فاروق جويدة
لم تكن المرة الأولي التي يزور فيها مهاتير محمد القاهرة ويقدم حصاد تجربة ماليزيا للمسئولين في مصر..
لقد القي مهاتير أكثر من محاضرة وقدم الكثير من الوصايا للنظام السابق ولم يعمل بها احد.. وامام قيادات الإخوان المسلمين اعاد الرجل الكثير من نصائحه وتوجيهاته لأول تجربة لحكم إسلامي في مصر قال مهاتير عليكم ان تقدموا تجربة مصرية خالصة والا تنقلوا تجارب الآخرين لأن لكل مجتمع خصوصياته الثقافية والحضارية.. في ماليزيا سائح لكل مواطن واصبح عدد السياح الآن26 مليون سائح وكان دخل الفرد350 دولارا واصبح الأن8 الاف دولار.. واوصي مهاتير حكومة مصر بالا تتبع نصائح صندوق النقد الدولي وأكد انها في أحيان كثيرة تتعارض مع مصالح الشعوب وان ماليزيا تصدر الأن80% من إنتاج شعبها..وأكد مهاتير ضرورة الوفاق الوطني خاصة في مجتمعات تتعدد فيها الديانات والعقائد ما بين الإسلام والمسيحية والبوزية وان علي الشعب ان يعمل وان تتوحد إرادته نحو البناء وان البطالة اسوأ الأمراض الإجتماعية لأنها اساس الصراعات الإجتماعية والجرائم وان المواطن لابد وان يشعر انه صاحب حق في وطنه بالعمل والإنتاج والحياة الكريمة وعلي المواطنين ان يتخلصوا من الخلافات السياسية والصراعات من أجل إعادة البناء وان الديمقراطية هي الطريق الوحيد للصراع السياسي والفكري وان الصكوك فيها شبهة الربا ولذلك رفضناها..هذا الكلام قاله مهاتير محمد أكثر من مرة لرموز النظام السابق ولم يعملوا به..والأن جاء الرجل ليؤكد ان الحل في العمل والإنتاج..والسياحة والاستثمار والتعليم والتصدير ورفع مستوي المعيشة وإيجاد فرص عمل للشباب حتي لا يخرجون للشوارع ما بين المظاهرات والإحتجاجات..هل يمكن ان تغير نصائح مهاتير محمد من سياسة الحكومة المصرية وهي تعتمد علي الديون الخارجية.. ولا تؤمن كثيرا بالسياحة ويعتبرها البعض حراما في حرام..وهل تؤمن حكومتنا الرشيدة بأن الحل ان نعمل ونفكر معا وننتج معا وان الفرق كبير جدا بين فكر يفتح كل ابواب الحوار والإجتهاد والمشاركة وفكر أخر لا يؤمن إلا بالإنغلاق والإقصاء ورفض الآخر.. ليتنا نستفيد من نصائح مهاتير محمد هذه المرة.
نقلاً عن جريدة "الأهرام" .