فاروق جويدة
عندى سؤال أتمنى ان نطرحه على أنفسنا علنا نجد الإجابة..بعد ان شاهدنا طوال أيام رمضان الشهر المبارك أكثر من 40 مسلسلا تكلفت
أكثر من مليار جنيه وبعد ان عانينا من صخب الإعلانات التى تكلفت هى الأخرى أكثر من مليار جنيه ماذا بقى من هذا كله في عقولنا وماذا استفدنا من كل ما شاهدناه؟! هل أصبحنا أكثر ثقافة؟! هل صرنا أكثر رقيا؟! هل أصبحنا أكثر تحضرا هل حملت لنا هذه الأعمال شيئا من التفاؤل ام ازددنا إحباطا..ان اى عمل فنى لا بد ان تكون له نتيجة، ان يحزن الإنسان أو يضحك أو يبتسم أو يكره حياته أو يحبها أكثر..كل هذه الاسئلة ستكون الإجابة عنها هى المؤشر الذى يؤكد لنا ان الأموال التى انفقناها على المسلسلات والإعلانات قد حققت شيئا.. وللإجابة أقول: لا اعتقد ان ما شاهدناه قد اضاف لعقولنا شيئا بل ان هذه المسلسلات تشبه تماما برامج التوك شو التى شوهت عقول المصريين طوال أربعة أعوام كاملة..ربما ازداد البعض منا تخلفا وهو يشاهد هذا الكم من التفاهات والسذاجة الشىء المؤكد ان برامج المقالب زادت الناس توترا وغضبا وسخطا على هذا الاستخفاف بعقول الناس.. وعلينا ان نراجع الآن قوائم الإدمان وسوف نكتشف بالأرقام ان المسلسلات شاركت بالفعل في زيادة أعداد المدمنين.. كما إنها بكل تأكيد كانت سببا في خراب بيوت كثيرة أمام الاعتداء بالضرب على الزوجات لاشك ان هذا الضرب الوحشى سوف يرفع نسبة العنوسة بين الفتيات فليس من الحكمة ان تدخل فتاة بيت الزوجية وهى تعلم هذا المصير المؤلم الذى ينتظرها في احد المستشفيات، لان زوجها كسر عظامها ضربا..اننى أتمنى ان تطرح إحدى الفضائيات هذه التساؤلات على المواطنين الذين تحملوا الكارثة طوال ايام الشهر الكريم..والسؤال الأخير هذه الملايين التى تبخرت مع دخان المدمنين وعبث المغامرين الم يكن أولى بها مرضى فيروس «سى» ومعهد القلب وقصر العينى ومستشفى الحميات والعباسية..الم يكن أولى بها مدارسنا التى لا توجد فيها دورات مياه للتلاميذ ومستشفياتنا المكدسة بآلاف المرضى..قد يرد البعض انت لا تحترم الفن..وانا اقول ان الفن على رأسى بشرط واحد ان ينير عقلا ويسعد ناسا ويطهر وجدانا.