فاروق جويدة
إبعاد الشيخ مظهر شاهين من مسجد عمر مكرم مؤامرة لا تليق مع أحد شباب الثورة بعيدا عن صفته الدينية كإمام للمسجد يتبع وزارة الأوقاف..
والحقيقة انني أشعر بحيرة شديدة أمام حركة التنقلات والإقصاء التي تقوم بها وزارة الأوقاف مع أئمة المساجد التابعة للوزارة.. هناك اعتقاد لدي البعض بأن حملة أخونة الدولة تسير بسرعة كبيرة في المساجد للسيطرة عليها وأن إبعاد الشيخ مظهر شاهين جاء ضمن هذه الحملة.. كان مظهر شاهين أحد الوجوه التي شاهدناها كثيرا طوال ايام الثورة في الصلوات والدعاء وتحفيز الهمم ولا شك أن اختفاءه من مسجد عمر مكرم يعني اشياء كثيرة ان هذا الموقف يدخل في منظومة مطاردة شباب الثورة في كل مكان والتخلص منهم علي اعتبار ان الثورة انتهت وليس هناك ما يدعو لاستمرار هؤلاء الثوار في المشهد السياسي في مصر.. وهذا يعني ايضا ان الثورة نجحت وأن هناك قوانين جديدة يجري إعدادها لوضع ضوابط للمظاهرات في المرحلة القادمة.. وهذا يعني ايضا ان الذين قادوا الثورة وقاموا بها قد وصلوا الي السلطة وعلي المصريين ان يتركوا كل شيء للحكام الجدد بلا مظاهرات أو اعتراضات أو رفض.. اننا حتي الآن لم نعرف الأطراف الحقيقية التي قامت بالثورة وهل كان الإخوان المسلمون في طلائع القوي السياسية التي شاركت فيها ام انها دخلت الساحة بعد ان اطمأنت تماما الي ان الثورة توشك ان تسقط النظام إن التخلص من الرموز الحقيقية للثورة خيانه كبري وإذا كانت الثورة قد وحدت كل الاتجاهات والقوي السياسية فلا ينبغي ان تفرقهم الغنائم وتجعل فريقا منهم يطيح بالآخرين.. إن الإطاحة بالشيخ مظهر شاهين وإبعاده عن مسجد عمر مكرم يؤكد للجميع ان تصفية الثورة وإبعاد كل رموزها محاولة لإغلاق هذه الصفحة من حياة المصريين وهذا فهم خاطئ لطبيعة هذا الشعب فهو لن يقبل ابدا ان يقع ضحية لعبة سياسية مهما طالت لإجهاض الثورة وجني ثمارها.. اعيدوا مظهر شاهين الي مكانه في ميدان التحرير لأن الثورة لم تنته بعد.
نقلاً عن جريدة الأهرام