطهاد الناتج عن العيش تحت الاحتلال الاستيطانى الذى لا يعترف بحقوق المواطنين الذين اغتصبت أراضيهم وصُودرت ممتلكاتهم، لكنه ظل شوكة فى حلق الاحتلال حتى فرض صوته على العالم، فتُرجمت أشعاره إلى لغات العالم بما فى ذلك اللغة العبرية، ومن خلاله تعاطف الناس مع معاناة الشعب الفلسطينى، وقد فرضت أشعار سميح القاسم ومحمود درويش نفسها على المحتل نفسه، فدخل بعضها لأول مرة ضمن المقررات الدراسية فى المدارس الإسرائيلية.

رحم الله سميح القاسم، صوت القضية الفلسطينية، وجزاه خيراً بقدر ما خدم قضية وطنه ورفع من شأن الشعر العربى المعاصر.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سميح القاسم سميح القاسم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon